نفحات القرآن

ناصر مکارم شیرازی

جلد 8 -صفحه : 120/ 103
نمايش فراداده

مضمون الدعوة

3. ان تحقيق ودراسة محتوى اي دعوى يشكل في الغالب دليلا مقنعا للتوصل الى صدق او كذب المدعي فـالدين السماوي الذي يصدر عن جهة السما , وينزل عن طريق الوحي له مزاياه الخاصة , في حين ان الدين الكاذب الذي يبتدعه فرد او افرادلاهداف مادية وشيطانية له مزايا اخرى .

فـالاول : غـايـته هداية البشرية , وتقوية النفوس , واقامة العدل , وتهيئة متطلبات الصلح والسلام والامن , واخيرا تكامل الانسان ماديا ومعنويا.

في حين ان الثاني يسعى لتحقيق الانسان وتخدير فكره , والانتفاع الاكثروالاستعمار والاستثمار , ومسلما ان اهدافا كهذه تتطلب خططا وبرامج اخرى .

وبـمـلاحظة ما ذكر انفا نلقي نظرة اجمالية على مجموع المعارف والقوانين والبرامج الاسلامية , لاسيما تلك التي استند اليها القرآن الكريم واكد عليها :.

1 ـ ان اول شي يبدو للنظر ويشكل الاساس الرئيسى لكل المعارف والقوانين الاسلامية هو مسالة ( الـتوحيد ) ومحاربة كل انواع الشرك بالاعتماد على هذاالاصل , فقد حرر رسول الاسلام (ص ) الانـسان من قيود كل عبودية الا عبودية اللّه الاحد , ودعا البشرية الى عبادة الاله الواحد الاحد خـالـق الـسـماوات والارض ,وجامع كل صفات الكمال , المطلع على ظاهرهم وباطنهم , وحطم سلاسل الاوهام والخرافات وعبادة البشر او الحجر او الخشب وانواع الاوثان والاصنام .

وقـد ذ م الـقرآن اليهود والنصارى لعبادتهم البشر بقوله : (ات خذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون اللّه ) التوبة ـ

31. وفي مقارنة بديعة على لسان نبي اللّه يوسف وهو يخاطب رفاقه في السجن يقول : (ارباب متفرقون خير ام اللّه الواحد القهار ) يوسف ـ

39. 2 ـ انـه لايـعتبر اي مؤثر في مصير الانسان الا اللّه تعالى ويدعو الجميع للتوكل عليه ويقول : ( اليس اللّه بكاف عبده ) الزمر ـ

36. 3 ـ ومـن جهة اخرى يعتبر الانسان مرهونا باعماله , ويعتبر ان طريق الخلاص والفلاح الوحيد هو والجد والاجتهاد الاكثر.

ويـقول : (وان ليس للانسان الا ما سعى ) النجم ـ 39 و : ( كل نفس بما كسبت رهينة ) المدثر ـ

38. 4 ـ اعـتبر الاسلام كل بني البشر ومن اي عنصر ولون وفي كل زمان متساوين ,وبنا على هذا لا يوجد اي تمايز بينهم او تفاضل الا بـ(التقوى ) والورع (الحجرات ـ13).

5 ـ يخاطب كل المؤمنين بانهم (اخوة ) لبعضهم البعض , ويعتبر ان اقرب رابطة ممكنة بين انسانين هـي الرابطة التي تقوم على العدالة والمساواة , ويقول : (انماالمؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم وات قوا اللّه لعل كم ترحمون )الححرات ـ

10. 6 ـ يعتبر (العدالة الاجتماعية ) اصلا اساسيا حاكما على المجتمعات البشرية ويدعو كل المؤمنين للقيام بالقسط , فيقول : ( ولايجرمنكم شنن قوم على الا تعدلوااعدلوا هو اقرب للت قوى وات قوا اللّه ) المائدة ـ

8. وان لا تـكون صلة القرابة والابوة والبنوة ونظائرها حائلا دون اجرا العدالة وترجيح كفة الحكم لصالحهم ـ بدون دليل ـ ( النسا ـ 135).

