و فى حديث شيبان بدل فانصر فاغفر حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن انس ان اصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كانوا يقولون يوم الخندق نحن الذين بايعوا محمدا على الاسلام ما بقينا ابدا أو قال على الجهاد شك حماد و النبي صلى الله عليه و سلم يقول أللهم ان الخير خير الآخرة فاغفر للانصار و المهاجره حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم ( يعنى ابن اسماعيل ) عن يزيد بن ابى عبيد قال سمعت سلمة ابن الاكوع يقول خرجت قبل ان يؤذن بالاولى و كانت لقاح رسول الله صلى الله عليه و سلم ترعى بذى قرد قال فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت من اخذها قال غطفان قال فصرخت ثلاث صرخات يا صباحاه قال فاسمعت ما بين لابتى المدينة ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم بذى قرد و قد أخذوا يسقون من الماء فجعلت ارميهم بنبلى و كنت راميا و أقول انا ابن الاكوع و اليوم يوم الرضع فارتجز حتى استنقذت اللقاح منهم و استلبت منهم ثلاثين بردة قال و جاء النبي صلى الله عليه و سلم و الناس فقلت يا نبى الله انى قد حميت القوم الماء و هم عطاش فابعث إليهم الساعة فقال يا ابن الاكوع ملكت فاسجح قال ثم رجعنا و يردفنى رسول الله صلى الله عليه و سلم على ناقته حتى دخلنا المدينة حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة حدثنا هاشم بن القاسم ح و حدثنا اسحق ابن إبراهيم اخبرنا أبو عامر العقدي كلاهما عن عكرمة بن عمار ح و حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي و هذا حديثه اخبرنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن
(190)
عبد المجيد حدثنا عكرمة ( و هو ابن عمار ) حدثني اياس بن سلمة حدثني ابى قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن اربع عشرة مائة و عليها خمسون شاة لا ترويها قال فقعد رسول الله صلى الله عليه و سلم على جبا الركية فاما دعا و اما بصق فيها قال فجاشت فسقينا و استقينا قال ثم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم دعانا للبيعة في أصل الشجرة قال فبايعته أول الناس ثم بايع و بايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال بايع يا سلمة قال قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال و أيضا قال و رآنى رسول الله صلى الله عليه و سلم عزلا ( يعنى ليس معه سلاح ) قال فأعطاني رسول الله صلى الله عليه و سلم حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال الا تبايعني يا سلمة قال قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس و فى أوسط الناس قال و أيضا قال فبايعته الثالثة ثم قال لي يا سلمة اين حجفتك أو درقتك التي اعطتيك قال قلت يا رسول الله لقيني عمي عامر عزلا فأعطيته إياها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال انك كالذي قال الاولى أللهم ابغنى حبيبا هو احب إلى من نفسى ثم ان المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض و اصطلحنا قال و كنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أسقى فرسه و احسه و اخدمه و آكل من طعامه و تركت اهلى و مالي مهاجرا إلى الله و رسوله صلى الله عليه و سلم قال فلما اصطلحنا نحن واهل مكة و اختلط بعضنا ببعض اتيت شجرة فكسحت شوكها فاضطجعت في اصلها قال فاتاني أربعة من المشركين من أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه و سلم فابغضتهم فتحولت إلى شجرة اخرى و علقوا سلاحهم و اضطجعوا فبينما هم كذلك اذ نادى مناد من أسفل الوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم قال فاخترطت سيفي ثم شددت
(191)
على أولئك الاربعة و هم رقود فاخذت سلاحهم فجعلته ضغثا في يدى قال ثم قلت و الذى كرم وجه محمد لا يرفع احد منكم رأسه الا ضربت الذي فيه عيناه قال ثم جئت بهم اسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و جاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على فرس مجفف في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال دعوهم يكن لهم بدء الفجور و ثناه فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنزل الله و هو الذي كف أيديهم عنكم و أيديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان أظفركم عليهم الاية كلها قال ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فنزلنا منزلا بيننا و بين بني لحيان جبل و هم المشركون فاستغفر رسول الله صلى الله عليه و سلم لمن رقى هذا الجبل الليلة كأنه طليعة للنبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه قال سلمة فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثا ثم قدمنا المدينة فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بظهره مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و انا معه و خرجت معه بفرس طلحة انديه مع الظهر فلما اصحبنا إذا عبد الرحمن الفزارى قد اغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستاقه اجمع و قتل راعيه قال فقلت يا رباح خذ هذا الفرس فابلغه طلحة بن عبيد الله و أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ان المشركين قد اغاروا على سرحه قال ثم قمت على اكمة فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثا يا صباحاه ثم خرجت في آثار القوم ارميهم بالنبل و ارتجز أقول انا ابن الاكوع و اليوم يوم الرضع فألحق رجلا منهم فاصك سهما في رحله حتى خلص نصل السهم إلى كتفه قال قلت خذها
(192)
