تفسیر والمفسرون فی ثوبه القشیب

محمد هادی معرفت

جلد 2 -صفحه : 28/ 22
نمايش فراداده

قلت : هم الذين يثبتون وحدانيته و عدله بالحجج الساطعة و البراهين القاطعة , و هم علما العدل و التوحيد ـ يريد اهل مذهبه ـ.

فان قلت : ما فائدة هذا التوكيد يعني في قوله : (ان الدين عنداللّه الاسلا م )؟.

قـلـت : فـائدته ان قوله : (لا اله الا اللّه ) هو توحيد, و قوله : (قائما بالقسط) تعديل , فاذا اردفه بقوله : (ان الدين عنداللّه الاسلا م ) فقد آذن ان الاسلام هو العدل و التوحيد, و هو الدين عنداللّه , و مـا عـداه فـلـيـس عـنده في شي من الدين و فيه : ان من ذهب الى تشبيه , او ما يؤدي اليه كاجازة الـرؤيـة , او ذهب الى الجبر الذي هو محض الجور, لم يكن على دين اللّه الذي هوالاسلام , و هذا بين جلى كما ترى ((980)) .

و عند تفسيره لقوله تعالى : (قال رب ارني انظر اليك ) ((981)) , قال : ((ثم تعجب من المتسمين بـالاسلام , المتسمين باهل السنة و الجماعة , كيف اتخذوا هذه العظيمة مذهبا, و لايغرنك تسترهم ((982))و القول ما قال بعض العدلية فيهم :.

  • فانه من منصوبات اشياخهم لجماعة سموا هواهم سنة قد شبهوه بخلقه و تخوفوا شنع الورى فتستروا بالبلكفة .

  • و جماعة حمر لعمري موكفة ((983)) . شنع الورى فتستروا بالبلكفة . شنع الورى فتستروا بالبلكفة .

و حمل الاية على انها ترجمة عن مقترح قومه و حكاية لقولهم .

و تفسير آخر, و هو : ان يريد بقوله : (ارني انظر اليك ) عرفني نفسك تعريفا واضحا جليا, كانها اراة فـي جـلائها بية ,مثل آيات القيامة التي تضطر الخلق الى معرفتك , انظر اليك : اعرفك معرفة اضـطـرار, كـانـي انظر اليك , كما جا في الحديث ((سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر)) بمعنى : ستعرفونه معرفة جلية هي في الجلا كابصاركم للقمر اذا امتلا و استوى ((984)) .

و قـد اثـار ذلك ثورة احمد الاسكندري , فجعل يقابل هجاه لاهل السنة بهجا اهل العدل , قال : ((و لـولا الاستنادبحسان بن ثابت الانصاري صاحب رسول اللّه (ص ) و شاعره , و المنافح عنه و روح الـقـدس مـعـه , لـقـلنا لهؤلا المتلقبين بالعدلية و بالناجين سلاما, و لكن كما نافح حسان عن رسول اللّه (ص ) اعداه , فنحن ننافح عن اصحاب سنة رسول اللّه (ص ) اعداهم فنقول :.


  • و جماعة كفروا برؤية ربهم و تلقبوا عدلية قلنا : اجل و تلقبوا الناجين , كلا انهم ان لم يكونوا في لظى فعلى شفه )) ((985)) .

  • حقا و وعد اللّه ما لن يخلفه . عدلوا بربهم فحسبهموا سفه . ان لم يكونوا في لظى فعلى شفه )) ((985)) . ان لم يكونوا في لظى فعلى شفه )) ((985)) .

البحر المحيط

لاثـيـر الـديـن محمد بن يوسف بن علي الحياني الاندلسي النحوي , كان من اقطاب سلسلة العلم و الادب , و اعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة العرب حكي انه سمع الحديث بالاندلس و افريقية و الاسـكـنـدرية و مصر و الحجاز, من نحواربعمائة و خمسين شيخا, و كان شيخ النحاة بالديار المصرية , و اخذ عنه اكابر عصره فعن الصفدي انه قال : لم اره قط الا يسمع او يشتغل او يكتب او يـنـظـر فـي كـتـاب و كان ثبتا صدوقا حجة , سالم العقيدة من البدع و القول بالتجسيم , و مال الى مذهب اهل الظاهر و الى محبة الامام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (ع ) كثير الخشوع و البكا عند قراة القرآن توفي بالقاهرة سنة (745 ه ).

و من شعره :.


  • هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها و هم نافسوني فاكتسبت المعاليا.

  • و هم نافسوني فاكتسبت المعاليا. و هم نافسوني فاكتسبت المعاليا.

يـروي عـنـه شـيـخـنا الشهيد الثاني بواسطة تلميذه جمال الدين عبدالصمد بن ابراهيم بن الخليل البغدادي ((986)) .

و تـفـسيره هذا من اجمع التفاسير على النكات الادبية الرائعة التي اشتمل عليها القرآن الكريم , و اوفـرهم بحثا ورا كشف المعاني الدقيقة التي حواها كلام اللّه العزيز الحميد و قد امتاز بالاهتمام الـبـالغ بجهات اللغة و النحو و الادب البارع ,و يعدتفسيره ديوانا حافلا بشواهد تفسير الكلمات و الـلـغات و التعابير العربية و الوجوه الاعرابية , كما اهتم بالقراات و اللهجات , اذ كان عارفا بها, و نقل اقوال الائمة و آرا الفقها, فكان تفسيرا جامعا و شاملا يروي الغليل و يشفي العليل .

و قد ابان عن منهجه في المقدمة , قائلا :.

