نظرة في كتاب - نظرة فی کتاب الفِصَل فی الملل والأهواء والنحل لابن حزم الظاهری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نظرة فی کتاب الفِصَل فی الملل والأهواء والنحل لابن حزم الظاهری - نسخه متنی

عبدالحسین امینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





كتاب الغدير:



كتاب يتجدّد أثره ويتعاظم كلّما ازداد به الناس معرفة، ويمتدّ في الآفاق صيته كلّما غاص الباحثون في أعماقه وجلّوا أسراره وثوّروا كامن كنوزه ... إنّه العمل الموسوعي الكبير الّذي يعدّ بحقّ موسوعة جامعة لجواهر البحوث في شتّى ميادين العلوم: من تفسير، وحديث، وتاريخ، وأدب، وعقيدة، وكلام، وفرق، ومذاهب ...



جمع ذلك كلّه بمستوى التخصّص العلمي الرفيع وفي صياغة الأديب الذي خاطب جميع القرّاء، فلم يبخس قارئاً حظّه ولا انحدر بمستوى البحث العلمي عن حقّه.



ونظراً لما انطوت عليه أجزاؤه الأحد عشر من ذخائر هامة، لا غنى لطالب المعرفة عنها، وتيسيراً لاغتنام فوائدها، فقد تبنّينا استلال جملة من المباحث الاعتقادية وما لها صلة بردّ الشبهات المثارة ضدّ مذهب أهل البيت عليهم السلام، لطباعتها ونشرها مستقلّة، وذلك بعد تحقيقها وتخريج مصادرها وفقاً للمناهج الحديثة في التحقيق.




مقدمة الإعداد:



الحمدُ لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى، وآله الأئمة الشرفاء.



وبعد،



بين يديك عزيزي القارئ دراسة نقدية لبعض ما احتواه كتاب (الفِصَل(1) في الملل والأهواء والنحل) من افتراءات وأكاذيب نسبها مؤلّفه ابن حزم الظاهري الأندلسي إلى الشيعة الإمامية



[

(1) الفِصَلُ، جمع فَصْلة: وهي النخلة المنقولة المحوّلة وقد افتصلها عن موضعها، لسان العرب 11 : 523 «فصل».



]

أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وقد قام بهذه الدراسة النقدية العلاّمة الكبير والبحّاثة المتبحّر آية الله الشيخ عبد الحسين الأميني(رحمه الله)، وأدرجها في المجلد الثالث من موسوعته الكبيرة «الغدير».



وفي المجلد الأول منه أيضاً بيّن الشيخ الأميني (رحمه الله) بعض الآراء الشاذة لابن حزم تحت عنوان (الرأي العام في ابن حزم الأندلسي).



فقمتُ بمراجعتهما وتصحيحهما، واستخراج مالم يستخرجه العلاّمة الأميني من المصادر; لعدم توفّرها لديه آنذاك، وحوّلتُ بعض الاستخراجات من طبعاتها القديمة الحجرية إلى الحروفية الحديثة، وأدرجتُ بعض التعليقات ـفي الهامش ـ التي أشار إليها الأميني إشارة عابرة; لأنه ذكرها في موضع آخر من كتابه.



ولا يخفى على العلماء الأعلام وذوي الاطلاع في التأريخ، حال ابن حزم وتعصّبه، وهجومه على علماء المسلمين الذين يختلفون معه في الرأي.



مال ابن حزم في ابتداء أمره إلى المذهب الشافعي وناضل عنه حتى نُسب إلى الشذوذ واستهدف كثيراً من فقهاء عصره بالنقد والجرح، ثم انتقل إلى المذهب الظاهري وتعصّب له وصنّف فيه وردّ على مخالفيه، ثم خلع الكل واستقل وزعم أنّه إمام الأئمة يضع ويرفع ويحكم ويشرّع، وأنشأ مذهباً خاصاً له يُدعى (الحزمية)، تبعه فيه خلق كثير من أهالي الأندلس.



وقد أجمع المؤرّخون على صدور أخطاء وأوهام من ابن حزم، وأثبتوا مناظرة أبي الوليد الباجي له.



قال ابن حجر العسقلاني: وقع له أوهام شنيعة، تتبّع كثيراً منها الحافظ قطب الدين الحلبي ثم المصري من المحلّى خاصة.



وقال الحميدي: وقد تتبّع أغلاطه في الاستدلال والنظر عبد الحقّ بن عبد الله الأنصاري في كتاب سمّاه (الردّ على المحلّى).



