تفسیر القمی

علی بن ابراهیم القمی

جلد 2 -صفحه : 462/ 192
نمايش فراداده

على الناس جميعا و جعل منهم النبوة و الملك و قد عهد إلينا موسى ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ، و ليس مع محمد آية و إنما جمعهم جمعا و سحرهم و يريد أن يغلبهم بذلك ، فلم يزل يقلبهم عن رأيهم حتى أجابوه فقال لهم أخرجوا الكتاب الذي بينكم و بين محمد فأخرجوه فأخذه حي بن أخطب و مزقه و قال قد وقع الامر فتجهزوا و تهيؤا للقتال .

و بلغ رسول الله صلى الله عليه و آله ذلك فغمه غما شديدا و فزع اصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه و آله لسعد بن معاذ و أسيد بن حصين و كانا من الاوس و كانت بنو قريظة حلفاء الاوس فقال لهما : إئتيا بني قريظة فانظروا ما صنعوا فان كانوا نفسوا العهد فلا تعلما أحدا إذا رجعتما إلي و قولا عضل و الفارة فجاء سعد بن معاذ و اسيد بن حصين إلى باب الحصن فأشرف عليهما كعب من الحصن فشتم سعدا و شتم رسول الله صلى الله عليه و آله فقال له سعد : إنما أنت ثعلب في جحر لنولين قريشا و ليحاصرنك رسول الله صلى الله عليه و آله و لينزلنك على الصغر و القماع و ليضربن عنقك ، ثم رجعا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقالا عضل و الفارة فقال رسول الله صلى الله عليه و آله لعناء نحن أمرناهم بذلك و ذلك انه كان على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله عيون لقريش يتجسسون خبره و كانت عضل و الفارة قبيلتان من العرب دخلا في الاسلام ثم غدرا فكان إذا غدر أحد ضرب بهذا المثل فيقال عضل و الفارة .

و رجع حي بن أخطب إلى أبي سفيان و قريش فأخبرهم بنقض بني قريظة العهد بينهم و بين رسول الله صلى الله عليه و آله ففرحت قريش بذلك فلما كان في جوف الليل جاء نعيم بن مسعود الاشجعي إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و قد كان أسلم قبل قدوم قريش بثلاثة أيام ، فقال : يا رسول الله قد آمنت بالله و صدقتك و كتمت إيماني عن الكفرة فان أمرتني ان آتيك بنفسي و أنصرك بنفسي فعلت و ان أمرت ان أخذل بين اليهود و بين قريش فعلت حتى لا يخرجوا من حصنهم ، فقال رسول الله