((و تـرتـيبي في هذا الكتاب اني ابتدات او لا بالكلام على مفردات الاية التي افسرها لفظة لفظة , فيما يحتاج اليه من اللغة و الاحكام النحوية التي لتلك اللفظة قبل التركيب , و اذا كان لكلمة معنيان او معان , ذكرت ذلك في اول موضع فيه تلك الكلمة ,لينظر ما يناسب لها من تلك المعاني في كل موضع تقع فيه فيحمل عليه ثم اشرع في تفسير الاية , ذاكرا سبب نزولها اذا كان لهاسبب و نسخها و مناسبتها و ارتـبـاطـهـا بـمـاقـبـلـها, حاشدا فيها القراات , شاذها و مستعملها, ذاكرا توجيه ذلك في علم الـعربية ,ناقلا اقاويل السلف و الخلف في فهم معانيها, متكلما على جليها و خفيها, بحيث اني لم اغادر مـنـها كلمة و ان اشتهرت , حتى اتكلم عليها, مبديا ما فيها من غوامض الاعراب و دقائق الادب , من بـديع و بيان , مجتهدا ثم اختتم الكلام في جملة من الايات التي افسرها افرادا و تركيبا, بما ذكروا فيها من علم البيان و البديع ملخصا)) ((987)) .

معاني القرآن

لابـي زكـريـا يحيى بن زياد الفرا المتوفى سنة (207 ه ) كان تلميذ الكسائي و صاحبه , و ابرع الكوفيين و اعلمهم بالنحوو اللغة و فنون الادب قال ثعلب : لولا الفرا لما كانت عربية , لانه خلصها و ضـبطها و كانت له حظوة عند المامون , كان يقدمه ,و عهد اليه تعليم ابنيه , و اقترح عليه ان يؤلف ما يجمع به اصول النحو و ما سمع من العربية , و امر ان تفرد له حجرة في الدارو وكل بها جواري و خدما للقيام بما يحتاج اليه , و صير اليه الوراقين يكتبون ما يمليه , و قد عظم قدر الفرا في الدولة العباسية .

كـان الـفـرا قوى الحافظة , لايكتب ما يتلقاه عن الشيوخ استغنا بحفظه و بقيت له قوة الحفظ طوال حـيـاتـه , و كـان يـمـلي كتبه من غير نسخة قيل عنه : انه اميرالمؤمنين في النحو يقول ثمامة بن الاشرس المعتزلي عنه ـ و هو يتردد على باب المامون ـ :فرايت ابهة اديب , فجلست اليه ففاتشته عن اللغة فوجدته بحرا, و فاتشته عن النحو فشاهدته نسيج وحده , و عن الفقه فوجدته رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم , و بالنحو ماهرا, و بالطب خبيرا, و بايام العرب و اشعارها حاذقا.

و كان سبب تاليفه لكتاب معاني القرآن على ما حكاه ابوالعباس ثعلب ان عمر بن بكير كان من اصحابه و كان منقطعا الى الحسن بن سهل , فكتب الى الفر ا : ان الامير الحسن بن سهل ربما سالني عن الشي بـعد الشي من القرآن , فلايحضرني فيه جواب , فان رايت ان تجمع لي اصولا او تجعل في ذلك كتابا ارجع اليه فعلت فاجابه الفرا, و قال لاصحابه : اجتمعوا حتى امل عليكم كتابا في القرآن , و جعل لهم يـوما, فلما حضروا خرج اليهم و كان في المسجد رجل يؤذن و يقرا بالناس في الصلاة ,فالتفت اليه الـفرا, فقال له : اقرا بفاتحة الكتاب , ففسرها, ثم توفى الكتاب كله , يقرا الرجل و يفسر الفرا قال ابوالعباس :لم يعمل احد قبله , و لااحسب ان احدا يزيد عليه و عن ابي بديل الوضاحي : فاردنا ان نعد الناس الذين اجتمعوا لاملاالكتاب فلم يضبط, قال : فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضيا.

و عـن مـحـمـد بـن الجهم : كان الفرا يخرج الينا ـ و قد لبس ثيابه ـ في المسجد الذي في خندق عـبـويـه , و على راسه قلنسوة كبيرة , فيجلس فيقرا ابوطلحة الناقط عشرا من القرآن , ثم يقول : امسك , فيملي من حفظه المجلس ثم يجي سلمة بن عاصم من جلة تلامذته بعد ان ننصرف نحن , فياخذ كتاب بعضنا فيقرا عليه و يغير و يزيد و ينقص .

يـقول محمد بن الجهم السمري راوي الكتاب في المقدمة : هذا كتاب فيه معاني القرآن , املاه علينا ابوزكريا يحيى بن زيادالفرا ـ يرحمه اللّه ـ عن حفظه من غير نسخة , في مجالسه اول النهار من ايام الثلاثاوات و الجمع , في شهر رمضان و ما بعده من سنة اثنتين , و في شهور سنة ثلاث , و شهور من سنة اربع و مائتين ((988)) .

فقد تم املا الكتاب خلال ثلاث سنوات , كل يوم الثلاثا و الجمعة من الاسبوع في كل شهر, ابتدا من شهر رمضان المبارك , في سنين اثنتين و ثلاث و اربع بعد المائتين .

و هـو اجـمع كتاب اتى على نكات القرآن الادبية : اللغة و النحو و البلاغة , لايستغني الباحث عن مـعـانـي الـقرآن من مراجعته و الوقوف على لطائفه و دقائقه و قد اعتنى المفسرون بهذا الكتاب و جـعـلوه موضع اهتمامهم , سوا صرحوا بذلك ام لم يصرحوا فانه احد مباني التفسير, و كان معروفا بذلك .

