مع القرآن والرسول(صلى الله عليه وآله) والإمام(عليه السلام) - أمة القرآنیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أمة القرآنیة - نسخه متنی

فلاح حسن

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مع القرآن والرسول(صلى الله عليه وآله) والإمام(عليه السلام)


بعد هذا
التمهيد أجد نفسي ملزماً بالوقوف عند بعض الآيات والروايات حول الوحدة ،
وأهمّيتها في حياتنا بكلّ مفاصلها ومحاورها ، والتحذير من خطورة التخلّف
عنها ، والركون إلى الفرقة . . لأنتقل بعد ذلك إلى آراء السيد
الإمام وأقواله ووصاياه خصوصاً لحجّاج بيت الله الحرام وبما يتعلّق منها
بمقالتنا هذه .

فقد دعا
القرآن الكريم الناس جميعاً إلى توحيد صفوفهم وإلى التعالي على
خلافاتهم ، وإلى نبذ حالة التشرذم . . بالتمسّك بحبل الله
ومنهجه ففيه الخير كلّه .

قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا}11 .

وقال أيضاً في آية اُخرى: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا
فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين}12 .

إنّها
دعوة لكلّ الناس ، دعوة للبشرية جميعاً ، أن يتمسّكوا بحبل الله
المنقذ لهم من الغرق في النزاعات والاختلافات ، والمنجي لهم من السقوط
في اتون الحروب والتطاحن ، وأن يجتمعوا بدل كلّ تلك المتاهات حول دين
الله الإسلام ، وأن لا يتفرّقوا ولا يتنازعوا ، وكلّ هذه التعابير
تأكيد لذلك الأمر وهو التمسّك والاتحاد . فإنّ التنازع والتشاجر
والتناحر لا يؤدّي إلاّ إلى ضعف الكيان وتهاوي الاُمّة ، فتصبح أكلة
سهلة سائغة لأعدائها الذين يتربّصون بها الدوائر . .

وقد هدّد وأنذر الذين يسعون إلى الفرقة بعذاب أليم {ولا تكونوا
كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعدما جاءَهم البيّنات وأولئك لهم عذاب
عظيم}13 .

ولم
يترك الله سبحانه وتعالى هذه الاُمّة بلا ميزان بعد أن شجب التفاخر والتكاثر
والتعالي بين أبنائها بغير ما يرضيه ، فقد جعل التقوى هي ميزان
التفاضل بينهم .

قال
الله تعالى في محكم كتابه:

{يا أيّها
الناس إنّا خلقناكم من ذكر واُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ
أكرمكم عند الله أتقاكم}

ثم راح يبيّن صفة هذه الاُمّة المتماسكة ودورها ووظيفتها: {كنتم خير
اُمُّة اُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون
بالله}14 .

ثم إنّ
القرآن الكريم جعل حبّ الله تعالى ، هذا الوسام الذي ما بعده
وسام ، وهذا الفخر الذي لا فخر سواه ، والأمل الذي لا أمل
غيره . . . حبّ الله سبحانه وتعالى ، جعله من نصيب
المتوحّدين ، والذين جعلوا من أنفسهم صفّاً واحداً في كدحهم وفي جهادهم
وفي دعوتهم إلى الله سبحانه . . .

{إنّ الله
يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنهم بنيان مرصوص
} .

وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة: «يا معشر قريش إنّ الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية
وتعظمها بالآباء . الناس لآدم وآدم من تراب . ثم راح(صلى
الله عليه وآله) يقرأ الآية: {يا أيّها الناس
إنّا خلقناكم من ذكر واُنثى . . .}

فليس هناك من يرتاب في أنّ فريضة الحجّ ومناسكها تدعو للوحدة ، وهي
مناسبة عظيمة وفرصة كبرى للتمسّك بأخلاق الله تعالى والتصديق بأوامره
والانتهاء عمّا نهى عنه ، وانتهاج منهج أوليائه من الأنبياء والرسل
والصالحين في توحيد الصفوف ، والظهور بمظهر واحد خال من التفاخر
والتعالي ، في مؤتمر إسلامي سنوي ليس له نظير ، يرعب
الأعداء ، ويلقي في نفوسهم الخشية والهيبة من هكذا تجمع بزيّ واحد
ومناسك واحدة وكلمة واحدة «لبيك اللهمّ
لبيك ، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إنّ الحمد والنعمة لك
والملك ، لا شريك لك لبيك» .

تعلو
هذه الأصوات من حناجر تواضع أصحابها لله وحده ، وقد لبّوا دعوته ،
تاركين الأهل والعشيرة والمال والبنين، إنهارحلة العودة إلى الله
حقّاً، يقول الإمام علي(عليه السلام):

«وفرض
عليكم حجّ بيته الحرام ، الذي جعله قبلة للأنام ، يردونه ورود
الأنعام ، ويألهون إليه ولوه الحمام ، وجعله سبحانه علامة لتواضعهم
لعظمته ، وإذعانهم لعزّته ، واختار من خلقه سماعاً أجابوا إليه
دعوته ، وصدقوا كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبّهوا
بملائكته المطيفين بعرشه ، يحرزون الأرباح في متجر عبادته ،
ويتبادرون عنده موعد مغفرته ، جعله سبحانه وتعالى للإسلام علماً ،
وللعائذين حرماً ، فرض حقّه ، وأوجب حجّه ، وكتب عليكم
وفادته ، فقال سبحانه: {ولله على الناس حجّ
البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإنّ الله غنيٌّ عن
العالمين}15 .

/ 9