7 ـ اقر حاكمية اصل (الانفاق ) على العلاقات الانسانية , ودعا الجميع الى الانفاق مما رزقهم اللّه من نعم على الاخرين : (ومم ا رزقناهم ينفقون ) البقرة ـ

3. يـؤكـد على (صلة الرحم ) ورعاية رابطة القرابة (البقرة ـ 27) وقد اولى (الاب والام ) خاصة احـتراما بالغا الى الحد الذي اوصى بالتعامل الحسن معهما حتى وان لم يكونا مسلمين (لقمان ـ 14 و 15).

9 ـ مـن الـمسائل التي اكد عليها الاسلام ايضا هي : (حماية المظلومين ) في شرق العالم وغربه , حـتـى ان ظواهر الايات القرآنية لم تفرق بين ابنا الدين الاسلامي وغيرهم في هذه المسالة , كما ورد فـي الايـة ـ 75 من سورة النسا : ( وما لكم لاتقاتلون في سبيل اللّه والمستضعفين من الرجال والنسا والولدان ).

10 ـ اكد ايضا على (احترام حقوق المراة ) في ذلك المحيط الذي اهدر كل حقوقها ولم يعطها حتى الحق في الحياة , ويقبر البنات وهن احيا , فاعاد اليهامكانتها الى الحد الذي يقول فيه : ( لهن مثل ال ذي عليهن بالمعروف )البقرة ـ 228 ,والحق لا ينفصل عن الواجب .

11 ـ دعوته لـ(التعايش مع اتباع الاديان الاخرى ) وحملة الكتب السماوية ,ودعوته كذلك الجميع لـلاتـكـا على نقاط الالتقا والاشتراك , كما نقرا في الاية ـ 64من سورة آل عمران : (قل يااهل الـكتاب تعالوا الى كلمة سوا بيننا وبينكم الا نعبدالا اللّه ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون اللّه ).

12 ـ اعـطى الاسلام اهمية بالغة ل(العلم ) والمعرفة , وقد اشارت مئات الايات القرآنية الى ذلك , وهـذا الامر كان مثيرا وملفتا للنظر لاسيما اذا لاحظنا المحيط الذي نزل فيه القرآن , والذي كان مـركـزا للجهل والامية , واول الايات التي نزلت على النبي (ص ) كانت تؤكد على العلم (العلق 1 ـ 5).

ويـقسم في مكان اخر بالقلم : (القلم ـ 1) , واعتبر ان افضلية (آدم ) , والبشربصورة عامة تكمن في (فضيلة العلم ) والمعرفة هذه (البقرة 31 ـ 33).

13 ـ تـعـتبر مسالة (الامر بالمعروف ) و(النهي عن المنكر) احدى المميزات المضيئة لهذا الدين والـتـي يـعـتـبـرهـا نـوعا من الاشراف والرقابة العامة على كل المجتمع بواسطة كل المجتمع , ومسؤولية متقابلة لكل افراده في مقابل اي نوع من المفاسدالاجتماعية او ترك القيام بالواجب ـ (آل عمران 104 و110 وآيات اخرى ).

14 ـ بـمـا ان مصدر الكثير من المفاسد الاجتماعية هو الميل الشديد للقضاياالمادية , والتنافس في حـب الـتـجـم ل والبذخ في الحياة فقد دعا الاسلام الى (العيش البسيط) ونبذ حب التجمل من اجل اغـلاق مـنـبـع الـشـر هذا (الزخرف 33 ـ 35) , في نفس الوقت الذي اعتبر الانتفاع المعقول والمنطقي من المواهب المادية وحتى التزيينية والكمالية بانه مباح (الاعراف ـ 32).

15 ـ دعوته ل(مراعاة الاداب ) , وحسن المواجهة مع الاخرين , وملاحظة الموازين الاخلاقية في اي مكان , وقد اشار لهذه المسالة في سورة لقمان (الايتين18 و 19) , وسورة الحجرات (الايتين 11 و 12) , وسـورة الفرقان (آية 72) , وآيات اخرى وورد في الاية 199 من سورة الاعراف ايضا (خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ) ((305)) .