و الـكـتب في ((معاني القرآن )) كثيرة , اولها : ((معاني القرآن )) لابان بن تغلب بن رباح البكري التابعي , من خواص الامام علي بن الحسين السجاد(ع ) المتوفى سنة (141 ه ), و هو اول من صنف في هذا الباب صرح به النجاشي و ابن النديم .

و الـثـانـي : ((معاني القرآن )) لامام الكوفيين في النحو و الادب و اللغة , و اولهم بالتصنيف فيه , اسـتـاذ الكسائي و الفرا, هوالشيخ ابوجعفر محمد بن الحسن , ابوسارة الرواسي الكوفي , الراوي عـن الامـامـيـن الباقر و الصادق (ع ), و قد نسبه اليه الزبيدي و عد النجاشي من كتبه ((اعراب القرآن )) و لعلهما واحد, ذكره ابن النديم .

و الـثـالث : ((معانى القرآن )) لابي العباس محمد بن يزيد بن عبد الاكبر بن عمير الثمالي الازدي الـبـصـري الـمـتوفى سنة (285ه ) امام العربية , الملقب من استاذه المازني بالمبرد, اي المثبت للحق ((989)) .

و قـد كـتـب فـي مـعـاني القرآن كثير من الفحول , يقول الخطيب بصدد الحديث عن معاني القرآن لابي عبيد و انه احتذى فيه من سبقه : ((و كذلك كتابه في معاني القرآن , و ذلك ان اول من صنف في ذلـك مـن اهـل الـلـغـة ابوعبيدة معمر بن المثنى , ثم قطرب بن المستنير, ثم الاخفش و صنف من الـكـوفـيين الكسائي ثم الفرا فجمع ابوعبيد (القاسم بن سلام الامام ) من كتبهم ,و جا فيه بالاثار و اسانيدها, و تفاسير الصحابة و التابعين و الفقها, توفي سنة (224 ه ) بمكة المكرمة )) ((990)) .

املا ما من به الرحمان من وجوه الاعراب و القراات في جميع القرآن

لابي البقا عبداللّه بن الحسين بن عبداللّه العكبري المتوفى سنة (616 ه). هو اخصر و اشمل كتاب حوى على بيان اعراب الاهم من الفاظ القرآن و انحا قرااته و لقد اوجز الـمؤلف في ذلك ,و اوفى الكلام حول اعراب القرآن في اشكل مواضعه , فيما يحتاج اليه المفسر او الناظر في معاني القرآن الكريم يقول المؤلف في مقدمة الكتاب :.

ان اولى ما عني باغي العلم بمراعاته , و احق ما صرف العناية الى معاناته ما كان من العلوم اصلا لغيره مـنها, و حاكما عليها,و ذلك هو القرآن المجيد, و هو المعجز الباقي على الابد, و المودع اسرار الـمـعاني التي لاتنفد فاول مبدؤ به من ذلك تلقف الفاظه من حفاظه , ثم تلقي معانيه ممن يعانيه و اقوم طـريـق يـسـلك في الوقوف على معناه , و يتوصل به الى تبيين اغراضه و مغزاه , معرفة اعرابه و اشتقاق مقاصده من انحا خطابه , و النظر في وجوه القرآن المنقولة عن الائمة الاثبات .

و الـكـتـب المؤلفة في هذا العلم كثيرة جدا, فمنها المختصر حجما و علما, و منها المطول بكثرة اعـراب الـظـواهـر, و خلطالاعراب بالمعاني , و قلما تجد فيها مختصر الحجم كثير العلم , فلما وجـدتـهـا عـلى ما وصفت , احببت ان املي كتابا يصغر حجمه و يكثر علمه , اقتصر فيه على ذكر الاعراب و وجوه القراات , فاتيت به على ذلك .

و الـكتاب مرتب حسب ترتيب السور, متعرضا لاعراب القرآن آية فية و كلمة فكلمة , حتى ياتي الى آخره .

و الكتب في اعراب القرآن كثيرة , افضلها ما كتبه المتقدمون , و قد استرسل فيها المتاخرون , فاتوا بما لا طائل تحته في كثير من تصانيفهم بهذا الشان .

و مـن احـسـن كـتب السلف في اعراب القرآن , كتاب ((البيان )) في غريب اعراب القرآن , تاليف كمال الدين , عبدالرحمان بن محمد بن عبيداللّه , ابي البركات , المعروف بابن الانباري , المتوفى سنة (577 هـ ) و قـد انـتـهـت اليه زعامة العلم في العراق ,و كان قبلة الانظار بين اساتذة المدرسة الـنظامية في بغداد, يرحل اليه العلما من جميع الاقطار, و قد تخاطف الطلاب و الادباتصانيفه , و طولب بالتاليف في مختلف علوم اللغة .

و قـد وضـع كتابه هذا على احسن اسلوب و اجمل ترتيب , في بيان اعاريب القرآن , منتهجا ترتيب مـعـاني القرآن للفرا,و اسلوبه في شرح مواضع الكلمات , و بيان تفاصيل وجوهها و هو مرتب حتى نهاية القرآن الكريم .

و مـن الـكـتـب المؤلفة في هذا الباب , و يعد من اجملها : كتاب ((اعراب القرآن )) المنسوب الى الـزجـاج الـمتوفى سنة (316 ه ) لكن من المحتمل القريب انه من تاليف ابي محمد مكي بن ابي طالب الـقـيـسـي الـمغربي , صاحب التليف الكثيرة في القرآن ,و في الادب و اللغة , توفي سنة (437 ه ) ((991)) .

