نفحات القرآن

ناصر مکارم شیرازی

جلد 4 -صفحه : 159/ 78
نمايش فراداده

2 ـ.القدرة الالهية المطلقة

تمهيد

يعتبر موضوع القدرة الالهية من اهم مباحث صفات الكمال والجمال الالهية بعد بحث العلم , تلك القدرة الـلامـحدودة من كل ناحية والشاملة لجميع الممكنات والملازمة للارادة والمشيئة , فهو سبحانه وتعالى يفعل مايريدويمحو مايشا فى اى وقت وزمان .

والوجود بمظاهره العظيمة المذهلة وبدقائقه الظريفة , يدل باكمله على القدرة الالهية المطلقة .

وللدخول فى صلب الموضوع ينبغي طي المراحل التالية

1 ـ دلائل القدرة الالهية المطلقة .

2 ـ اللّه فاعل ومختار.

3 ـ راى الذين اشكلوا على تعميم القدرة الالهية .

4 ـ عدم شمول القدرة الالهية المستحيلات .

لندخل الان فى بحث الموضوع الاول ونصغي خاشعين الى الايات القرانية الشريفة

1 ـ ( تبـارك الذي بيده الملك وهو على كل شي قدير ) ( الملك / 1 ).

2 ـ ( اللّه الذي خلق سبع سمـوات ومن الا رض مثلهن يتنزل الا مر بينهن لتعلمـواان اللّه على كل شي قدير ) ( الطلاق / 12 ).

3 ـ ( له ملك السمـوات والا رض يحيي ويميت وهو على كل شي قديـر ) ( الحديد / 2 ).

4 ـ ( يخلق مـا يشـا و هوا العليم القدير ) ( الروم / 54 ).

5 ـ ( للّه ملك السمـوات و الا رض ومـا فيهن و هو على كل شي قدير ) (المائده / 120 ).

6 ـ ( اولم يروا ان اللّه الذي خلق السمـوات والا رض قـادر على ان يخلق مثلهم ).

( الاسرا / 99 ).

7 ـ ( اولـم يـروا ان اللّه الـذي خـلق السمـوات والا رض ولم يعي بخلقهن بقـادرعلى ان يحيي الموتى بلى انه على كل شي قدير ) ( الاحقاف / 33 ).

8 ـ ( فلا اقسم برب المشـارق و المغـارب انا لقـادرون ) ( المعارج / 40 ).

9 ـ ( ومــا كــان اللّه لـيـعـجـزه مـن شي في السمـوات ولا في الا رض انه كـان عليما قديرا )((88)) ( فاطر / 44 ).

10 ـ (قل ان الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشـا واللّه واسع عليم ) (آل عمران /73).

شرح المفردات

(( قـديـر )) من مادة (( قدرة )) , وهي بمعنى من يفعل كل مايريده بمقتضى حكمته , لا اقل ولا اكـثـر مـن ذلك , لذا فان هذه الصفة لا تستعمل الا مع اللّه تعالى واساسا ان صفة القدرة المطلقة لا يـجوز استعمالها الا في خصوص اللّه تعالى , وكلما استعملت مع غيره فانها ينبغي ان تكون محدودة ومقيدة , لان غيره لوكان قادرا من جهة معينة فهو عاجز من جهة اخرى ((89)) .

واصل هذه الكلمة ماخوذ من (( قدر )) وهو بمعنى مقياس شي وكنهه ونهايته , والسر في استعمال هـذه الكلمة بخصوص الباري تعالى هو فعله كل مايريد وباي مقدار كان , واعطائه عباده اي مقدار يريده هو سبحانه ((90)) .

و (( قـدير )) و (( قادر )) كلاهما صفتان من صفات اللّه سبحانه , وهما ماخوذان في الاصل من (( الـتـقدير )) في الكمية , و (( قادر )) اسم فاعل , و (( قدير )) صفة مشبهة بالفعل او صيغة مبالغة , و (( المقتدر )) ابلغ منها ((91)) .

(( يعجزه )) في الاصل من مادة (( عجز )) (( بضم الجيم )) , وهي بمعنى ذيل الشي و ( عجز ) على وزن ((حبس )) بمعنى التاخر عن شي معين والوقوع في متابعة عمل ما , وتاتي ايضا بمعنى القصور والعجز عن ادا عمل ما في مقابل القدرة على ذلك العمل , و (( المعجز )) بمعنى الشخص او الـشـي الذي يعجزالاخرين , و اطلاق كلمة (( عجوز)) على المراة المسنة انما هو لعجزها وقـصـورها( ومن خلال تتبع مصادر اللغة المعروفة كمقاييس اللغة ومفردات الراغب نجدان هذه الكملة تستعمل بخصوص في النسا المسنات فحسب ) ((92)) .

(( واسـع )) مـن مـادة (( سـعة )) , و (( وسع )) وهي بمعنى السعة في مقابل الضيق وتستعمل بخصوص الامكنة والحالات والافعال , لذا يطلق على القدرة والتمكن والايجاد (( الوسعة )).

اما سعة اللّه تعالى فهي اما ان تكون نابعة من سعة رزقه ورحمته التي وسعت كل شي , او من احاطته تـعـالـى بكل شي علمـا , او مـن احـاطته الوجودية بجميع الاشيا , يعني كثير العطايا وكثير العلم ايـضا و (( الواسع )) كماورد تعبير الـ (( موسع )) ايضا في القرآن الكريم بخصوص الباري , والـذي فـسـره بـعـض ارباب اللغة ايضا بمعنى القادر والغني ((93)) وهنالك تفسير آخر لهذه الكلمة يخرج عن موضوع هذا البحث ((94)) .