16 ـ اسـتخدام (البحث المنطقي ) فى المناظرة مع اتباع الاديان الاخرى بدلا من التعصب الاعمى , يـقول القرآن الكريم : (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ) النحل ـ

125. 17 ـ (الخضوع في للحق ) وقبوله من اي كان لانه يعتبر واحدا من المبادئ السامية للدين الاسلامي , يقول تعالى : (فبشر عباد ال ذين يستمعون القول فيتبعون احسنه # اولئك ال ذين هدايهم اللّه واولئك هم اولو الالباب ) الزمر 17 و

18. 18 ـ (اخلاص النية من الدوافع غير الالهية ) من الاصول التي اكد عليها القرآن الكريم والروايات الاسـلامـيـة مـرارا , واعـتبر ان الاعمال النزيهة المقبولة عند اللّه تعالى والتي تؤدي الى النجاة والسعادة هي الاعمال التي لم يقصد بها التظاهر والريا ,وانما التي يراد بها غايات انسانية واخلاقية والـهـيـة سـامـيـة تـشـكل ركنا اساسيا ,واستندت سبعة آيات من القرآن الى جملة (مخلصين له الدين ) ((306)) .

ومن جهة شب ه صدقات المؤمنين ـ الخالصة ـ بالبستان الملي بالثمر عندماتنزل عليه رحمة المطر الالهية تتضاعف ثماره ضعفين (البقرة ـ 265).

ومـن جـهـة اخـرى شبه اعمال المرائين ـ غير المؤمنين ـ بالبذور التي تم غرسهافي تراب قليل يغطي صخرة فياتي المطر فيجترفها امامه (البقرة ـ 264).

19 ـ انـتـقد الاسلام بشدة (الاسراف والتبذير) وسمى المبذرين باخوان الشيطان : (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين ) الاسرا ـ

27. 20 ـ مـن الاصـول الاسـاسية للاسلام ايضا (رعاية الاطفال الايتام وفاقدي المعيل )واكدت آيات وروايـات كـثـيـرة على ذلك الى الحد الذي اعتبرت فيه اكل اموال الايتام كاكل النار : (ان ال ذين ياكلون اموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا) النسا ـ

10. وفـي مـكـان آخـر اوصى باصلاح شؤونهم , يقول : (ويسئلونك عن اليتامى # قل اصلاح لهم خير) البقرة ـ

220. 21 ـ احترام الاسرى في الاسلام , بحيث واوصى بحسن معاملتهم واعتبرمساعدتهم واعانتهم في القرآن الكريم بان ها جز من اعمال الابرار والاخيار :(ويطعمون الطعام على حب ه مسكينا ويتيما واسيرا) الدهر ـ

8. وجا في حديث للامام علي (ع ) : (اطعام الاسير والاحسان اليه حق واجب ) ((307)) .

22 ـ ومن المسائل المهمة التي اكد عليها القرآن الكريم والروايات الاسلامية هي مسالة (التشاور في الامور) , حتى ان الرسول الاكرم (ص ) مع عقله الكامل كان مامورا بالاستشارة :(وشاورهم في الامر) آل عمران ـ

159. واعتبر التشاور في الامور الاجتماعية المهمة بانه احدى علائم الايمان :(وامرهم شورى بينهم ) الشورى ـ

38. 23 ـ كـانـت (محاربة الخرافات ) ايضا من المهام الرئيسية للنبي (ص ) في حين كان مد عو النبوة الـكـاذبـون يـصـرون عـلـى نـشر الخرافات وتسميم افكار الناس عن طريقها , ولترغيب العامة بـخـرافـاتـهـم لكي ينسجموا معها , ولكن نبي الاسلام (ص )حطم هذا السد , بل كان يحارب كل خرافة حتى لو كانت تصب في صالحه ظاهرا.