هـذا الـكـتـاب وضع على تسعين بابا, جا الكلام فيها في مختلف شؤون النكات الادبية و النحوية و اللغوية , كل باب بنوع خاص من المسائل الادبية و قد استوفى الكلام حول مسائل اللغة في القرآن و بعض مسائل البلاغة و البديع كالباب التاسع عشر, فيما جا في التنزيل من ازدواج الكلام و المطابقة و المشاكلة و غير ذلك و الباب الخامس و الثلاثين , فيما جافي التنزيل من التجريد و الباب الثالث و الـثـمـانين , فيما جا في التنزيل من تفنن الخطاب و الانتقال من الغيبة الى الخطاب و من الخطاب الى الـغـيـبـة و مـن الغيبة الى التكلم كما تعرض لبعض القراات , كالباب السابع و الثمانين فيما جا في التنزيل من القراة التي رواها سيبويه في كتابه و الباب الثامن و الثمانين في نوع آخر من القراات و سائر الابواب متمحضة في النحو و الاشتقاق .

و عـلـى اى حـال , فـهـو كتاب ممتع , و مفيد للباحثين , عن نكات القرآن الادبية و الدقائق اللغوية البارعة .

و لـمكي بن ابي طالب , كتاب آخر في ((مشكل اعراب القرآن )) طبع في جزئين و هو تاليف لطيف وضـعه على ترتيب السور, تعرض للمشكل من اعاريب الفاظ القرآن الكريم , هادفا ورا ذلك ايضاح الـمـعاني , حيث وضح الاعراب هو خير معين في فهم المعنى قال في المقدمة : ((اذ بمعرفة حقائق الاعـراب تـعـرف اكـثر المعاني و ينجلي الاشكال , فتظهر الفوائد و يفهم الخطاب و تصح معرفة حـقـيـقـة المراد و قد رايت اكثر من الف في الاعراب , طوله بذكره لحروف الخفض و حروف الـجزم ,و بما هو ظاهر من ذكر الفاعل و المفعول , و اسم ان و خبرها, في اشباه لذلك يستوي في مـعـرفـتـها العالم و المبتدئ , و اغفل كثيرا مما يحتاج الى معرفته من المشكلات , فقصدت في هذا الكتاب الى تفسير مشكل الاعراب , و ذكر علله و صعبه و نادره )) ((992)) .

تفاسير لغوية

هناك كتب تعرضت لغريب اللغة في القرآن , و فسرت معاني الكلمات التي جات غريبة في كتاب اللّه و قـد فسرنا فيمامضى معنى ((الغريب )) الواقع في القرآن , و انها اللفظة المستعملة و المعروفة فـي لـغـة قـبـيـلـة دون اخرى , فجا استعمالها في القرآن غريبا على سائر اللغات , و ذلك في مثل ((الـودق )) بـمـعنى المطر, لغة جرهم و ((المنساة )) بمعنى العصا, لغة حضرموت و ((آسن )) بـمعنى منتن , لغة تميم و ((سعر)) بمعنى جنون , لغة عمان و ((بست )) بمعنى تفتتت , لغة كندة , و هـلـم جرا و عليه فالذي جا منه في القرآن الشي الكثير, هو الغريب العذب و الوحش السائغ , الذي اصبح بفضل استعماله الوفا, و صار بعد اصطياده خلوبا, دون البعيد الركيك , و المتوعر النفور و قد بحثنا عن ذلك مستوفى عند الكلام عن اعجاز القرآن البياني ((993)) .

و الـمـؤلفون في غريب القرآن كثير, اولهم : محمد بن السائب الكلبي الكوفي النسابة , من اصحاب الامامين الباقرو الصادق (ع ) المتوفى سنة (146 ه ) ثم ابوفيد مؤرج بن عمر النحوي السدوسي الـبـصـري المتوفى سنة (174 ه ),و ابوالحسن النضر بن شميل المازني البصري المتوفى سنة (203 ه ) و استمر الحال و تسلسل تاليف رسائل و كتب في غريب القرآن طول القرون , على ايدي عـلما ادبا و لغويين نبها, اوضحوا الكثير من غريب الفاظ القرآن الكريم , و عنوا بذلك عناية بالغة , جزاهم اللّه عن الاسلام و القرآن خير جزا.

و اقدم كتاب وصل الينا في تفسير غريب القرآن , ما هو المنسوب الى الامام الشهيد زيد بن علي بن الـحـسـين (ع ), و هوبرواية الشيخ الامام العالم الزاهد الفقيه ابي جعفر محمد بن منصور المقري رضـي اللّه عـنـه , و كـان شيخ الزيدية بالكوفة رواه عن احمد بن عيسى , و القاسم بن ابراهيم , و الحسن بن يحيى , و عبداللّه بن موسى , و محمد بن علي , و زيد بن علي ,و جعفر بن محمد.

و هو تفسير موجز لطيف , و تبيين شاف لمواضع الابهام من الذكر الحكيم , تجده وافيا بايفاد المعاني فـي تـسـلسل رتيب حسب ترتيب السور و الايات , مما ينبؤك عن علم غزير و ذوق ظريف و دقة فائقة ((994)) .

و خير كتاب وجدته تعرض للمشكل من معاني القرآن , متصديا لتاويله و تبيينه , هو كتاب ((تاويل مـشـكـل الـقرآن )) تاليف العلا مة الناقد البصير ابي محمد عبداللّه بن مسلم (ابن قتيبة ) الدينوري المروزي المتوفى سنة (276 ه ).

و قـد اسـتـوفـى المؤلف الكلام حول انواع المتشابه في القرآن , و شرحها شرحا وافيا تكلم عن الـطـاعـنـيـن في القرآن , و ماادعى فيه من التناقض و الاختلاف , و التكرار و الزيادة و مخالفة الـظـاهر, و ما ادعى فيه من فساد النظم و الاعراب كما تعرض للاشباه و النظائر في معاني الفاظ القرآن (و لعله كان المرجع لحبيش التفلسي في تاليفه الاتى ) و تكلم في حروف المعاني و ماشاكلها من افعال , و استعمال بعض الحروف مكان البعض , و اخيرا الكلام عن مشكل القرآن و ما شابه ذلك .

