در المنثور فی التفسیر بالمأثور

جلال الدین عبد الرحمن ابن أبی بکر السیوطی

جلد 6 -صفحه : 62/ 33
نمايش فراداده

(217)

و الانس و انه ليضاعف فيه الحسنة و السيئة و انه ليوم القيامة و أخرج ابن أبى شيبة عن كعب قال الحسنة تضاعف يوم الجمعة و أخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عمر قال نزل جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم و في يده شبه مرآة فيها نكتة سوداء فقال يا جبريل ما هذه قال هذه الجمعة و أخرج ابن أبى شيبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتانى جبريل و في يده كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة السوداء فقلت يا جبريل ما هذه قال هذه الجمعة قلت و ما الجمعة قال لكم فيها خير قلت و ما لنا فيها قال تكون عيدا لك و لقومك من بعدك و تكون اليهود و النصارى تبعا لك قلت و ما لنا فيها قال لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسال الله فيها شيا من الدنيا و الآخرة هو لكم قسم الا أعطاه إياه أو ليس له بقسم الا ادخر له عنده ما هو افضل منه أو يتعوذ به من شر هو عليه مكتوب الا صرف عنه من البلاء ما هو أعظم منه قلت له و ما هذه النكتة فيها قال هى الساعة و هي تقوم يوم الجمعة و هو عندنا سيد الايام و نحن ندعوه يوم القيامة يوم المزيد قلت مم ذاك قال لان ربك اتخذ في الجنة واديا من مسك أبيض فإذا كان يوم القيامة هبط من عليين على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر ثم يجئ النبيون حتى يجلسوا عليها و ينزل أهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب ثم يتجلى لهم ربهم تبارك و تعالى ثم يقول سلوني أعطكم فيسالونه الرضا فيقول رضاى أحلكم دارمى و أنا لكم كريم متى تسألوني أعطكم فيسالونه الرضا فيشهدهم انى قد رضيت عنهم فيفتح لهم ما لم ترعين و لم تسمع أذن و لم يخطر على قلب بشر و ذلكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة ثم يرتفع و يرتفع معه النبيون و الصديقون و الشهداء و يرجع أهل الغرف إلى غرفهم و هي درة بيضاء ليس فيها و صم و لا فصم أو درة حمراء أو زبرجدة خضراء فيها غرفها و أبوابها مطروزة و فيها أنهارها و ثمارها متدلية قال فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربهم نظرا و ليزدادوا منه كرامة و أخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان في الجمعة لساعة ما دعا الله فيها عبد مسلم بشيء الا استجاب له و أخرج ابن أبى