وارث الانبيــاء - دراسات و بحوث مؤتمر الامام الحسین (ع) جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دراسات و بحوث مؤتمر الامام الحسین (ع) - جلد 1

مجمع العالمی لاهل البیت (ع)

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



وارث الانبيــاء

الشيخ محمد مهدي الصفي


السلام عليك يا وارث دم صفوة اللهالسلام عليك يا وارث نوح نبي اللهالسلام عليك يا وارث اءبراهيم خليل اللهالسلام عليك يا وارث موسي كليماللهالسلام عليك يا وارث عيسي روح اللهالسلام عليك يا وارث محمد حبيب اللهالسلام عليك يا وارث امير المؤمنين ولي اللهالوراثة:


مفهوم (الوارث) من ابرز المفاهيم الواردة في هذه الزيارة، وقدعرّفت به الزيارة، ونقف هنا قليلاً عند كلمة (الوراثة).الوراثة البايولوجية:


وهي انتقال الخصائص الشخصية والاجتماعية من جيل اءلي جيل اومن فئة اءلي فئة او من شخص اءلي شخص.الوراثة الحضارية:


وكما تنتقل بالوراثة الخصائص الحياتية والعضوية من جيل اءلي جيلكذلك تنتقل الخصائص الحضارية والثقافية من جيل اءلي خر، ومن فئةاجتماعية اءلي فئة اجتماعية اُخري.


والوراثة والتكامل الحضاريان هما سُلَّم الكمال في تاريخ الاءنسان،والاءنسان يتكون بالتدريج، وتتكون فيه خصائصه ومكوناته خلالتاريخ طويل.


اءنّنا عندما نلاحظ سلوكاً اجتماعياً معيّناً اونموذجاً معيناً من الناس فاءنّنانلاحظ فيه اختزالاً شديداً لتاريخ طويل من حياة الاءنسان وحضارتهوفكره وجهده ومعيشته، وكل منا يرث من حيث يشعر او لا يشعر اجيالاًمن اسلافه.التاريخ الحضاري للاءنسان:


فالاءنسان: مجموعة من المواريث الحضارية التي ينقلها كل جيل اءليالجيل الذي ياتي من بعده، بعد ان يتلقاها من الجيل السابق وينمّيهاويطوّرها.


وهكذا تتحرّك الحضارة الاءنسانية عبر الاجيال، وتنتقل من جيل اءليخر، وتنمو وتتطور بموجب قانون الوراثة. وتنتقل الافكار والعقائدوالتصورات والاعراف والتقاليد والاخلاق من جيل اءلي خر، ولا يمكنان تكون الحضارات مرّة واحدة وفجاة وخلال جيل واحد، واءنّما تتكونبصورة تدريجية عبر قرون طويلة وخلال التاريخ.المواريث الحضارية بين الاءسلام والجاهلية:


هناك مجموعتان من المواريث الحضارية يتوارثهما الناس جيلاًبعد جيل في جهتين متقابلتين: المواريث الحضارية الاءلهية والمواريثالحضارية الجاهلية.


ومواريث الحضارة الربّانية في حياة الاءنسان هي التي تلقاها الاءنسانجيلاً بعد جيل من الانبياء والمرسلين والصدّيقين، وترسّخت وتاصّلتخلال هذه المسافة الزمنية الطويلة في حياة الاءنسان.


اءن الاءيمان بالله تعالي والتسليم المطلق له تعالي وتعبيد الناس لله عزّوجل وتحكيم شريعته في حياة الاءنسان، ورفض الطاغوت والتمرّد عليهوكسر شوكته وسلطانه ومجابهته بالنفس والمال وافلاذ الاكباد ليسظاهرة جديدة في حياة الاءنسان، ولا تخص مرحلة من مراحل حياة هذاالاءنسان، واءنّما هو ميراث اجتماعي ضخم يتوارثه الاءنسان جيلاً بعد جيلفي تاريخه، ويتصل هذا الميراث الحضاري بانبياء الله:، ويمتد فيحياة الاءنسان عبر جهاد الانبياء ودعوتهم وتبليغهم له.


وفي حياة كل نبي من الانبياء والمرسلين يزداد هذا الميراثالحضاري عمقاً واصالة ونضجاً عبر الصراع المستمر القائم بين هاتينالحضارتين، وعبر الجهود التي يتحملها الانبياء وانصارهم في حملالدعوه وتبليغها اءلي الناس؛ فتتبلور عبر هذه المسيرة الحضارية المفاهيمالرسالية اكثر من ذي قبل، ويتاصّل الجهاد والدعوة اءلي الله واُصولهاواساليبها في حياة الاءنسان في خط تصاعدي.


