حجر الأسود نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حجر الأسود - نسخه متنی

محسن الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







5 ـ الحنفية



قالوا: واجبات الطواف وسننه أمور، فمن
واجباته أن يبدأ من الحجر الأسود، فلو لم يفعل ذلك وجب عليه إعادة الطواف
مادام بمكّةَ، فإن لم يعده ورجع وجب عليه دمٌ، والأفضل أن لا يترك شيئاً من
الحجر الأسود، بل يقابله بجميع بدنه، بأن يجعله عن يمينه ويجعل منكبه الأيمن
عند الحجر الأسود.


ومن سنن الطواف
عندهم ... استلام الحجر، وتقبيله عند نهاية كل شوط ... فإن لم يستطع استلامه
بيده استلمه بنحو عصا إن أمكن، ويقبل ما مس به، فإن لم يستطع ذلك استقبل
الحجر ورفع يديه مستقبلا بباطنها إياه، ويكبر، ويهلل ويحمد الله ـ تعالى ـ
ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا الاستقبال مستحب، وكذا استلام
الركن اليماني مستحب ...50.


وقال ابن رشد القرطبي
الأندلسي:


والجمهور مجمعون
على أن صفة كلّ طواف واجباً كان أو غير واجب أن يبتدئ من الحجر الأسود، فإن
استطاع أن يقبله قبله أو يلمسه بيده ويقبلها إن أمكنه ... وكذلك أجمعوا على
أن تقبيل الحجر الأسود خاصة من سنن الطواف إن قدر، وإن لم يقدر على الدخول
إليه قبّل يده، وذلك لحديث عمر بن الخطاب الذي رواه مالك، أنه قال وهو يطوف
بالبيت حين بلغ الحجر الأسود: «إنّما أنت حجر ولولا أني رأيتُ رسولَ الله
قبّلك ما قبّلتك، ثمّ قبّله»51.


أما الدكتور وهبة
الزُّحيلي وبعد أن استعرض آراء المذاهب الأربعة (الحنفية والمالكية والشافعية
والحنابلة) انتهى إلى هذا التلخيص في صورة الطواف وذكرها في 9 نقاط، نأخذ
النقطة الخامسة منها التي تخصّ بحثنا وهي: الابتداء بالحجر الأسود: ليس بشرط
وإنما هو واجب عند الحنفية، وعند المالكية، وشرط عند الشافعية والحنابلة،
وترك الواجب يوجب الدم فيما لو ابتدأ من غير الحجر52.


وقد لخصّ الدكتور الزّحيلي في كتابه
«الفقه الإسلامي وأدلته» أيضاً سنن الطواف من تسعة مصادر وهي:


الدر المختار 2 : 227 ، البدائع 2 : 131
، مراقي الفلاح : 124 ، القوانين الفقهية : 3 ، الشرح الصغير 2 : 48-52،
الإيضاح : 34-44 ، مغني المحتاج 1 : 487-492 ، غاية المنتهى 1 : 402، المغني
3 : 372-376، 379، 383.


أكتفي بنقل ما يتعلق بالموضوع (الحجر
الأسود).


فقال: استلام الحجر الأسود (أي لمسه بيده
اليمنى أو بكفيه) أول طوافه وفي بدء كلّ شوط وتقبيله بلا صوت، ووضع جبهته
عليه عند الشافعية بلا إيذاء، إذا لم تكن زحمة، فإن لم يتمكن من الاستلام
باليد استلم بعود ونحوه مع استقباله بجميع بدنه، فإن عجز أشار بيده، ثمّ وضع
العود أو يده على فيه بعد اللمس بأحدهما بلا صوت، فإذا أظهر الصوت جاز على
الأرجح عند المالكية، وكره مالك السجود وتمريغ الوجه على الحجر، ويسن عند
الشافعية، أن يكون التقبيل ووضع الجبهة ثلاثاً.


ويكبر ويهلل ويحمد الله تعالى، ويصلي على
النبيّ (صلى الله عليه وآله).


ودليل التقبيل فعل الرسول (صلى الله عليه
وآله)، كما رواه الشيخان، ودليل وضع جبهته عليه اتباع السنّة كما رواه
البيهقي. ودليل الاستلام باليد دون إيذاء: «أنّ النبيّ (صلى الله عليه
وآله)قال: يا عمر، إنك رجل قوي، لا تزاحم على الحجر، فتؤذي الضعيف، إن وجدتَ
خلوةً، وإلاّ فهلل وكبر» [رواه الشافعي وأحمد عن عمر].


ولأن ترك الإيذاء واجب، وتقبيل ما استلمه
به من يد أو نحو عصا، لخبر الصحيحين: «إذا آمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»
ولما روى مسلم بن نافع قال: «رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده، ويقول: ما تركته
منذ رأيتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله) يفعله».


وتكرار الاستلام والتقبيل في كلّ طوفة من
الطوفات السبع، لحديث «أنه(صلى الله عليه وآله) كان لا يدع أن يستلم الركن
اليماني والحجر الأسود في كلّ طوفة» [رواه أبو داود والنسائي عن ابن
عمر].


وراح الدكتور الزحيلي يتمّ تلخيصه هذا
بقوله:


ولو استقبل الحجر مطلقاً، ونوى الطواف
عند من اشترط النية وهم الحنفية والحنابلة، كفى في تحقيق المقصود الذي هو
الابتداء من الحجر.


ولا يستلم بيده الركنين الشاميين (وهما
اللذان عندهما الحِجْر) ولا يقبلهما، ويستلم الركن اليماني (وهو الذي يسبق
ركن الحجر) في آخر كل شوط، ولا يقبله; لأنه لم ينقل، كما في الصحيحين عن ابن
عمر: «أنه (صلى الله عليه وآله) كان لا يستلم إلاّ الحَجَر والركن
اليماني».


ويستحب للمرأة
عند الحنابلة اذا قدمت مكة نهاراً تأخير الطواف الى الليل ليكون أستر لها،
ولا يستحب لها مزاحمة الرجال لاستلام الحجر، لكن تشير بيدها اليه كالذي لا
يمكنه الوصول اليه53.


وقال الشيخ منصور
علي ناصف: فيسنّ تقبيل الحجر الأسود واستلامه بالكفين أو بأحدهما إذا لم
يمكنه وتقبيلهما، وإلاّ استلمه بعصا في يده، وكذا يندب استلام الركن اليماني
بالكفين أو بأحدهما أو بشيء في يده لحديث الترمذي: كان ابن عمر يزاحم على
الركنين زحاماً شديداً فسئل عن ذلك، فقال: سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه
وآله) يقول: إن مسحهما كفارة للخطايا، وخُصّ هذان الركنان بالعناية لأنهما
على أصل بناء الخليل (عليه السلام)، وركن الحجر الأسود أفضل الأركان باتفاق
ويليه اليماني، وينبغي للطائف الإكثار من ذكر الله تعالى كاستغفار وتسبيح
وتهليل ودعاء فيكون عابداً بجسمه ولسانه ...54.


ورأيتُ أن أنقل ما كتبه الإمام محي الدين
النووي الشارح لصحيح مسلم عن الحجر الأسود تتميماً للفائدة:


/ 15