شيبة عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في الجمعة ساعة من النهار لا يسال العبد فيها شيا الا أعطى سؤله قيل أى ساعة هى قال هى ان تقام الصلاة إلى الانصراف فيها و أخرج ابن أبى شيبة عن عائشة رضى الله عنها قالت ان يوم الجمعة مثل يوم عرفة تفتح فيه أبواب الرحمة و فيه ساعة لا يسال الله العبد شيا الا أعطاه قيل وأى ساعة قال إذا أذن المؤذن لصلاة الغداة و أخرج ابن أبى شيبة من وجه آخر عن عائشة رضى الله عنها قالت ان يوم الجمعة مثل يوم عرفة و ان فيه لساعة تفتح أبواب الرحمة فقيل أى ساعة قالت حين ينادى بالصلاة و أخرج ابن أبى شيبة من طريق عطاء عن ابن عباس و أبى هريرة قالا الساعة التي تذكر في الجمعة قال فقلت هى الساعة اختار الله لها أو في فيها الصلاة قال فمسح رأسي و برك على و أعجبه ما قلت و أخرج ابن أبى شيبة عن أبى امامة قال انى لارجو أن تكون الساعة التي في الجمعة احدى هذه الساعات إذا أذن المؤذن أو جلس الامام على المنبر أو عند الافامة و أخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه قال هى عند زوال الشمس و أخرج ابن أبى شيبة عن الشعبي قال هى ما بين أن يحرم البيع إلى أن يحل و أخرج ابن أبى شيبة عن أبى بردة قال ان الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة حين يقوم الامام في الصلاة حتى ينصرف منها و أخرج ابن أبى شيبة عن عوف بن حصيرة في الساعة التي ترجى في الجمعة ما بين خروج الامام إلى ان تقضى الصلاة و أخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال ان الساعة التي ترجى في الجمعة بعد العصر و أخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال هى بعد العصر و أخرج ابن أبى شيبة عن هلال بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسال الله فيها خيرا الا أعطاه فقال رجل يا رسول الله ماذا أساله قال سل الله العافية في الدنيا و الآخرة و أخرج ابن أبى شيبة عن سلمان ان النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر بما استطاع من طهوره و ادهن من دهنه أو مس طيبا من بيته ثم راح فلم يفرق بين اثنين ثم صلى ما كتب الله له ثم انصت إذا تكلم الامام الا غفر له ما بينه إلى الجمعة الاخرى و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن مردويه عن السائب بن يزيد قال كان النداء الذي ذكر الله في القرآن يوم الجمعة في زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبى بكر و عمر و عامة خلافة عثمان