كما يصح العكس ايضاً فتتصاعد الذنوب والمعاصي والاءسرافوالتكبّر والاستكبار في الطرف الخر، ويتعمق هذا الحقد في نفوسهم،وتتطور اساليبهم في مواجهة الدعاة اءلي الله كلّما تتسع الحضارة الجاهلية،وتنمو وتتطور بصورة تصاعدية مستمرة.الحسين(ع) وارث الانبياء:


وسيّد الشهداء ابو عبدالله الحسين(ع) وارث هذه المسيرة الحضاريةالربّانية الضخمة التي تمتد عبر حياة وجهود ودعوة الانبياء والمرسلينوالشهداء والصدّيقين:، وتاتي واقعة الطف امتداداً لهذا الجهادالتاريخي المستميت مع الجاهلية.


اءن الحسين(ع) يوم الطف كان امتداداً واختزالاً وتاصيلاً لهذه الحركةالربّانية الممتدة في عمق التاريخ.


وتاتيالخصائص الحسينية التي جسّدتها واقعة الطف يوم عاشوراءامتداداً لهذه المواريث الحضارية والاخلاقية التيورثها الحسين(ع) مناسلافه الطاهرين ـ الانبياء والمرسلين والشهداء والصدّيقين ـ فالاءخلاصلله والتضحية والبذل والعطاء والشجاعة والصمود والصرامة والصبر وعزّةالنفس واءباء الضيم، والاستقامة في الدعوة اءلي الله والتمرّد علي الطاغوتوالرفض والتسليم لله، وغير ذلك من الخصائص الحسينية التي تجسّدتفي معركة الطف؛ ليست خصائص وظواهر فردية، واءنّما هي مواريثحضارية ورسالية عريقة ورثها الحسين(ع) من بائه الطاهرين في هذهالمسيرة الربّانية من دم صفوة الله، ونوح نبي الله، واءبراهيم خليل الله،وموسي كليم الله، وعيسي روح الله(ع)، ومن المصطفي رسول الله(ص)،ومن علي بن ابي طالب(ع) ولي الله.


فالحسين(ع) حصيلة هذه المسيرة الحضارية الاءلهية ونتيجتها وثمرةهذه الشجرة المباركة.


وهذا هو سرّ اصالة وعراقة وقوّة وقعة الطف وما تجلّي فيها منخصائص الحركة الربّانية في التاريخ وسرّ اءستمرار وبقاء هذه الوقعة فيالتاريخ.


كما ان الجيش الاُموي كان يرث في ساحة الطف خصائص الجاهليةمن الظلم والاستكبار والتهافت علي حطام الدنيا والقهر والقسوةوالاءرهاب والاضطهاد.الشجرة الخبيثة والشجرة الطيّبة في كتاب الله:


وهذه المسيرة الحضارية هي الكلمة والشجرة الطيّبة التي تضرباُصولها في عمق التاريخ، وتمتد فروعها اءلي اعماق المستقبل، وهي ذاتقرار مكين في الارض، تؤتي ثمارها باءذن الله كل حين، وهذه الشجرةثابتة قوية لا تهزّها الاعاصير والعواصف.


اما الحضارة الجاهلية فهي الكلمة الخبيثة والشجرة الخبيثة التياجتثت من فوق الارض مالها من قرار، ورغم قدمها فهي ضعيفةومهزوزة وعلي ارض رخوة وغير ذات قرار مكين تقتلعها الاعاصيروتلقي بها علي قارعة الطريق، يقول تعالي:( أَلَم تَرَ كَيْف ضَرَب اللَّه مَثَلاً كَلِمَةطَيِّبَة كَشَجَرَة طَيِّبَة أَصْلُهَا ثَابِت وَفَرْعُهَا فِي السَّماءِ* تُؤْتِي اُكُلَهَا كُل حِين بِاءِذْن رَبِّهَاوَيَضْرِب اللَّه الاْمْثَال لِلنَّاس لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُون* وَمَثَل كَلِمَة خَبِيثَة كَشَجَرَة خَبِيثَة اجْتُثَّتمِن فَوْق الاْرْض مَالَهَا مِن قَرَارٍ).