فهو كتاب فريد في بابه , لم يسبق له نظير في مثله , كما لم يخلفه بديل .

و احـسـن كـتاب في هذا الباب , هو كتاب ((المفردات )) لابي القاسم الحسين بن محمد المعروف بـالـراغب الاصفهاني ,المتوفى سنة (502 ه ), فانه اول كتاب فتح باب الاجتهاد في اللغة و اعمل الـراي و الاسـتنباط في فهم معاني اللغات و لقد اجادفي ذلك و افاد, و استقصى لغات القرآن كلها و استوعب الكلام في الجمع و التفريق , و البسط و التفصيل , في المعاني و مفاهيم الكلمات .

و لابي الفضل حبيش بن ابراهيم التفلسي من اعلام القرن السادس كتاب لطيف , كتبه في وجوه معاني الـقـرآن , تعرض فيه للمعاني المحتملة من تعابير جات في القرآن الكريم , وضعه بالفارسية , و هو مـوجـز مختصر طريف في بابه حققه الاستاذالدكتور مهدي محقق , و طبع و نشر اخيرا في عدة طبعات بطهران .

و اجـمـع كتاب ظهر اخيرا جامعا لمعاني القرآن و شاملا و مستوعبا لغرائب الفاظه الكريمة , هو كـتـاب ((تفسير غريب القرآن الكريم )) للفقيه المفسر اللغوي الاديب الشيخ فخرالدين الطريحي الـنـجفي المتوفى سنة (1085 ه ) و هو كتاب شاف و واف بالموضوع , طبع طبعة انيقة , بتحقيق الاستاذ محمد كاظم الطريحي , بالنجف الاشرف ـ العراق .

تفسير المتشابهات

و يلحق بهذا الباب تفاسير خصت الكلام حول متشابهات القرآن و رد المطاعن عنه , و هي كثيرة و متنوعة , كان من اهمها :.

1ـ مـتـشابه القرآن , للقاضي عمادالدين ابي الحسن عبدالجبار بن احمد الهمداني المعتزلي المتوفى سـنـة (415 هـ ) ولد في ضواحي مدينة همدان , في قرية اسدآباد, و خرج الى البصرة في طلب الـعـلـم , و اختلف الى مجالس العلما, حتى برع في الفقه و الحديث و الادب و التفسير, و تكلم على مـذهـب الاعـتزال , و تولى القضا في الرى , على عهد الصاحب بن عباد في دولة بني بويه , حيث كان الصاحب لايرى تولية القضا في دولته الشيعية الا لمن كان معروفا من اهل القول بالعدل .

كـان عـبدالجبار امام المعتزلة في عصره , و اتصل بالصاحب , و وقع تحت عنايته , و من ثم كتب له عـهـدا بـتـولية رئاسة القضا في الرى و قزوين و غيرهما, من الاعمال التي كانت لفخرالدولة , ثم اضاف اليه بعد ذلك في عهد آخر اقليمي جرجان و طبرستان .

و لـه تصانيف قيمة و جيدة , و لاسيما في الاصول و الكلام , مثل ((المغني )), و ((شرح الاصول الخمسة )), و كتاب ((الحكمة و الحكيم )), و غير ذلك .

و مـن جـيـد تـصانيفه : كتابه في متشابهات القرآن , يستعرض فيه سور القرآن حسب ترتيبها في الـمـصـحف , و يقف في كل منها عند نوعين من الايات : الايات المتشابهة التي يزعم الخصم ان فيها دلالـة عـلـى مـذهبه الباطل , و الايات المحكمة الدالة على مذهب الحق , و ذلك ما الزم به نفسه في مقدمة الكتاب , و استمر عليه حتى نهاية الكتاب و لقد اجاد فيما افاد,و استوعب الكلام فيما اراد.

2ـ تـنزيه القرآن عن المطاعن , ايضا للقاضي عبدالجبار كتبه في دفع الشكوك عن القرآن الكريم , و رتـبه حسب ترتيب السور, و تكلم في ايراد الاشكالات الادبية و المعنوية الواردة , او المحتملة عـلـى الـقـرآن , ثم الاجابة عليها اجابة شافية و كافية ,حسبما اوتي من حول و قوة و لقد استوفى الكلام في ذلك حتى نهاية القرآن .

3ـ مـتشابهات القرآن و مختلفه , للشيخ الجليل رشيدالدين ابي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروري المازندراني المتوفى سنة (588 ه ) كان علما من اعلام عصره , وضا كثير التصنيف و التاليف , في مختلف العلوم الاسلامية ,و كان خبيرا ناقدا و بصيرا بشؤون الدين و الشريعة .

قال المحقق القمي بشانه : فخر الشيعة و مروج الشريعة , محيي آثار المناقب و الفضائل , و البحر الـمتلاطم الزخار الذي لايساجل , شيخ مشايخ الامامية و عن الصفدي : حفظ اكثر القرآن و لم يبلغ الـثامنة من عمره , كان يرحل اليه من البلاد, له تقدم في علم القرآن و الغريب و النحو و وعظ على المنبر ايام المقتفي العباسي ببغداد, فاعجبه و خلع عليه و كان بهى المنظر,حسن الوجه و الشيبة , صـدوق الـلـهـجة , مليح المحاورة , واسع العلم , كثير الخشوع و العبادة و التهجد, لم يكن الا على وضـؤعـاش عيشته الحميدة مائة عام , و توفي بحلب و قبره مزار بمشهد السقط على جبل جوشن خارج حلب ((995)) .