و انا ابن الاكوع و اليوم يوم الرضع قال فو الله ما زلت ارميهم و أقربهم فإذا رجع إلى فارس اتيت شجرة فجلست في اصلها ثم رميته فعقرت به حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في تضايقه علوت الجبل فجعلت ارديهم بالحجارة قال فما زلت كذلك اتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم الا خلفته وراء ظهري و خلوا بيني و بينه ثم اتبعتهم ارميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة و ثلاثين رمحا يستخفون و لا يطرحون شيئا الا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه حتى اتوا متضايقا من ثنية فإذا هم قد اتاهم فلان بن بدر الفزارى فجلسوا يتضحون ( يعنى يتغدون ) و جلست على رأس قرن قال الفزارى ما هذا الذي ارى قالوا لقينا من هذا البرح و الله ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا قال فليقم اليه نفر منكم أربعة قال فصعد إلى منهم أربعة في الجبل قال فلما امكنونى من الكلام قال قلت هل تعرفوني قالوا لا و من أنت قال قلت انا سلمة ابن الاكوع و الذى كرم وجه محمد صلى الله عليه و سلم لا أطلب رجلا منكم الا أدركته و لا يطلبنى رجل منكم فيدركنى قال أحدهم انا أظن قال فرجعوا فما برحت مكانى حتى رأيت فوارس رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخللون الشجر قال فإذا أولهم الاخرم الاسدى على اثره أبو قتادة الانصاري و على اثره المقداد بن الاسود الكندي قال فاخذت بعنان الاخرم قال فولوا مدبرين قلت يا اخرم احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه قال يا سلمة ان كنت تؤمن بالله و اليوم الآخر و تعلم ان الجنة حق و النار حق فلا تحل بيني و بين الشهادة قال
(193)
فخليته فالتقى هو و عبد الرحمن قال فعقر بعبد الرحمن فرسه و طعنه عبد الرحمن فقتله و تحول على فرسه و لحق أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه و سلم بعبد الرحمن فطعنه فقتله فو الذي كرم وجه محمد صلى الله عليه و سلم لتبعتهم اعدو على رجلي حتى ما ارى ورائي من اصحاب محمد صلى الله عليه و سلم و لا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذو قرد ليشربوا منه و هم عطاش قال فنظروا إلى اعدو وراءهم فحليتهم عنه ( يعنى اجليتهم عنه ) فما ذاقوا منه قظرة قال و يخرجون فيشتدون في ثنية قال فاعدوا فألحق رجلا منهم فاصكه بسهم في نغض كتفه قال قلت خذها و انا ابن الاكوع و اليوم يوم الرضع قال يا ثكلته امه اكوعه بكرة قال قلت نعم يا عدو نفسه اكوعك بكرة قال و اردوا فرسين على ثنية قال فجئت بهما اسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و لحقنى عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن و سطيحة فيها ماء فتوضأت و شربت ثم اتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو على الماء الذي حليتهم عنه فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد اخذ تلك الابل و كل شيء استنقذته من المشركين و كل رمح و بردة و إذا بلال نحر ناقة من الابل الذي استنقذت من القوم و إذا هو يشوى لرسول الله صلى الله عليه و سلم من كبدها و سنامها قال قلت يا رسول الله خلنى فانتخب من القوم مائة رجل فاتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر الا قتلته قال فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه في ضوء النار فقال يا سلمة أتراك كنت فاعلا قلت نعم و الذى اكرمك فقال انهم الآن ليقرون في ارض غطفان قال فجاء رجل من غطفان فقال نحر لهم فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقالوا اتاكم القوم فخرجوا هاربين
(194)
فلما اصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة و خير رجالتنا سلمة قال ثم اعطانى رسول الله صلى الله عليه و سلم سهمين سهم الفارس و سهم الراجل فجمعهما لي جميعا ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه و سلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة قال فبينما نحن نسير قال و كان رجل من الانصار لا يسبق شدا قال فجعل يقول الا مسابق إلى المدينة هل من مسابق فجعل يعيد ذلك قال فلما سمعت كلامه قلت اما تكرم كريما و لا تهاب شريفا قال لا الا ان يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قلت يا رسول الله بأبي و أمي ذرني فلا سابق الرجل قال ان شئت قال قلت اذهب إليك و ثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال فربطت عليه شرفا أو شرفين استبقى نفسى ثم عدوت في اثره فربطت عليه شرفا أو شرفين ثم انى رفعت حتى الحقه قال فاصكه بين كتفيه قال قلت قد سبقت و الله قال انا أظن قال فسقته إلى المدينة قال فو الله ما لبثنا الا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم تالله لو لا الله ما اهتدينا و لا تصدقنا و لا صلينا و نحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الاقدام ان لا قينا و انزلن سكينة علينا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هذا قال انا عامر قال غفر لك ربك قال و ما استغفر رسول الله صلى الله عليه و سلم لانسان يخصه الا استشهد قال فنادي عمر بن الخطاب و هو على جمل له يا نبى الله لو لا ما متعتنا بعامر قال فلما قدمنا خيبر قال خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه و يقول قد علمت خيبر انى مرحب شاكى السلاح بطن مجرب
(195)
إذا الحروب اقبلت تلهب قال و برز له عمي عامر فقال قد علمت خيبر انى عامر شاكى السلاح بطل مغامر قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر و ذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة فخرجت فإذا نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فاتيت النبي صلى الله عليه و سلم و انا ابكى فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال ذلك قال قلت ناس من اصحابك قال كذب من قال ذلك بل له اجره مرتين ثم أرسلني إلى على و هو ارمد فقال لاعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله أو يحبه الله و رسوله قال فاتيت عليا فجئت به اقوده و هو ارمد حتى اتيت به رسول الله صلى الله عليه و سلم فبسق في عينية فبرأ و أعطاه الراية و خرج مرحب فقال قد علمت خيبر انى مرحب شاكى السلاح بطل مجرب إذا الحروب اقبلت تلهب فقال على انا الذي سمتني أمى حيدره كليث غابات كريه المنظرة اوفيهم بالصاع كيل السندره قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه قال إبراهيم حدثنا محمد ابن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله و حدثنا احمد بن يوسف الازدى السلمى حدثنا النضر بن محمد عن عكرمة بن عمار بهذا حدثني عمرو بن محمد الناقد حدثنا يزيد بن هرون اخبرنا