(218)

ان ينادى المنادي إذا جلس الامام على المنبر فلما تباعدت المساكن و كثر الناس أحدث النداء الاول فلم يعب الناس ذلك عليه و قد عابوا عليه حين أتم الصلاة بمنى قال فكنا في زمان عمر نصلى فإذا خرج عمر و جلس على المنبر قطعنا الصلاة و تحدثنا فربما أقبل عمر على بعض من يليه فسالهم عن سوقهم و قدامهم و المؤذن يؤذن فإذا سكت المؤذن قام عمر فتكلم و لم يتكلم حتى يفرغ من خطبته و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة قال هو الوقت و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة قال النداء عند الذكر عزمة و أخرج أبو الشيخ في كتاب الاذان عن ابن عباس قال الاذان نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم مع فرض الصلاة يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن ابن سيرين قال جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه و سلم و قبل أن تنزل الجمعة قالت الانصار لليهود يوم تجمعون فيه كل سبعة أيام و النصارى مثل ذلك فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله و نشكره فقالوا يوم السبت لليهود و يوم الاحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة و كانوا يسمون الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين و ذكرهم فسموه الجمعة حين اجتمعوا اليه فذبح لهم شاة فتغدوا و تعشوا منها و ذلك لقلنهم فانزل الله في ذلك بعد يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله الآية و أخرج الدارقطني عن ابن عباس قال أذن النبي صلى الله عليه و سلم الجمعة قبل أن يهاجر و لم يستطع أن يجمع بمكة فكتب إلى مصعب بن عمير أما بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور فاجمعوا تساءكم و أبناءكم فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين قال فهو أول من جمع حتى قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة فجمع بعد الزوال من الظهر و أظهر ذلك و أخرج أبو داود و ابن ماجه و ابن حبان و البيهقى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان أباه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم على أسعد بن زرارة فقلت له يا أبتاه أ رأيت استغفارك لاسعد بن زرارة كلما سمعت الاذان للجمعة ما هو قال انه أول من جمع بنا في نقيع يقال له نقيع الخضمات من حرة بني بياضة قلت كم كنتم يومئذ قال أربعون رجلا و أخرج الطبراني عن أبى مسعود الانصاري قال أول من قدم من المهاجرين المدينة مصعب بن عمير و هو أول من جمع بها يوم الجمعة جمع بهم قبل ان يقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هم اثنا عشر رجلا و أخرج الزبير بن بكار في اخبار المدينة عن ابن شهاب قال ركب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة من قباء فمر على بني سالم فصلى فيهم الجمعة ببني سالم و هو المسجد الذي في بطن الوادي و كانت أول جمعة صلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخرج ابن ماجه عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب فقال ان الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومى هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها استخفافا بها أو جحودا لها فلا جمع الله له شمله و لا بارك له في أمره ألا و لا صلاة له و لا زكاة له و لا حج له و لا صوم له و لا بركة له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه و أخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر و ابن عباس قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو على اعواد المنبر لينتهين أقوام عن ترك الجمعة و الجماعات أو ليطمسن الله على قلوبهم و ليكتبن من الغافلين و أخرج ابن أبى شيبة عن سمرة بن جندب مرفوعا من ترك الجمعة من عذر طمس على قلبه و أخرج أحمد و الحاكم عن أبى قتادة مرفوعا من ترك الجمعة ثلاث مرات من ضرورة طبع الله على قلبه و اخرج النسائي و ابن ماجه و ابن خزيمة من حديث جابر مثله و أخرج أحمد و ابن حبان عن أبى الجعد الضمرى قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك الجمعة ثلاثا من عذر فهو منافق و أخرج أبو يعلى و المروزي في الجمعة من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عمه عن النبي صلى الله عليه و سلم سيد الايام عند الله يوم الجمعة أعظم من يوم النحر و الفطر و فيه خمس خلال خلق آدم فيه و فيه أهبط من الجنة إلى الارض و توفى فيه آدم و فيه ساعة لا يسال العبد فيها ربه الا أعطاه ما لم يسال حراما و فيه تقوم الساعة و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن ميمون بن أبى شعيب قال أردت الجمعة في زمن الحجاج فتهيات للذهاب ثم قلت أين أذهب أصلي خلف هذا فقلت مرة أذهب و مرة لا أذهب فاجمع رأيي على الذهاب فناداني مناد من جانب البيت يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله

(219)

قوله تعالى ( فاسعوا إلى ذكر الله ) الآية أخرج أبو عبيد في فضائله و سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و ابن المنذر و ابن الانباري في المصاحف عن خرشة بن الحر قال رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فقال من أملى عليك هذا قلت أبى بن كعب قال ان أبيا أقرؤنا للمنسوخ قرأها فامضوا إلى ذكر الله و أخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال قيل لعمر ان أبيا يقرأ فاسعوا إلى ذكر الله قال عمر أبى أعلمنا بالمنسوخ و كان يقرؤها فامضوا إلى ذكر الله و أخرج الشافعي في الام و عبد الرزاق و الفريابي و سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن الانباري في المصاحف و البيهقى في سننة عن ابن عمر قال ما سمعت عمر يقرؤها قط الا فامضوا إلى ذكر الله و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن الانباري في المصاحف و البيهقى في سننه عن ابن عمر قال ما سمعت عمر يقرؤها قط الا فامضوا إلى ذكر الله و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن ابن عمر قال لقد توفى عمر و ما يقول هذه الآية التي في سورة الجمعة الا فامضوا إلى ذكر الله و أخرج عبد الرزاق و الفريابي و أبو عبيد و سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن الانباري و الطبراني من طرق عن ابن مسعود انه كان يقرأ فامضوا إلى ذكر الله قال و لو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي و أخرج عبد الرزاق و الطبراني عن قتادة قال في حرف ابن مسعود فامضوا إلى ذكر الله و هو كقوله ان سعيكم لشتى و أخرج عبد بن حميد من طريق أبى العالية عن أبى بن كعب و ابن مسعود انهما كانا يقرآن فامضوا إلى ذكر الله و أخرج ابن المنذر عن عبد الله بن الزبير انه كان يقرؤها فامضوا إلى ذكر الله و أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال فامضوا و أخرج سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن الحسن انه سئل عن قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال ما هو بالسعى على الاقدام و لقد نهوا ان يأتوا الصلاة الا و عليهم السكينة و الوقار و لكن بالقلوب و النية و الخشوع و أخرج عبد بن حميد و البيهقى في شعب الايمان عن قتادة في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال السعي ان تسعى بقلبك و عملك و هو المضي إليها قال الله فلما بلغ معه السعي قال لما مشى مع أبيه و أخرج عبد بن حميد عن ثابت قال كنا مع أنس بن مالك يوم الجمعة فسمع النداء بالصلاة فقال قم لنسعى إليها و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن عطاء في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال الذهاب و المشي و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال انما السعي العمل و ليس السعي على الاقدام و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن محمد بن كعب قال السعي العمل و أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس و عكرمة مثله و أخرج البيهقي في سننه عن عبد الله بن الصامت قال خرجت إلى المسجد يوم الجمعة فلقيت أبا ذر فبينا أنا أمشي اذ سمعت النداء فرفعت في المشي لقول الله إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا لي ذكر الله فجذبنى جذبه فقال أو لسنا في سعى و أخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال موعظة الامام قوله تعالى ( و ذروا البيع ) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حرمت التجارة يوم الجمعة ما بين الاذان الاول إلى الاقامة إلى انصراف الامام لان الله يقول يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر إلى و ذروا البيع و أخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب ان رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كانا يختلفان في تجارتهما إلى الشام فربما قدما يوم الجمعة و رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فيدعونه و يقومون فيما هم الا بيعا حتى تقام الصلاة فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله و ذروا البيع قال فحرم عليهم ما كان قبل ذلك و أخرج عبد الرزاق و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن الزهرى قال الاذان الذي يحرم فيه البيع هو الاذان الذي عند خروج الامام قال وارى ان يترك البيع الآن عند الاذان الاول و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة قال إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة حرم الشراء و البيع و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد عن الضحاك قال إذا زالت الشمس من يوم الجمعة حرم البيع و التجارة حتى تقضى الصلاة و أخرج ابن أبى شيبة عن عطاء و الحسن انهما قالا ذلك و أخرج عبد بن حميد عن أيوب قال لاهل المدينة ساعة