واي خـرافـة اكـبر من (عبادة الاوثان ) التي اجتاحت جزيرة العرب باسرها , الى حد ان مخالفتها والاعـراض عنها اصبح مشكلة عويصة وعجيبة جدا , بل عدواحيانا من علامات الجنون , واثنا ما كـان الـنـبـي (ص ) يـدعو لعبادة الاله الواحدالاحد قالوا : (اجعل الالهة الها واحدا # ان هذا لشي عجاب ) سورة ص ـ

5. وظاهرا ان احد اسباب نعت نبي الاسلام (ص ) بالجنون هي انه نهض لمحاربة قضية عبادة الاصنام التي كانت من اكثر بديهيات تلك البيئة والمحيط.

والـخـلاصـة هي ان عرب الجاهلية كانت تخيم عليهم خرافات كثيرة يطول شرحها , وقد حاربها الرسول (ص ) كلها.

24 ـ مـن الـمسائل التي اعطاها الاسلام اهمية كبيرة هي تحرير الانسان من ربقة الهوى والهوس واسر الناس الاخرين , او في اسر الاعراف والتقاليد والسنن المغلوطة , الى درجة اعتبر فيها ان احدى صفات النبي (ص ) هي : (ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم ) الاعراف ـ

157. وجـا فـي الـحـديث النبوي المعروف : ان احد الذنوب التي لايغفرها اللّه ابداهي ان يسلب الانسان حرية الانسان الاخر ويستعبده ويبيعه ((308)) .

25 ـ احـد الـبـرامج الاساسية لهذا الدين (المنع من التكاثر) وطلب الزيادة والحرص والطمع في الامور المادية , وقد اشير الى ذلك في آيات متعددة من القرآن الكريم , وكذلك الروايات الاسلامية , الـى حـد اعـتـبرها من الصفات المذمومة في الحياة الدنيا , وجعلها مرادفة للهو واللعب والتفاخر (الـحديد ـ 20) , وعدها سبباللجهل باللّه , وذم بشدة اولئك الذين يتوجهون صوب القبور لحساب قبور موتاهم حتى يثبتوا كثرة قبائلهم : (الهـيكم التكاثر # حت ى زرتم المقابر) التكاثر 1 ـ

2. ويـقـص عـليهم ـ بالتفصيل ـ قصة ((قارون )) المستكبر المستكثر الذي كان يرى نفسه انه فوق الـجـمـيع , وعاقبته وعاقبة امواله بعد ان خسفت به الارض , وينهى نبيه (ص ) عن مد عينيه الى الامـكـانـات الـمـاديـة لهؤلا الافراد او اعتبارها علامة على افضليتهم وعلوهم , (طـه ـ 131 , القصص 76 فما بعد).

26 ـ (الـدعـوة الـى الاتـحـاد والتضامن ) يمكن اعتبارها جز من الاوامر التي تحتل صدر قائمة الـبـرامـج الاسـلامية , والتي ذكرها القرآن الكريم بتاكيد شديد , فكان يدعوالجميع الى الاتحاد ويـنـهـاهـهـم عـن التفرقة , ويحذرهم من العودة الى اختلافات الجاهلية وعد الافراد المتفرقين الـمـشتتين على شفير هاوية من النار , (آل عمران ـ103) واعتبر التنازع والاختلافات مصدرا لضعف المجتمع , وضياع قدرته وشوكته , (الانفال ـ 46).

27 ـ (احترام القانون ) يعتبر من اهم وصايا الاسلام التي اكد عليها لدرجة انه قال احترموا القانون حـتـى لـو حـكـم ضـدكم , وجا في القران : (كونوا قوامين بالقسطشهدا للّه ولو على انفسكم او الـوالـديـن والاقربين ) النسا ـ 135 , واعتبر نقض حرمة القانون حراما , والتعدي على (حدود اللّه ) ظـلـمـا وجـورا : (ومن يتعد حدود اللّه فاولئك هم الظالمون ) البقرة ـ 229 , وان الايمان الصادق هو التسليم المطلق لقانون الحق وترك معارضته حتى في حى ز الفكر والعقل (النسا ـ 65).