ومن العجب ان هاتين الحضارتين تمتدان معاً اءلي اعماق التاريخ،اءلي هابيل وقابيل، وتتكونان معاً عبر الاجيال، ومع ذلك فهما تختلفان فيالعراقة والاصالة والثبات، فالحضارة الاءلهية اصيلة عريقة ذات جذورقوية ثابتة وراسخة لا تحرّكها الاعاصير الهوجاء، والحضارة الجاهليةمهزوزة ضعيفة مبتورة الجذور مالها من قرار. وهذا هو الفارق بين هاتينالحضارتين اللتين يتوارثهما الاءنسان.سرّ القوة والثبات في الشجرة الطيّبة:


والسرّ في ذلك: ان الحضارة الاءلهية تستمد حيوتها من العقلوالضمير والقلب، والحضارة الجاهلية تستمد وجودها من الاهواءوالشهوات، تلك تستمد كيانها من الاءيمان والعقيدة، وهذه تستمدوجودها من الاحقاد والاهواء، تلك تستمد وجودها من الاءيمان والتسليملله، وهذه تستمد وجودها من اتّباع الشيطان، تلك تختزل كل ما فيحضارة الاءنسان من قيم واخلاق وفضائل، وهذه تختزل كل ما في تاريخالاءنسان من احقاد وضغائن وشهوات .


وهذا الفارق هو الذي يهب الاُولي القوة والمتانة والثبات في وجهالاعاصير والهزّات والابتلاءات، ويسلب الثانية القرار والثبات، ويدعهامهزوزة غير ذات قرار.


ولذلك فاءن الية الكريمة تعقّب علي هذا الاختلاف في الاُصولوالجذور بقوله تعالي: ( يُثَبِّت اللَّه الَّذِين مَنُوا بِالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَاوَفِي الخِرَة وَيُضِل اللَّه الظَّالِمِين وَيَفْعَل اللَّه مَا يَشَاءُ).


فاُولئك يمنحهم الله الثبات في القولفي الحياة الدنيا وفي الخرة،وهؤلاء يسلبهم الله تعالي الثبات والهدي ويدعهم في الضلالة.لماذا التاكيد لمفهوم الوارث في زيارة الحسين(ع)؟


لقد ورد في هذا المفهوم في اكثر من زيارة، وكان هناك عناية خاصةلدي اهل البيت: في اءبراز هذا المفهوم في حياة الحسين(ع)؛ ذلك لانمعركة الطف من اصدق مشاهد صراع الحضارات في التاريخ، لقد جسّدالحسين(ع) الصراع بين الحق والباطل في كربلاء، فكانت معركة الطفتبلوراً حقيقياً لهذا الصراع التاريخي بين الحق والباطل، ولذلك نجد فيهذه المعركة انبل القيم والمفاهيم الربّانية في طرف، واخس الرذائلوالاهواء الشيطانية في طرف خر، وياتي تاكيد الوراثة في زيارةالحسين(ع):اوّلاً ـ للتنبيه علي عراقة واصالة الجهاد الحسيني، وانه ليس ظاهرةفردية في حياة الاءمام الحسين(ع)، واءنّما هي خاصية عريقة للمسيرةالاءلهية علي وجه الارض، ورثها الحسين(ع) عمّن كان قبله من الانبياءوالائمة الدعاة اءلي الله، وهذا هو سرّ قوة وصلابة الموقف الحسيني فيكربلاء رغم عدم التكافؤ الواضح بين معسكر الحسين ومعسكر بني اُميةفي كربلاء.وثانياً ـ اءذا كانت هذه الحركة بهذه الدرجة من الاصالة والعراقةوالعمق والقوة والمتانة التاريخية فلابدّ ان تنتصر علي الجبهة المناوئةالتي كان يتزعمها الحاكم الاُموي يزيد بن معاوية.


وليس الانتصار هنا بمعني الانتصار العسكري في ساحة القتال، فقدكان الجيش الاُموي هو المنتصر في ساحة القتال اءذا فسّرنا الانتصار بهذاالمعني الظاهري.


واءنّما الانتصار هنا بمعناه الرسالي وانتصار خط علي خط، ولاشك انالمعكسر الحسيني هو المعسكر المنتصر بهذا المعني من النصر، فاءنالعمق التاريخي والاصالة والعراقة والمتانة التي يملكها هذا الخط لابدّوان يؤهله لنصر الله تعالي.