اما كتابه هذا فهو من خير ما كتب في متشابهات القرآن , و اجمعها و اشملها, و اتقنها احكاما و بيانا و تـفـصيلا, وضعه على اسلوب طريف , يبدا بمسائل التوحيد و صفات الذات و الفعل , و عالم الذر و الـقلب و الروح و العقل , و القضا و القدر,و السعادة و الشقا, والنبوة و العصمة , و تاريخ الانبيا, و الـكلام على اعجاز القرآن , و المحكم و المتشابه , و الوحي و الخلافة و التكليف , و الجن و الملك و الشياطين , و مسائل الامامة و الولاية , ثم باصول الفقه و الاحكام و الشرائع ,و النسخ , و الاستثنا و الـشـرط, و الـحـقيقة و المجاز, و الكناية و الاستعارة و التشبيه , و سائر المسائل الادبية و الـلـغوية , و ماالى ذلك , ترتيبا طبيعيا منسجما, سهل التناول قريب المنال , في عبارات سهلة جزلة , فللّه دره و عليه اجره .

4ـ اسئلة القرآن المجيد و اجوبتها, تاليف زين الدين محمد بن ابي بكر الرازي المتوفى سنة ( 666 ه), يشتمل على الف و ماتي سؤال و جواب حول متشابهات القرآن , اوردها بصورة موجزة و موفية بالمقصود, و كانت معروفة بمسائل الرازي .

كان المؤلف ـ و هو من مواليد الرى , و من ثم نسب اليه ـ على غاية من الذكا و سعة الاطلاع , و له تليف جيدة , مثل ((الذهب الابريز في تفسير الكتاب العزيز)), و ((روضة الفصاحة )) في البديع و الـبـيان , و ((مختار الصحاح )), و ((شرح مقامات الحريري )) و ((تحفة الملوك )) في العبادات , مما ينبؤك عن ادب جم و خبرة واسعة .

وضع كتابه على ترتيب السور, يتعرض للشبهة بصورة سؤال , ثم يجيب عليها اجابة وافية , حسبما اوتي من علم و بصيرة ,و هو تاليف لطيف في بابه , حسن الاسلوب , بديع في مثله .

و لـلـشـيـخ خليل ياسين , من ابرز علما لبنان في العصر الاخير, كتاب حافل و شامل , حوى الفا و سـتـمائة سؤال و جواب حول شبهات القرآن , عرضها حسب ترتيب السور و الايات , عرضا علميا ادبيا, و كانت الاجوبة موفية حسب امكان المؤلف العلمي , بصورة موجزة و وافية و جا اسم الكتاب ((اضوا على متشابهات القرآن )) اسما متطابقا مع المسمى طبع في بيروت ـ لبنان ـ سنة (1388 ه ) و هو كتاب جليل جميل .

التفاسير الموجزة

هناك تفاسير اتخذت طريقة الايجاز في تفسير القرآن و تبيين معانيه , ابتعدت عن طريقة التفصيل الـتـي مـشـى عـليها اكثرالمفسرين الكبار, محاولين بذلك الى تقريب معاني القرآن الى الاذهان في خـطـوات سـريـعة و متقاربة , و الاكثر ان يكون ذلك خدمة للناشئة من طلبة العلوم الدينية , و من قاربهم من ذوي الثقافات العامة .

1ـ و ممن حاز قصب السبق في هذا المضمار, هو (السيد عبداللّه شبر) في تفسيره الوجيز الذي قـدمـه لـلملا من المسلمين خدمة موفقة الى حد بعيد, فهو على وجازته يحتوي على نكات و دقائق تـفسيرية رائقة , مما قد يفوت بعض التفاسير الضخام فانه لايفوته ان يكشف لنا عن كثير من النكات الـلـفظية و البيانية و المعنوية , مع الخوض احيانا في المعاني اللغوية و المسائل النحوية , كل هذا ـ كما قال الاستاذ الذهبي ـ في اسلوب ممتع لايمل قارئه من تعقيد و لايسام من طول ((996)) .

و قـد حرص المؤلف على ان يكون جل اعتماده على ما ورد من التفسير عن ائمة اهل البيت (ع ) و ان كان لايعزو كل قول الى قائله في الغالب , كما حرص على ان ينصر المذهب و يدافع عنه سوا في ذلك ما يتعلق باصول المذهب ام بفروعه و هوبعد ذلك يشرح الايات التي لها صلة بمسائل علم الكلام شـرحـا يـتفق مع مذهب اهل العدل , او الظاهر المتفق عليه لدى اهل الحديث , ثم لايفوت المؤلف في تـفسيره هذا ان يشير الى بعض مشكلات القرآن التي ترد على ظاهر النظم الكريم , و يجيب عنها اجابة سليمة عن تكلف اهل البدع و لا غرو فانه الاديب البارع و الفقيه المحدث الجامع .

و لقد وصف المؤلف تفسيره هذا, و بين مسلكه فيه , جا في مقدمته :.

((هـذه كلمات شريفة , و تحقيقات منيفة , و بيانات شافية , و اشارات وافية , تتعلق ببعض مشكلات الايـات الـقرآنية ,و غرائب الفقرات الفرقانية , و نتحرى غالبا ما ورد عن خزان اسرار الوحي و الـتـنـزيل , و معادن جواهر العلم و التاويل , الذين نزل في بيوتهم جبرائيل , باوجز اشارة و الطف عبارة , و فيما يتعلق بالالفاظ و الاغراض و النكات البيانية , تفسير وجيز فانه الطف التفاسير بيانا, و احسنها تبيانا, مع وجازة اللفظ و كثرة المعنى )) ((997)) .