(220)

يوم الجمعة ينادون حرم البيع و ذلك عند خروج الامام و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن ميمون بن مهران قال كان بالمدينة إذا أذن المؤذن من يوم الجمعة ينادون في الاسواق حرم البيع حرم البيع و أخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن القاسم ان القاسم دخل على أهله في يوم الجمعة و عندهم عطار يبايعونه فاشتروا منه و خرج القاسم إلى الجمعة فوجد الامام قد خرج فامرهم ان يناقضوه البيع و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن مجاهد قال من باع شيأ بعد الزوال يوم الجمعة فان بيعه مردود لان الله تعالى نهى عن البيع إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن ابن جريج قال قلت لعطاء هل تعلم من شيء يحرم إذا أدن بالاولى سوى البيع قال عطاء إذا نودى بالاولى حرم اللهو و البيع و الصناعات كلها هى بمنزلة البيع و الرقاذ و ان يأتى الرجل أهله و ان يكتب كتابا قلت إذا نودى بالاولى وجب الرواح حينئذ قال نعم قلت من أجل قوله إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة قال نعم فليدع حينئذ كل شيء و ليرح قوله تعالى ( فإذا قضيت الصلاة ) الآية أخرج أبو عبيد و ابن المنذر و الطبراني و ابن مردويه عن عبد الله بن بسر الحراني قال رأيت عبد الله بن بشر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى الجمعة خرج فدار في السوق ساعة ثم رجع إلى المسجد فصلى ما شاء الله ان يصلى فقيل له لاي شيء تصنع هذا قال لانى رأيت سيد المرسلين هكذا يصنع و تلا هذه الا آية فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض و ابتغوا من فضل الله و أخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال إذا انصرفت يوم الجمعة فاخرج إلى باب المسجد فساوم بالشيء و ان لم تشتره و أخرج ابن المنذر عن الوليد بن رباح ان أبا هريرة كان يصلى بالناس الجمعة فإذا سلم صاح فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض و ابتغوا من فضل الله و اذكروا الله فيبتدر الناس الابواب و أخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد و عطاء فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض قالا ان شاء فعل و ان شاء لم يفعل و أخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك في قوله فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض قال هو اذن من الله فإذا فرغ فان شاء خرج و ان شاء قعد في المسجد و أخرج ابن جرير عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض و ابتغوا من فضل الله قال ليس لطلب دنيا و لكن عيادة مريض و حضور جنازة و زيارة أخ في الله و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض و ابتغوا من فضل الله قال لم يؤمروا بشيء من طلب الدنيا انما هو عيادة مريض و حضور جنازة و زيارة أخ في الله و أخرج الطبراني عن أبى امامة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى الجمعة فصام يومه و عاد ميرضا و شهد جنازة و شهد نكاحا وجبت له الجنة قوله تعالى ( و إذا رأوا تجارة ) الآية أخرج سعيد بن منصور و ابن سعد و ابن أبى شيبة و أحمد و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و الترمذى و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقى في سننه من طرق عن جابر بن عبد الله قال بينما النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة قائما اذ قدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى لم يبق منهم الا اثنا عشر رجلا أنا فيهم و أبو بكر و عمر فانزل الله و إذا تجاره أو لهو انفضوا إليها إلى آخر السورة و أخرج البزار عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يخظب يوم الجمعة كقدم دحية بن خليفة يبيع سلعة له فما بقي في المسجد أحد الا نفر و النبي صلى الله عليه و سلم قائم فانزل الله و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها الآية و أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها و تركوك قائما قال قدم دحية الكلبي بتجارة فخرجوا ينظرون الا سبعة نفر و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها و تركوك قائما قال جاءت عير عبد الرحمن بن عوف تحمل الطعام فخرجوا من الجمعة بعضهم يريد أن يشترى و بعضهم يريد أن ينظر إلى دحية و تركوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما على المنبر و بقى في المسجد اثنا عشر رجلا و سبع نسوة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو خرجوا كلهم لاضطرم المسجد عليهم نارا و أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قدمت عير المدينة يوم الجمعة و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم على المنبر يخطب فانفض أكثر من كان في المسجد فانزل الله فيهم هذه الآية و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها و أخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل بن حيان قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلى الجمعة قبل