وقال مؤرّخ الأندلس أبو مروان بن حبّان: لا يخلو ـ ابن حزم ـ في فنونه من غلط.



وذكر عزّ الدين بن عبد السلام نبذة من أغلاطه في وصف الرواة، أثبت بعضها ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان.



وفي هامش كتاب (الأعلام) للزركلي: انّ ابن حبّان يحطّ من ابن حزم، وينال من علمه ومكانته.



وأخذ المؤرّخون على ابن حزم أيضاً انتقاده لكثير من العلماء والفقهاء، وردّه لأهل كلّ دين، ووقوعه في الأئمة الكبار بأقبح عبارة وأشنع ردّ، حتى لا يكاد يسلم أحد من لسانه، ممّا حدا بأبي العباس ابن العريف الصالح الزاهد أن يقول كلمته المشهورة التي بقيت ليومنا هذا تُطارد ابن حزم الأندلسي، وهي (لسان ابن حزم وسيف الحجّاج شقيقان).



ولم يكن ابن حزم في نقاشه ومحاوراته هادئاً ليّناً، قال ابن حجر العسقلاني: ولم يكن يلطف في صدعه بما عنده بتعريض ولا تدريج، بل يصك معارضاً صك الجندل، وينسفه في أنفه إنساف الخردل. فتمالأ عليه فقهاء عصره، وأجمعوا على تضليله، وشنّعوا عليه، وحذّروا أكابرهم من قبيله، ونهوا عوامهم عن الاقتراب منه. فطفقوا يعصونه وهو مصر على طريقته، حتى كمل له من تصانيفه وقر بعير، لم يتجاوز أكثرها بابه; لزهد العلماء فيها.



وفي مكان آخر من كتابه قال ابن حجر: تعصّب عليه فقهاء المالكية باُمراء تلك الديار، فمقتوه وآذوه وطردوه وحرقوا كتبه علانية.



ونتيجة لذلك كلّه هاجر ابن حزم إلى بادية لَبْلَة من بلاد لأندلس وتوفي فيها سنة456هـ .



ومما يؤآخذ به ابن حزم أيضاً اعتقاده في أحقيّة عدالة دولة بني أُميّة:



قال أبن حجر: وممّا يزيد في بغض الناس له اعتقاده بصحة إمامتهم ـ بني أُميّة ـ حتى نُسب إلى النصب.



وقال التلمساني في (نفح الطيب): قال ابن حزم: إنّ دولة بني أُميّة بالأندلس أنبل دول الإسلام، وأنكاها في العدو، وقد بلغت في العزّ والنصر ما لا مزيد عليه.



فلا عجب أن يصدر من هذا الرجل انتقاد لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)ولعقائد محبّيهم والسائرين على نهجهم، فإن هجم عليهم هو ببنانه في هذا الكتاب فقد سلَّ مواليه بنو أُميّة بالأمس السيوف عليهم وذبحوا أبناء الرسول في كربلاء وغيرها، علماً بأنّ جدّه يزيد كان مولىً ليزيد بن أبي سفيان وهو أوّل مَن أسلم من أجداده، كما ذكره ابن خلكان في الوفيات(1).



والذي يطّلع على حياة ابن حزم لا يستبعد هجومه وتشنيعه على أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، كيف وقد كان نصيب كبار علماء اخواننا أبناء السنّة مقداراً كبيراً من النقد والتشنيع منه، حتى قالوا: لا يكاد يسلم أحد من لسانه، وقالوا: لسان ابن حزم وسيف الحجّاج شقيقان، كما أوضحناه قبل عدّة أسطر في ترجمته.



فنراه في كتابه هذا يلصق بأتباع أهل البيت (عليهم السلام) أكاذيب وافتراآت لا تجد لها في كتبهم عيناً ولا أثر، كقولهم بتحريف القرآن، وأنهم يُجيزون نكاح تسعة نساء، وإمامة المرأة والحمل في بطن أُمّه، وأنّ مذهبهم مأخوذ من عبد الله بن سبأ الذي أحرقه الإمام علي (عليه السلام)، بل أكثر من ذلك كلّه يدّعي أنّ الروافض ليسوا من المسلمين!!! ويقصد بهم أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).