28 ـ (نـبذ حب الانتقام ) ولم تكن هذه الصفة الحميدة مختصة بالرسول (ص ) وان تجل ت بوضوح كـامـل فـي حـروبه وخاصة في فتح مكة , وانما اوصى اتباعه مراراوتكرارا الى العفو والصفح , وغض النظر عن زلات الاخرين وتذكيرهم بالعفوالالهي : (وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر اللّه لـكـم ) الـنور ـ 22 , بل تعدى ذلك الى القول : (ادفع بال تي هي احسن فاذا ال ذي بينك وبينه عـداوة كـان ه ولـي حـميم ) فصلت ـ 34 , ولكنه مع كل هذا لايسمح بان يستغل الاعدا الحاقدون رحـمـة الاسـلام ورافته , بل كان (ص ) يامر اصحابه ان : مثلما عليكم ان تكونوا لينين وعطوفين مـقابل الاصدقا والاعدا المخدوعين فيجب عليكم ان تتعاملوا مع الاعدا الاشدا بخشونة وشدة حتى انه وصف الصادقين بانهم : (اشدا على الكف ار رحما بينهم ) الفتح ـ

29. 29 ـ (الـدعـوة الـى الـتقوى ) وهي من القضايا التي يستند اليها الاسلام في كل مناسبة , ويعتبرها الـسـبيل الوحيد لخلاص الانسان , وزاد اخرته ((309)) , ومعيارشخصيته ((310)) , وبركة الدنيا ((311)) , وسعادة الاخرة ((312)) , وسببا للبصيرة والمعرفة ((313)) .

30 ـ (الـحب والبغض في اللّه ) من اسس التعاليم الاسلامية ايضا , او بتعبيراوضح اعتبر الاسلام كل من يخطو في محجة الايمان , والحق , والعدل , والتقوى ,والنزاهة , صديقا يجب توثيق العلاقة معه , وبالعكس اوصى بالابتعاد عن الاشراروالسيئين والملوثين والظالمين , واعتبر القرآن الكريم ذلـك مـن عـلائم الايمان الاصلية (حزب اللّه ) ((314)) واعتبرتها الروايات الاسلامية بانها من اقـوى عـرى الايمان والاسلام (اوثق عرى الايمان الحب في اللّه والبغض في اللّه ) ((315)) , وافضل الاعمال ((316)) .

هذه طائفة من تعاليم الاسلام في الاصول والفروع .

فـهـل يـصدق ان ياتي انسان امي لم يتلق اي تعليم , وهو ابن بيئة ظلمانية جاهلية , وتربى في بؤرة الـكـفر والفساد والجور والخشونة , بمثل هذه التعاليم ؟ كلابالطبع الا اذا كان مسددا عن طريق الوحي السماوي والالهام والتاييد الالهي .

ان دراسـة مضمون ومحتوى الدعوة لاي دين من افضل الادلة للعلما لاثبات صدق او كذب المداعي لـذلك الدين , واحيانا تكون مقدمة على الكثير من المعجزات , لان العديد من الوساوس التي تبرز من قـبـل الـمـعـاندين اللجوجين لها (من قبيل اتهامه بالسحر وامثاله ) تصبح لا معنى لها عند البحث في مـحـتـوى الـدعـوة , بـل وحـتـى يـمـكـن تـاليف كتاب ضخم حول هذا الموضوع وخاصة حول تـعـليمات الاسلام في كافة الجوانب الاعتقادية والاخلاقية والاجتماعية , وكذلك الميدان الواسع والفسيح لهذا المبحث في المسائل الفردية والجماعية المعنوية والمادية .

بـديـهي انه لايمكن ان تكون هذه المجموعة من التعاليم الصادرة من عربي صحراوي امي خرج من اكثر البيئات تخلفا هي مسالة عادية , وباعتقادنا انه لاتوجداي معجزة اكبر من هذا , او على الاقل هي قرينة اذا ضممناها الى القرائن الاخرى شكلت مجموعة مطمئنة وقوية .