و لقد وفى المؤلف بما وعد, فقد اسند جواهر تفسيره و جيد آرائه الى معينه الاصل من علوم ائمة اهل البيت (ع ) كمااوجز و اوفى في البيان و ابدا النكت و الظرائف في عبارات سهلة قريبة وافية .

قـال الاسـتاذ حامد حفني (استاذ كرسي الادب في كلية الالسن العليا بالقاهرة ) في مقدمة التفسير الـمـطـبـوع بـالـقاهرة :((و العالم بهذا الفن يدرك لاول وهلة دقة المفسر و امساكه بخطام هذه الـصناعة , و جمعه لادوات المفسر و لعلك و انت تقراتفسير الفاتحة في تفسيره هنا و توازن ذلك بـمـا جـا في ((تفسير الجلالين )) تقف بنفسك على قدرات المفسر, و لاسيما في الاصول اللغوية , حين يرد لفظ الجلالة ((اللّه )) الى اصله اللغوي , و حين يفرق في حصافة منقطعة النظير بين معنى اسـمـه تـعالى ((الرحمان )) و اسمه تعالى ((الرحيم )) و حين لايكتفي بالفروق اللغوية , فيزيدك ايـضـاحا بما حفظه من نصوص و ادعية مرفوعة الى ائمة اهل البيت النبوى (ع )و هو في ذلك كله سـهـل الجانب , معتدل العبارة , يسوقها في حماس العالم , و ليس في ثورة المتعصب كما لاينسى و هو يـفـسر ان يشرح الاية بيات اخرى , و ان يذكر سبب النزول كلما دعا الامر الى ذلك , و كان عونا له على توضيح المعنى المطلوب من الاية , و هكذا نلحظ هذا الصنيع في سائر عبارات هذا التفسير الجليل )) ((998)) .

هـذا, و قد اتم المؤلف تفسيره هذا ـ كما قال في خاتمته ـ في جمادى الاولى سنة تسع و ثلاثين و مائتين بعد الالف من الهجرة (1239 ه ق ) و قد طبع عدة طبعات , و لايزال .

هـذا مـا يـرجـع الـى الـتفسير ذاته , و اما المؤلف , فهو المولى المحقق العلامة السيد عبداللّه بن مـحـمـدرضا العلوي الحسيني الشهير بشبر ولد بالنجف الاشرف سنة (1188 ه ), ثم ارتحل مع والده الى الكاظمية , و مكث بها الى ان مات بها سنة (1242 ه ) كان من افاضل العلما, فقيها و محدثا نبيها و مفسرا متبحرا, جامعا لعلوم كثيرة , آية في الاخلاق النبيلة كان يعتبرعلما من اعلام الشيعة , و شـخـصـيـة عـلـمـية بارزة , لها مكانتها و مقدارها و لقد عكف مدة حياته العلمية على التاليف و الـتـصنيف ,حتى اخرج للناس ـ مع سنه الذي لم يتجاوز الاربع و الخمسين ـ كتبا كثيرة و مصنفات عـديدة , كلها ذوات فوائد و ممتعة ,لاتزال رائجة في الاوساط العلمية , فرحمة اللّه عليه من فقيه محدث خبير, و مفسر نابه بصير.

2ـ الاصـفـى : اوسـط الـتفاسير الثلاثة التي الفها العلامة المحدث الفيض الكاشاني المتوفى سنة (1091 ه ), انتخبه من تفسيره ((الصافي )) و اوجزه , و انهاه الى احد و عشرين الف بيت اقتصر فيه على الماثور من تفاسير اهل البيت (ع )اوله :((الحمدللّه الذي هدانا للتمسك بالثقلين و جعل لنا القرآن و المودة في القربى قرة عين )) فرغ منه سنة (1076 ه ).

و هو تفسير موجز لطيف يحتوي على امهات المسائل التفسيرية , على مشرب اهل الحديث , مقتصرا عـلـيـه ففيه لباب الكلام و عباب المرام , يكفي المراجع في تبيين معاني القرآن و شرح مبانيه طبع طبعات حجرية , و هي منتشرة و اخيرا طبع في مجلدين طبعة انيقة .

3ـ و لخص الاصفى ايضا, و سماه ((المصفى )), و هو اوجز تفسير يوجد في هذا الباب .

4ـ الـتسهيل لعلوم التنزيل , لابي القاسم محمد بن احمد بن محمد بن جزى الكلبي الغرناطي توف ي سـنـة (741 هـ )كان من مشاهير العلما بغرناطة عاكفا على العلم و الاشتغال بالنظر و التحقيق و التدوين , و قد الف في فنون من علوم القرآن و الفقه و الحديث و التفسير كان المؤلف ممن يرغب في الجهاد, فقتل شهيدا في معركة ((طريف )) بالقرب من ((جبل طارق )).

و تـفـسيره هذا موجز شامل لتفسير القرآن كله , مع ايضاح المشكلات و بيان المجملات و شرح الاقوال و الارا بصورة موجزة وافية قال في المقدمة :.

((و صـنـفـت هذا الكتاب في تفسير القرآن العظيم , و سائر ما يتعلق به من العلوم , و سلكت مسلكا نافعا, اذ جعلته وجيزاجامعا, قصدت به اربعة مقاصد, تتضمن اربعة فوائد : 1ـ جمع كثير من العلم فـي كـتـاب صـغـيـر الـحجم 2ـ ذكر نكت عجيبة و فوائد غريبة 3ـ ايضاح المشكلات , و بيان المجملات 4ـ تحقيق اقوال المفسرين , و تمييز الراجح من المرجوح )) ((999)) .