(221)

الخطبة مثل العيدين حتى كان يوم الجمعة و النبي صلى الله عليه و سلم يخطب و قد صلى الجمعة فدخل رجل فقال ان دحية بن خليفة قد قدم بتجارة و كان دحية إذا قدم تلقاه أهله بالدفاف ا فخرج الناس و لم يظنوا الا انه ليس في ترك الخطبة شيء فانزل الله و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها فقدم النبي صلى الله عليه و سلم الخطبة يوم الجمعة و أخر الصلاة و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن مقاتل بن حيان قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة و يقوم قائما و ان دحية الكلبي كان رجلا تاجرا و كان قبل أن يسلم قدم بتجارته إلى المدينة خرج الناس ينظرون إلى ما جاء به و يشترون منه فقدم ذات يوم و وافق الجمعة و الناس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد و هو قائم يخطب فاستقبل أهل دحية العير حين دخل المدينة بالطبل و اللهو فذلك اللهو الذي ذكر الله فسمع الناس في المسجد ان دحية قد نزل بتجارة عند أحجار الزيت و هو مكان في سوق المدينة و سمعوا أصواتا فخرج عامة الناس إلى دحية ينظرون إلى تجارته و إلى اللهو و تركوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما ليس معه كبير أحد فبلغني و الله أعلم انهم فعلوا ذلك ثلاث مرات و بلغنا ان العدة التي بقيت في المسجد مع النبي صلى الله عليه و سلم عدة قليلة فقال النبي صلى الله عليه و سلم عند ذلك لو لا هؤلاء يعنى الذين بقوا في المسجد عن النبي صلى الله عليه و سلم لقصدت إليهم الحجارة من السماء و نزل قل ما عند الله خير من اللهو و من التجارة و الله خير الرازقين و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يخطب الناس يوم الجمعة فإذا كان نكاح لعب أهله و عز فوا و مروا باللهو على المسجد و إذا نزل بالبطحاء جلب قال و كانت البطحاء مجلسا بفناء المسجد الذي يلى بقيع الغرقد و كانت الاعراب إذا جلبوا الخيل و الابل و الغنم و بضائع الاعراب نزلوا البطحاء فإذا سمع ذلك من يقعد للخطبة قاموا للهو و التجارة و تركوه قائما فعاتب الله المؤمنين لنبيه صلى الله عليه و سلم فقال و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها و تركوك قائما و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها قال رجال يقومون إلى نواضحهم و إلى السفر يقدمون يبتغون التجارة و اللهو و أخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بينا النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة اذ قدمت عير المدينة فانفضوا إليها و تركوا النبي صلى الله عليه و سلم فلم يبق معه الا رهط منهم أبو بكر و عمر فنزلت هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم و الذى نفسى بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى معي أحد منكم لسال بكم الوادي نارا و أخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه و سلم قام يوم الجمعة فخطبهم و وعظهم و ذكرهم فقيل جاءت عير فجعلوا يقومون حتى بقيت عصابة منهم فقال كم أنتم فعدوا أنفسكم فإذا اثنا عشر رجلا و إمرأة ثم قام الجمعة الثانية فخطبهم و وعظهم و ذكرهم فقيل جاءت عير فجعلوا يقومون حتى بقيت عصابة منهم فقال كم أنتم فعدوا أنفسكم فإذا اثنا عشر رجلا و إمرأة فقال و الذى نفس محمد بيده لو اتبع آخركم أولكم لالتهب الوادي عليكم نارا و أنزل الله فيها و إذا رأوا تجارة الآية و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله أو لهوا قال هو الضرب بالطبل و أخرج البيهقي في شعب الايمان قال بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس يوم الجمعة أقبل شاء وشئ من سمن فجعل الناس يقومون اليه حتى لم يبق الا قليل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو تتابعتم لتاجج الوادي نارا و أخرج ابن أبى شيبة و ابن ماجه و الطبراني و ابن مردويه عن ابن مسعود انه سئل أ كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب قائما أو قاعدا قال اما تقرأ و تركوك قائما و أخرج ابن أبى شيبة و أحمد و مسلم و ابن مردويه و البيهقى في سننه عن كعب بن عجرة انه دخل المسجد و عبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال أنظروا إلى هدا الخبيث يخطب قاعدا و قد قال الله و تركوك قائما و أخرج أحمد و ابن ماجه و ابن مردويه عن جابر بن سمرة قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب قائما و أخرج أحمد و ابن أبى شيبة و مسلم و أبو داود و النسائي و ابن ماجه عن جابر بن سمرة قال كانت لرسول الله صلى الله عليه و سلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن و يذكر الناس و أخرج ابن أبى شيبة و البخارى و مسلم و الترمذى و النسائي و ابن ماجه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يخطب خطبتين يجلس بينهما و أخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يخطب يوم الجمعة قائما ثم يقعد ثم يقوم

(222)

