السنّة والشيعة
:
لم يكن
يرى أنّ الاختلافات المذهبية مسوغة للفرقة بين أبناء الاُمّة الإسلامية
الواحدة ، وكان يؤكّد أنّ الاخوّة الإسلامية لا يضرّها اختلاف
الآراء . . ويضع اللوم على ما أسماهم بوعاظ السلاطين بإثارة
النعرات المذهبية وتأجيج نيران الخلافات بين أهل السنّة
والشيعة .
لهذا
انبرى السيّد الإمام قبل انتصار الثورة وبعدها إلى تثبيت رؤاه وتحقيق الوحدة
الإسلامية ، يقول سماحته:
ـ هناك ما هو أخطر من النعرات القومية وأسوأ
منها ، وهو إيجاد الخلافات بين أهل السنّة والشيعة ، ونشر الأكاذيب
المثيرة للفتن والعداء بين الاخوة المسلمين . . ثم راح يوصي الاخوة
المسلمين بأن هؤلاء المأجورين المرتبطين بالقوى الشيطانية الكبرى لا يستهدفون
خير الإسلام والمسلمين ، وعلى المسلمين أن يتبرأوا منهم ويعرضوا عن
إشاعاتهم المنافقة . .
وقد خطى
السيّد الإمام خطوات كبيرة في توحيد صفوف المسلمين ، فبادر إلى إصدار
فتواه بتجنّب ما يثير الفتن ، ويثير الضغائن بين
الاخوة .
يقول: على الاخوة الايرانيين وجميع الشيعة
في العالم أن يتجنّبوا الأعمال الجاهلة ، التي تؤدّي إلى تفرّق صفوف
المسلمين ، كنصب مكبّرات الصوت بدون انتظام ، وإلقاء النفس على
القبور الطاهرة ، والأعمال المخالفة للشرع 16 .
كما أصدر فتوى أخرى للشيعة بالاشتراك في الصلوات ، حيث يقول: وعليهم أن يشتركوا في جماعات أهل السنّة ،
وأن يتجنّبوا عقد صلاة الجماعة في
البيوت .
ثم راح
يبيّن خطورة تقسيم الاُمّة الإسلامية إلى مذاهب وحذّر منها:
ـ إنّ طرح مسألة تقسيم المسلمين إلى
سنّي وشيعي وحنفي وحنبلي وأخباري لا معنى لها
أساساً . .
ـ المجتمع الذي يريد أفراده جميعاً
خدمة الإسلام والعيش تحت ظلال الإسلام لا ينبغي أن يثير هذه
المسائل .
ـ كلّنا اخوة ،
وكلنا نعيش قلباً واحداً ، غاية الأمر أنّ الحنفي يعمل بفتاوى
علمائه ، وهكذا الشافعي ، وثمّة مجموعة أخرى هي الشيعة تعمل بفتاوى
الإمام الصادق(عليه السلام) ، وهذا لا يبرّر وجود الاختلاف ، لا ينبغي أن
نختلف مع بعضنا ، أو أن يكون بيننا تناقض . كلّنا اخوة ، على
الاخوة الشيعة والسنّة اجتناب كلّ اختلاف ، فالاختلاف بيننا اليوم هو
لصالح الذين لا يؤمنون بالسنّة ولا بالشيعة ولا بالمذهب الحنفي ولا بسائر
الفرق الإسلامية . وهؤلاء يريدون القضاء على هذا وذاك ، فهدفهم بثّ
الفرقة بينكم . عليكم أن تنتبهوا جيداً أننا جميعاً مسلمون وأتباع
القرآن وأهل التوحيد 17 .