و جـعل المؤلف لتفسيره مقدمة وجيزة ذكر فيها ما يتعلق بشؤون القرآن و علومه الشي الوفير, و حـقـق فيها مسائل كثيرة نافعة , جعلها في اثني عشر بابا, و هي اشبه بمقدمة ((المحرر الوجيز)) لابن عطية , و لعلها ماخوذة منها فان المؤلف اعتمد في تفسيره هذا الوجيز على تفسير ابن عطية , و الـكـشاف للزمخشري , و غيرهما من تفاسير ادبية و لغوية كانت معروفة آنذاك ,و على اى تقدير فهو تفسير لطيف و جامع كامل في بابه و قد طبع عدة طبعات .

5ـ تـفـسير الجلالين , اشترك في تاليف هذا التفسير, جلال الدين المحلي , و جلال الدين السيوطي فـقـد ابـتـدا جلال الدين محمد بن احمد المحلي الشافعي ـ المتوفى سنة (864 ه ) و كان علا مة عـصـره ـ في تفسير القرآن من اول سورة الكهف الى آخرالقرآن , ثم شرع في تفسير الفاتحة , و بعد ان اتمها اخترمته المنية فلم يفسر ما بعدها فجا جلال الدين السيوطي المتوفى (911ه ) فاكمل الـتفسير, فابتدا بتفسير البقرة و انتهى عند آخر سورة الاسرا, و وضع تفسير الفاتحة في آخر تـفـسـيـر الجلال المحلي لتكون ملحقة به و قد نهج السيوطي في التفسير منهج المحلي , من ايجاز المطالب , و ذكر ما يفهم من كلام اللّه تعالى , و الاعتمادعلى ارجح الاقوال , و اعراب ما يحتاج اليه , و الـتـنبيه على القراات المختلفة المشهورة , على وجه لطيف , و تعبير وجيز,بحيث لايكاد قارئ تـفـسـير الجلالين يلمس فرقا بينا بين طريقة الشيخين فيما فسراه , اللهم في مواضع قليلة لاتبلغ العشرة .

و التفسير قيم في بابه , و حظى بكثرة الانتشار و رواجه بين رواد العلم , و قد طبع مرارا و طار صيته .

6ـ الـتـفـسـير المقارن , و هو خلاصة التفاسير الاسلامية المشهورة قام بتاليفه العلامة المعاصر الشيخ محمدباقرالناصري ـ من اهل الناصرية بالعراق ـ اعتمد ما يقرب من ثلاثين تفسيرا فلخصها و جـمـع لـبابها و حوى على عبابها, في تفسيرمختصر وجيز, حسن الاسلوب , جيد العبارة , سهل الـتـنـاول , مـما يطلعك على قدرة المؤلف العلمية و الادبية و كان منهجه : ان يذكر المعاني اللغوية الـنـادرة اولا, ثـم يـنـتـقـي اوضح النصوص و اجمعها لما حوت الاية من دلالة , مع ادخال بعض الـتـعـديـلات فـي عـبارات السلف , لتتناسب مع لغة العصر, و يعتمد اهم كتب التفسير عند الشيعة الامـامية , و خيرة تفاسير اهل السنة و الجماعة و قدم مباحث تمهيدية قبل الورود في التفسير, مما يهم للمفسر رعايتها لدى تفسير الايات و قد قام بطبعه و نشره مركزالبحوث و الدراسات العلمية , الـتابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ـ في قم المقدسة ـ في شهر رجب المرجب سنة (1416 ه ) و كان تاريخ التاليف (1415 ه).

7ـ صفوة التفاسير تاليف الاستاذ محمد علي الصابوني , من اساتذة كلية الشريعة بمكة المكرمة كان لـه نـشـاط فـي علوم القرآن و التفسير, و من ثم قام بتاليف عدة كتب في التفسير و علوم القرآن , اكـثـرهـا مختصرات , كمختصر تفسير ابن كثير,و مختصر تفسير الطبري , و التبيان في علوم الـقرآن , و روائع البيان في تفسير آيات الاحكام , و قبس من نور القرآن , و صفوة التفاسير, و هو الكتاب الذي نحن بصدده .

و هـو تـفـسـيـر مـوجز, شامل جامع بين الماثور و المعقول , مستمد من اوثق التفاسير المعروفة كـالطبري و الكشاف و ابن كثيرو البحر المحيط و روح المعاني , في اسلوب ميسر سهل التناول , مـع الـعناية بالوجوه البيانية و اللغوية قال في المقدمة : و قداسميت كتابي ((صفوة التفاسير)), و ذلك لانه جامع لعيون ما في التفاسير الكبيرة المفصلة , مع الاختصار و الترتيب , و الوضوح و البيان فـهـو تـفـسير توسط فيه المؤلف في مسلكه العلمي , ليسهل فهمه على طلبة العلم باسلوب سهل و عـبـارات مـيـسـرة ,و ايضاحات جيدة في بيان تحليلي تربوي قريب التناول طبع الكتاب في ثلاث مجلدات , و كان تاريخ التاليف سنة (1400 ه ).

8ـ الـوجـيز في تفسير القرآن العزيز تاليف الاستاذ محمد علي دخيل , من ذوي النشاطات الدينية الحريصة على الاسلام و الدفاع عنه , الى جنب تربية النشا الجديد تربية اسلامية عريقة , و من ثم كـانـت تـليفه تدور حول هذا المحور, مثل :ثواب الاعمال و عقابها, علي في القرآن , دراسات في القرآن الكريم , قصص القرآن الكريم , المصحف المفسر, الوجيز ـ الذي هو مورد دراستناـ فقد تم تاليفه سنة (1405 ه ), و طبع سنة (1406 ه ), في مجلد واحد كبير, في (829) صفحة .