والعجب من هذا الرجل الذي تصفه المصادر بالفقيه والحافظ، أن يناقش في أمور متسالم عليها عند جميع المسلمين، وهي مسطورة في كتبهم القديمة والحديثة، فنراه ينكر حديث الموآخاة التي جرت بين النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام علي(عليه السلام) وحديث ردّ الشمس لعلي(عليه السلام)ونزول سورة (هل أتى) في علي وأهل بيته (عليهم السلام)، بل ينكر أنّ علياً (عليه السلام)أكثر الصحابة علماً !!!.



لذلك تصدّى للردّ عليه العلاّمة الأميني رضوان الله تعالى عليه، وأثبت بطلان مدّعاه مستدلاً بالمصادر الرئيسية لاخواننا أبناء السنّة. علماً بأنّ العلاّمة الأميني ليس أول مَن ردَّ على ابن حزم، فقد ردّه كثير من علماء العامة كالاستاذ عبد الفتاح عبد المقصود في كتابه الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، والأستاذ محمد كرد علي في خطط الشام. وألّف عدد كبير من علماء العامة كتباً ورسائل مستقلة في اثبات ما أنكره ابن حزم كحديث الموآخاة وردّ الشمس وسورة (هل أتى) وأعلمية الامام علي (عليه السلام)وغيرها، هذا كلّه اضافة إلى الذين ردّوا على أخطائه وانحرافاته في الفقه والحديث، وقد أشرنا إلى بعضها سابقاً.



والحمد لله أوّلا وآخراً، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد المصطفى.



محمّد الحسّون



29 رمضان 1416هـ





نظرة في كتاب






الفِصَل في الملل والأهواء والنحل



يجب على مَن يكتب في الملل والنحل قبل كلّ شيء الإلتزام بالصدق والأمانة أكثر ممّن يؤلّف في التأريخ والأدب، حتى يأمن بوائق هذا الفن من قذف الأُمم من غير استناد إلى ركن وثيق، وتشويه سمعة الأبرياء بمجرّد الوهم أو الخيال، فلا يخطّ إلاّ وهو مُثبّت في النقل، مُعتمد على أوثق المصادر، حتى يكون ذلك معذراً له عند المولى سبحانه، فلا يؤآخذ بالبهت على الناس والوقيعة فيهم.



غير أنّ ابن حزم لم يلتزم بهذا الواجب، بل التزم بضده في كلّ ما يكتب، فطفق ينسق الأقاويل، ويروقه تكثير المذاهب، وقذف مَن يخالفه في المبدأ، فإليك نماذج من تحكّماته:



1 ـ قال: إنَّ الروافضَ ليسوا من المسلمين، إنَّما هي فِرقٌ أوّلها بعد موت النبيِّ بخمس وعشرين سنة، وكان مبدؤها إجابةً ممَّن خذله الله لدعوة مَن كاد الإسلام، وهي طائفةٌ تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر(2).



ج ـ لعمر الحقِّ أنَّ هذه جملٌ قارصة، تندى منها جبهة الإنسانيَّة، ولو كان الظاهريُّ يحملها لوجب أن يتصبّب عرقاً، ولكن ...



وليت شعري كيف يُمكن سلب الإسلام عن قوم يستقبلون القبلة في فرائضهم، ويلهجون بالشَّهادتين فيها، ويحملون القرآن ويعملون به، ويتَّبعون سُنَّة النبيِّ الأقدس؟! وملءُ الدّنيا كتبهم في العقائد والأحكام، فهي شهيدةٌ لهم على ما قُلناه بعد أعمالهم الخارجيَّة.



وكيف يسع الرجل هذا الحكم الباتّ؟! وآلافٌ من الشيعة هم مشايخ أعلام السنَّة ورواة الحديث في صحاحهم الستّ وغيرها من المسانيد، وهي مراجع قومه في معتقداتهم وأحكامهم وآرائهم، نظرآء:



- أبان بن تغلب الكوفي



- أحمد بن المفضل الحفري



- أسماعيل بن زكريّا الكوفي



- تليد بن سليمان الكوفي



- جابر بن يزيد الجعفي



- جعفر بن سليمان البصري



- الحارث بن عبد الله الهمداني



- حكم بن عُتيبة الكوفي



- أبو الجحّاف ابن أبي عوف



- سالم بن أبي الجعد الكوفي



- سعيد بن خثيم الهلالي



- سليمان بن صرد الكوفي



- سليمان بن مهران الكوفي



- طاووس بن كيسان الهمداني



- عبّاد بن يعقوب الكوفي



- عبد الله بن عُمر الكوفي



/ 13