فيخطب و أخرج ابن أبى شيبة عن ابن سيرين انه سئل عن خطبة النبي صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة فقرأ و تركوك قائما و أخرج ابن أبى شيبة عن عمرو بن مرة قال سألت أبا عبيدة رضى الله عنه عن الخطبة يوم الجمعة فقرأ و تركوك قائما و أخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما و أبو بكر و عمر و عثمان و ان أول من جلس على المنبر معاوية بن أبى سفيان و أخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال الجلوس على المنبر يوم الجمعة بدعة و أخرج ابن أبى شيبة عن الشعبي قال انما خطب معاوية قاعدا حين كثير شحم بطنه و لحمه و أخرج ابن أبى شيبة عن الشعبي قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس بوجهه الكريم فقال السلام عليكم و يحمد الله و يثنى عليه و يقرأ سورة ثم يجلس ثم يقوم فيخطب ثم ينزل و كان أبو بكر و عمر يفعلانه و أخرج ابن أبى شيبة عن جابر بن سمرة قال كانت خطبة النبي صلى الله عليه و سلم قصرا و صلاته قصرا و أخرج ابن أبى شيبة عن مكحول قال انما قصرت صلاة الجمعة من أجل الخطبة و أخرج ابن أبى شيبة عن ابن سيرين أنه سئل عن خطبة النبي صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة فقرأ و تركوك قائما و أخرج ابن أبى الدنيا في شعب الايمان و الديلمى عن الحسن البصري قال طلبت خطب النبي صلى الله عليه و سلم في الجمعة فاعيننى فلزمت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فسالته عن ذلك فقال كان يخطب فيقول في خطبته يوم الجمعة يا أيها الناس ان لكم علما فانتهوا إلى عملكم و ان لكم نهاية فانتهوا لي نهايتكم فان المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدرى كيف صنع الله فيه و بين أجل قد بقي لا يدرى كيف الله بصانع فيه فليتزود المؤمن من نفسه لنفسه و من دنياه لآخرته و من الشباب قبل الهرم و من الصحة قبل السقم فانكم خلقتم للآخرة و الدنيا خلقت لكم و الذى نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب و ما بعد الدنيا دارا لا الجنة و النار و أستغفر الله لي و لكم و أخرج البيهقي في الاسماء و الصفات عن ابن شهاب قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول إذا خطب كل ما هو آت قريب لا بعد لما هو آت لا يعجل الله لعجلة أحد و لا يخف لامر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الناس أمرا و يريد الله أمرا و ما شاء الله كان و لو كره الناس لا مبعد لما قرب الله و لا مقرب لما بعد الله و لا يكون شيء الا باذن الله ( سورة المنافقين مدنية ) أخرج ابن الضريس و النحاس و ابن مردويه و البيهقى في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة المنافقين بالمدينة و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله و أخرج سعيد بن منصور و الطبراني في الاوسط بسند حسن عن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ في صلاة الجمعة الجمعة فيحرض بها المؤمنين و في الثانية سورة المنافقين فيقرع بها المنافقين و أخرج البزار و الطبراني عن أبى عيينة الخولانى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة و السورة التي يذكر فيها المنافقون و الله سبحانه و تعالى أعلم قوله تعالى ( إذا جاءك المنافقون ) الآية أخرج ابن سعد و أحمد و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و الترمذى و النسائي و ابن جرير و ابن المنذر و الطبراني و ابن مردويه عن زيد بن أرقم قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فأصاب الناس شدة فقال عبد الله بن أبى لاصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله و قال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فاتيت النبي صلى الله عليه و سلم فاخبرته بذلك فأرسل إلى عبد الله بن أبى فساله فاجتهد يمينه ما فعل فقالوا كذب زيد رسول الله صلى الله عليه و سلم فوقع في نفسى مما قالوا شدة حتى أنزل الله تصديقي في إذا جاءك المنافقون فدعاهم النبي صلى الله عليه و سلم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم و هو قوله خشب مسندة قال كانوا رجالا أجمل شيء و أخرج ابن سعد و عبد بن حميد و الترمذى و صححه و ابن المنذر و الطبراني و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى في الدلائل و ابن عساكر عن زيد بن أرقم قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان معنا ناس من الاعراب فكنا نبتدر الماء و كان الاعراب يسبقونا اليه فيسبق الاعرابى أصحابه فيملا الحوض و يجعل حوله حجارة و يجعل النطع عليه حتى يجئ أصحابه فاتى رجل من الانصار أعرابيا فارخى زمام ناقته لنشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجرا فغاض الماء فرفع الاعرابى خشبة فضرب بها رأس الانصاري فشنجه فاتى

(223)

