تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
صلى الله عليه و آله أخذل بين اليهود و قريش فانه أوقع عندي ، قال : فتأذن لي ان أقول فيك ما أريد ، قال قل ما بدا لك ، فجاء إلى أبي سفيان فقال له : تعرف مودتي لكم و نصحي و محبتي ان ينصركم الله على عدوكم و قد بلغني ان محمدا قد وافق اليهود ان يدخلوا بين عسكركم و يميلوا عليكم و وعدهم إذا فعلوا ذلك ان يرد عليهم جناحهم الذي قطعه لبني النضير و قينقاع فلا أرى لكم ان تدعوهم يدخلوا في عسكركم حتى تأخذوا منهم رهنا تبعثوا بهم إلى مكة فتأمنوا مكرهم و غدرهم ، فقال أبو سفيان وفقك الله و أحسن جزاك مثلك أهدى النصايح و لم يعلم أبو سفيان بإسلام نعيم و لا أحد من اليهود ، ثم جاء من فوره ذلك إلى بني قريظة فقال : يا كعب تعلم مودتي لكم و قد بلغني ان ابا سفيان قال تخرج هؤلاء اليهود فنضعهم في نحر محمد فان ظفروا كان الذكر لنا دونهم و إن كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فلا أرى لكم ان تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم انهم ان لم يظفروا بمحمد لم يبرحوا حتى يردوا عليكم عهدكم و عقدكم بين محمد و بينكم لانه ان ولت قريش و لم يظفروا بمحمد غزاكم محمد فيقتلكم فقالوا : أحسنت و أبلغت في النصيحة لا تخرج من حصننا حتى نأخذ منهم رهنا يكونون في حصننا .و أقبلت قريش فلما نظروا إلى الخندق قالوا : هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها قبل ذلك فقيل لهم هذا من تدبير الفارسي الذي معه فوافى عمرو بن عبد ود و هبيرة بن وهب و ضرار بن الخطاب إلى الخندق و كان رسول الله صلى الله عليه و آله قد صف أصحابه بين يديه فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق إلى جانب رسول الله صلى الله عليه و آله فصاروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله كلهم خلف رسول الله صلى الله عليه و آله و قدموا رسول الله صلى الله عليه و آله بين أيديهم و قال رجل من المهاجرين و هو فلان لرجل بجنبه من اخوانه : أما ترى هذا الشيطان عمرو لا و الله ما يفلت من يديه