تفسیر القمی

علی بن ابراهیم القمی

جلد 2 -صفحه : 462/ 224
نمايش فراداده

مناظرة جميلة

قال : سألته عن تفسير هذه الآية فقال : بعث الله رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية فجاءهم بما لا يعرفون فغلظوا عليهما فاخذوهما و حبسوهما في بيت الاصنام ، فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال : ارشدوني إلى باب الملك ، قال : فلما وقف على باب الملك قال : أنا رجل كنت اتعبد في فلاة من الارض و قد أحببت ان اعبد إله الملك فأبلغوا كلامه الملك ، فقال : أدخلوه إلى بيت الآلهة فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبيه ، فقال بهذا ينقل قوم من دين إلى دين بالحذق ( بالحرف ط ) أفلا رفقتما ثم قال لهما : لا تقرآن بمعرفتي ثم ادخل على الملك ، فقال له الملك بلغني انك كنت تعبد إلهي فلم أزل و أنت اخي فاسألني حاجتك ! قال : ما لي حاجة أيها الملك و لكن رأيت رجلين في بيت الآلهة فما بالهما ؟ قال الملك : هذان رجلان اتياني ببطلان ديني و يدعواني إلى إله سماوي ، فقال أيها الملك فمناظرة جميلة فان يكن الحق لهما اتبعناهما و ان يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا ، فكان لهما ما لنا و ما عليهما ما علينا قال فبعث الملك إليهما فلما دخلا اليه قال لهما صاحبهما ما الذي جئتما به ؟ قالا جئنا ندعو إلى عبادة الله الذي خلق السماوات و الارض و يخلق في الارحام ما يشاء و يصور كيف يشاء و أنبت الاشجار و الاثمار و أنزل القطر من السماء .

قال فقال لهماء إلهكما هذا الذي تدعوان اليه و إلى عبادته ان جئنا بأعمى يقدر ان يرده صحيحا ؟ قالا ان سألناه ان يفعل فعل ان شاء ، قال أيها الملك علي باعمى لم يبصر قط قال فاتي به ، فقال لهما ادعوا إلهكما ان يرد بصر هذا ، فقاما و صليا ركعتين فإذا عيناه مفتوحتان و هو ينظر إلى السماء ، فقال أيها الملك علي باعمى آخر ، قال فاتي به قال فسجد سجدة ثم رفع رأسه فإذا الاعمى الآخر بصير ، فقال أيها الملك حجة بحجة علي بمقعد ، فاتي به فقال لهما مثل ذلك فصليا ودعوا الله فإذا المقعد قد أطلقت رجلاه و قام يمشي ، فقال أيها الملك علي بمقعد آخر فاتي به فصنع به كما صنع أول مرة فانطلق المقعد ، فقال أيها الملك قد أوتينا