إطلالة علی مکتسبات الثورة الاسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إطلالة علی مکتسبات الثورة الاسلامیة - نسخه متنی

محمدرحیم عیوضی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مقدمة :

تعد الثورة من الظواهر «العظيمة» و «النادرة» في الحياة الاجتماعية .
ندرتها تسبب ضعفاً في رصدها وتشخيصها ، وعظمتها تؤدي إلى مواقف متناقضة منها .
والنقطة المهمة التي ينبغي أخذها بنظر الاعتبار في دراسة هذه الظاهرة هي مبدأ
التنوع والكثرة في نشوب الثورات وماهياتها . بكلمة أخرى لكل ثورة ماهيتها وطبيعتها
التي تشي بهويتها وغاياتها التي تصبو إليها . وإذن يتعين عند دراسة أي ثورة
وتعريفها والدعاية لها ، ملاحظة كافة النواحي والجهات ، والتريث في الحكم على
حاضرها ومستقبلها . وما يتوجب إيلاؤه أهمية كبرى بالنسبة للثورة الاسلامية على وجه
الخصوص هو :

1 ـ النتيجة النهائية للثورة
الاسلامية غير معلومة لحدّ الآن :

لم يمض من الوقت على قيام هذه الثورة العظيمة سوى 25 سنة . وهذا الزمان
قصير جداً لتقديم تحليلات رصينة لواقعها الداخلي والخارجي ، إلى درجة تقلّص إمكانية
مناقشة مسار الأحداث فيما عدا بعض الحالات الجزئية . بعبارة ثانية : مع إنّ الثورة
الاسلامية قد انتصرت ، وأبدت صموداً صلباً وملحمياً إزاء الخصوم الداخليين
(المنافقين والأفكار المنحرفة) والمعتدين الأجانب ، ولكن ينبغي أن لا تغيب عن
الأذهان أبداً حقيقة أن انتصار الثورة الاسلامية لم يكن النهاية ، بل نقطة البدء في
سلسلة تحولات عميقة داخلية وخارجية ، يمكن أن تكون الأحكام ووجهات النظر حولها ذات
طابع علمي مقبول فيما يخص الحالات الجزئية وبنحو موقت ، أو من بعض وجوه القضية لا
من جميعها . وعلى ذلك ، يتسنّى القول بثقة إنّ النتائج النهائية للثورة الاسلامية ،
أو قل نتائج التحديات التي افرزها انتصار الثورة على الساحتين الداخلية والخارجية ،
غير واضحة لحدّ الآن . لذا فإن أي حكم قطعي على نهاية التحديات ، بمعنى الفراغ من
التحرك باتجاه أهداف الثورة الاسلامية ، لن يكون حكماً موضوعياً ، ولا نصيب له من
القواعد والمناهج العلمية ، بل وسيكون عاملاً مخادعاً يعرقل بناء رؤية تحليلية
متماسكة . كما إنّ التحليلات التي يغلب عليها التكهن بالمستقبل لا يمكن الوثوق
بها ، فهي حتى لو كانت ناجحة ، لا تمثل إلاّ اقتطاعاً لجزء من الواقع وجانب من
جوانب الشأن الإيراني ، أي أنّها لا تشكل رؤية متكاملة خالية من النقص . وبالتالي
لا مندوحة من اعتبار التكهنات الخطابية ، وحتى العلمية ، مجرد رؤى لأصحابها ، وليست
حقائق مطلقة أو كاملة .

2 ـ اختلاط «الإنِّيّات» و «الينبغيات» في بعض
الآراء :

التحليلات المقلوبة التي لا تقوم على أساس الحقائق الموجود ، بل بهدف تحقيق
ما يحمله المحللون من غايات وآمال ، ملحوظة بكثرة في الأدبيات المستفيضة التي تمّ
إنتاجها بعد انتصار الثورة الاسلامية . الغاية الأصلية من هكذا تحليلات إقناع
المخاطب بوجهة نظر الكاتب حول الوضع القائم ، وإشاعة «اللاأبالية السياسية» و
«زعزعة الالتزام» بالثورة الاسلامية عن طريق الإيحاء بعدم جدوى الثورة . بتعبير آخر
يتم إطلاق مثل هذه التحليلات ابتناء على «عقدة استبداد» تنظر للأمور بنظارات الأسود
المطلق أو الأبيض المطلق ، لتخلص إلى أنّ الثورة الاسلامية لم تحقق أي إنجاز يذكر .
وعلى هذا ، من الضروري التفكيك بجدية بين تحليلات تعبر عن طموحات أصحابها ، وبين ما
حدث ويحدث على أرض الواقع فعلاً .

3 ـ
المستقبل يرسمه أداؤنا :

مهما كان مستقبل الثورة الاسلامية ، فهو حصاد جهود وأخطاء القوى الداخلية .
فمع إن إيران الاسلامية تقع وسط عالم كبير وبجوار بلدان أخرى ترتبط بها بشتّى صنوف
العلاقة ، بيد أنّ المتغير الرئيس في مستقبلها يعزى إلى كمية ونوعية المساعي
الداخلية وتجانسها مع متطلبات العالم المعاصر . وما يتسنّى قوله على نحو الإجمال
حول هذه المساعي هو :

1 ـ ادارة تستند إلى
الأصول العلمية والعقيدية .

2 ـ الثقة بالنفس .

ولابدّ من الاشارة إلى أن وجود أو عدم وجود عنصر «بسيط» و «حيوى» في نفس
الوقت ، هو عنصر «ذكر الله» ذو تأثيرات بالغة في الأنشطة والتوجهات الكلية
والتفصيلية .

نحاول فيما يلي تقديم صورة اجمالية للثورة الاسلامية في ستّة محاور
أساسية . المحول الأوّل الذي يجدر أن نفتتح به استعراضنا هذا هو «دستور الجمهورية
الاسلامية في إيران» .

/ 17