اءن المعركة بين هاتين الجبهتين في كربلاء كانت معركة ميدانيةوحضارية بالمعني العميق لهذه الكلمة، والفئة التي تنتصر هي التي تثبتامام الزوابع والاعاصير، وهي الفئة التي تستمد دوافعها من العقيدةوالاءيمان، وتمتد جذورها اءلي اعماق التاريخ في حياة الانبياء والمرسلينوجهادهم ودعوتهم، وهذا هو سرّ انتصار الثورة الحسينية.ثالثاً ـ لا تتوقف هذه المعركة عند وقعة الطف، فهي حلقة واحدة منسلسلة من المواقف الجهادية والتضحيات والبذل والعطاء في سبيل الله،تبدا منذ ايام نوح(ع) وقبله، وتمتد اءلي ان ياذن الله تعالي بالاضمحلالالكامل للجاهلية علي وجه الارض.


وسرّ دوام واستمرار هذه الحركة هو اصالتها وعراقتها وامتدادهاالعميق في الحضارة الاءنسانية الصالحة، وليست هذه الحركة نبتة اجتثّتمن فوق الارض مالها من قرار، واءنّما هي شجرة طيّبة ممتدة الجذوروالاُصول اءلي اعماق تاريخ الاءسلام والاءيمان.


وكما ورث الحسين(ع) هذا الميراث من ابيه المرتضي(ع) وجدّهالمصطفي(ص) واسلافه الطاهرين من الانبياء المرسلين؛ فاءن اجيالالمؤمنين والمجاهدين والدعاة اءلي الله تعالي سوف يرثون من الحسينهذا الميراث، ويتحركون علي خطاه (ع)، ويرثون منه الخصائصوالمواريث التي تجلّت يوم عاشوراء في كربلاء.


وهذا هو سر استمرارية الثورة الحسينية في كربلاء.لية الارتباط ومادة الارتباط:


الحسين وارث الانبياء والصالحين: ونحن ورثة الحسين(ع)،وميراثنا الذي نرثه من الحسين هو مواريث الانبياء، وواسطة العقد فيهذا الارتباط هو يوم الطف، فلابدّ لهذا الارتباط من ان يمر بمحطّاتتفعيل في التاريخ، تحافظ علي حرارة الخط وحيويته لئلاّ تضعف وتبرد،ويوم الطف عقد الواسطة وحلقة الارتباط، ولابد من هذه الحلقات فيالتاريخ لئلاّ ينقطع الخط.


وهنا نواجه سؤالين :الاوّل: كيف نرتبط وماهي لية الارتباط؟الثاني: ماهي المواريث التي نرثها من الانبياء عبر يوم الطف؟


والسؤال الثاني غير السؤال الاوّل.1 ـ لية الارتباط:


ماساة الطف هي حلقة الارتباط، ولولا امثال هذه الايام لانقطع الخط،فهي تستقطب عواطف الجمهور واحاسيسهم وحبّهم و... وهذه العواطفوالمشاعر هي لية الارتباط والمحافظة علي قوة وحيوة وفاعلية الارتباط.


والاءحياء السنوي لذكري الحسين(ع) والبكاء واءقامة مجالس العزاء،وخروج مواكب العزاء في الشوارع ماهي اءلاّ وسائل تعبير عن هذهالعاطفة القوية التي يشعر بها المسلمون تجاه سيد الشهداء(ع)، ولابدّ منهذه العاطفة ولابدّ من التعبير عن هذه العاطفة للاءبقاء علي ارتباط الاُمّةبكوكبة شهداء كربلاء، ولولا هذا الزخم العاطفي القوي لم تبق الثورة قويةوفاعلة في وجدان الاُمة اءلي اليوم، ولذلك اكّد اهل البيت: اهمية اءقامةمجالس العزاء وتشجيع المسلمين علي البكاء علي مصاب الحسين(ع)...ولكن ذلك كلّه ـ ورغم اهميته الكبيرة ـ ليس هو الميراث.


اءن طريقة التعبير عن عواطفنا تجاه مصاب الحسين(ع) شيء، ومادةالارتباط والمواريث التي نرثها من الحسين(ع) شيء خر، ولئن كانتالاُولي تُعدّ للثانية وتؤهل الاءنسان لها فهي بالتاكيد غير الثانية، وهذهالعواطف والمجالس وسيلة واداة لتحقيق وتفعيل تلك المواريث فيحياتنا وتاريخنا، واءن كان بعض المؤمنين يتصورون ان الارتباطبالحسين(ع) هو في اءقامة المجالس والبكاء وخروج المسيرات الحسينية.