عبد الله بن أبى رأس المنافقين فاخبره و كان من أصحابه فغضب و قال لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفض من حوله يعنى الاعراب و كانوا يحضرون رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الطعام و قال عبد الله لاصحابه إذا انفضوا من عند محمد فائتوا محمدا بالطعام فليأكل هو و من عنده ثم قال لاصحابه إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الاعز منها الاذل قال زيد و أنا ردف عمي فسمعت و كنا أخواله عبد الله فاخبرت عمي فانطلق فاخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسل اليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فحلف و جحد فصدقه رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذبني فجاء إلى عمي فقال ما أردت إلى أن مقتك رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذبك و كذبك المسلمون فوقع على من الهم ما لم يقع على أحد قط فبينما أنا أسير و قد خفقت برأسي من الهم إذا آتانى رسول الله صلى الله عليه و سلم فعرك أذنى وضحك في وجهي فما كان يسرنى ان لي بها الخلد أو الدنيا ثم ان أبا بكر لحقني فقال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت ما قال لي شيا الا أنه عرك أذنى وضحك في وجهي فقال ابشر ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولى لابى بكر فلما اصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله حتى بلغ ليخرجن الاعز منها الاذل و أخرج ابن المنذر و الطبراني و ابن مردويه عن زيد بن أرقم قال لما قال عبد الله بن أبى ما قال لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا و قال لئن رجعنا إلى المدينة لخيرجن الاعز منها الاذل سمعته فاتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فلا منى ناس من الانصار و جاءهم يحلف ما قال ذلك فرجعت إلى المنزل فنمت فاتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ان الله صدقك و عذرك فانزلت هذه الآية هم الذين يقولون لا تنفقوا على عند رسول الله الآيتين و أخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال لما قال ابن أبى ما قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فاخبرته فجاء فحلف ما قال فجعل ناس يقولون جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكذب حتى جلست في البيت مخافة إذا رأوني قالوا هذا الذي يكذب حتى أنزل الله هم الذين يقولون الآية و أخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال كنت جالسا مع عبد الله بن أبى فمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في ناس من أصحابه فقال عبد الله بن أبى لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فاتيت سعد بن عبادة فاخبرته فاتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عبد الله بن أبى فحلف له عبد الله بن أبى بالله ما تكلم بهذا فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى سعد بن عبادة فقال سعد يا رسول الله انما أخبرنيه الغلام زيد بن أرقم فجاء سعد فاخذ بيدي فانطلق بي فقال هذا حدثني فانتهرني عبد الله بن أبى فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و بكيت و قلت اى و الذى أنزل النور عليك لقد قاله و انصرف عنه النبي صلى الله عليه و سلم فانزل الله إذا جاءك المنافقون إلى آخر السورة و اخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال انما سماهم الله منافقين لانهم كتموا الشرك و أظهروا الايمان قوله تعالى ( اتخذوا ايمانهم جنة ) الآيات أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله اتخذوا ايمانهم جنة قال حلفهم بالله انهم لمنكم اجنوا بايمانهم من القتل و الحرب و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله اتخذوا ايمانهم جنة قال اتخذوا حلفهم جنة ليعصموا بها دماءهم و أموالهم و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا سافر كان مع كل رجل من أغنياء المؤمنين رجل من الفقراء يحمل له زاده و ماءه فكانوا إذا دنوا من الماء تقدم الفقراء فاستقوا الاصحابهم فسبقهم أصحاب عبد الله بن أبى فابوا ان يخلوا عن المؤمنين فحصرهم المؤمنون فلما جاء عبد الله ابن أبى نظر إلى أصحابه فقال و الله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل و قال أمسكوا عنهم البيع لا تبايعوهم فسمع زيد بن أرقم قول ابن أبى لئن رجعنا إلى المدينة و قوله لا تنفقوا على من عند رسول الله فاخبر عمه فاخبر عمه النبي صلى الله عليه و سلم فدعا النبي صلى الله عليه و سلم ابن أبى و أصحابه فعجب من صورته و جماله و هو يمشى إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذلك قوله و إذا رايتهم تعجبك أجسامهم و ان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة فعرفه النبي صلى الله عليه و سلم فلما أخبره حلف ما قاله فذلك قوله اتخذوا ايمانهم جنة و قالوا نشهد انك لرسول الله و ذلك قوله إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله و كل شيء أنزله في المنافقين فانما أراد عبد الله ابن أبى و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في قوله ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم قال اقروا