اءن زيارة (وارث) تبيّن لنا ان واقع وحقيقة الارتباط بالحسين(ع)بالمواريث التي نرثها منه(ع)، كما ان ارتباط الحسين(ع) بالانبياءبالمواريث التي ورثها من دم ونوح واءبراهيم وموسي وعيسي:والمصطفي(ص) والمرتضي(ع)، وهذا هو ميراث الحسين(ع) منالانبياء: وميراثنا من الحسين(ع)، فكما ورث ابو عبدالله الحسين(ع)مواريث الدعوة والجهاد من سلفه الطاهر كذلك نرث نحن هذا الميراثالاءلهي الكبير من الحسين.


وهي هي حقيقة الارتباط وحقيقة الوارثة.


ويوم الطف هو واسطة العقد بيننا وبين هذه المسيرة الحضاريةالربّانية الكادحة علي وجه الارض، وبقدر ما نحمل من رسالة الحسين(ع)ودعوته وجهاده ومواقفه الشامخة الصلبة يكون ارتباطنا بالحسينوعلاقتنا بيوم الطف؛ وعند ذلك يسهل قياس الارتباط والعلاقة بكربلاء،فاءن المقاييس واضحة لا تقبل الخطا.2 ـ ماهي المواريث؟


وها نحن نقرا في هذه الزيارة المواريث التيورثها الحسين(ع) منسلفه لنقيس انفسنا بها وعلاقتنا بكربلاء.اشهد انّك قد اقمت الصلاة، وتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، ونهيت عنالمنكر، واطعت الله ورسوله حتي اتاك اليقين.


وتاتي هذه الشهادة للحسين(ع) باءقامة الصلاة عقيب التحية له بعنوانالوارث، وكان هذه الشهادة تاتي تاكيداً لوراثة الحسين، وتشخيصاًللمواريث التي ورثها الحسين(ع) من سلفه: وهي: اءقامة الصلاة، اءيتاءالزكاة، الامر بالمعروف، النهي عن المنكر، والطاعة للهورسوله حتياليقين، هذه مواريث الحسين(ع) من سلفه: ومواريثنا نحن منالحسين(ع).


وترد هذه الشهادة للحسين: في اكثر الزيارات الحسينية المطلقةوالمخصوصة، وكان هناك عناية خاصة باءبراز هذا البعد الموروث منابعاد حركة الاءمام الحسين(ع) والتنبيه اءلي ان الارتباط به(ع) يتم بموجبهذه النقاط، ونورد بعض هذه الفقرات من الزيارات المطلقةوالمخصوصة الواردة فيهما، ففيالزيارة المطلقة الثانية:اشهد انك قد بلّغت، ونصحت، ووفيت، واوفيت، وجاهدت في سبيل الله.


والتبليغ والتضحية والوفاء للرسالة والاءيفاء بالمسؤولية والجهاد فيسبيل الله، وقريب من هذا المضمون في الزيارة المطلقة الثالثة والرابعةوالسادسة والسابعة.


وفي مخصوصة الليلة الاُولي من رجب:اشهد انّك قد امرت بالقسط والعدل، ودعوت اءليهما، وانك صادق صدّيق،صدقت فيما دعوت اءليه.


وفي مخصوصة ليلة النصف من رجب قريب من المضامين السابقة،وفي مخصوصة ليالي القدر ويومي العيدين:اشهد انك قد اقمت الصلاة، وتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، ونهيت عنالمنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت عليالاذي في جنبه محتسباً حتي اتاك اليقين.


وتضاف هنا اءلي قائمة المواريث الحسينية تلاوة الكتاب حقتلاوته، والجهاد في سبيل الله حق الجهاد، والصبر علي الاذي في جنبالله محتسباً حتي اليقين، وقريب منه في مخصوصة ليلة العيدينومخصوصة ليلة عرفة ويومها.


وبهذه الطريقة الاءيحائية الرائعة تجعل هذه الزيارات الزائر فيالاجواء الرسالية لكربلاء، والتي ورثها الحسين(ع) من سلفهالطاهرين: واورثها لخلفه الذين ياتون من بعده علي هداه وخطه.


المجمع العالمي لاهل البيت: قم المقدسة


/ 13