فقه الحج الإستدلالی المقارن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فقه الحج الإستدلالی المقارن - نسخه متنی

محسن الأراکی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





أمّا الدليل لأوّل، فالجواب عنه بوجهين



الأول : إنّه لم يثبت
عندنا نزول فريضة الحج سنة ست، وقد روي أنها نزلت سنة عشر فلم يتخلّل بينها وبين
حجّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) زمان تفوت معه الفوريَّة.


وأما حديث كعب بن عجرة فلا
دلالة فيه على زمان النزول، وإنّما الذي دل عليه الحديث قول كعب ان الآية نزلت فيه،
ويمكن ان يريد بذلك أنّ الآية حينما نزلت وان كان نزولها متأخراً عن الحديبيّة
بسنين نزلت فيه وفي امثاله ممّن يصابون بالعذر الذي أصيب به. وبعبارة أخرى؛ إنّ
الظّرف لا يدلّ على خصوص الظرفيّة الزمانيّة بل يصحّ أن يراد به الظرفيّة
المورديّة، بل لعل الظرف بمعنى المورد هو الظاهر في أكثر الروايات التي تحكى شأن
النزول، وإن كانت الظرفيّة الموردية كثيراً ما تقترن بالظرفيّة الزمانيّة لكن لا
ملازمة بينهما.


الثاني :سلّمنا نزول أصل
فريضة الحجّ قبل عام حجّة الوداع بسنة أوسنين، لكن تشريع أصل فريضة الحج لا يعني
وجوبها الفعلي على المسلمين، بل يتوقف وجوبها الفعلي على تشريع تفاصيل مناسكه وأجزائه
وأركانه، ولم يكن يمكن الاكتفاء في بيان تفاصيل مناسك الحجّ بتفسيرها النظري،
لكثرة مناسكه ودقّة أحكامه وكثرة فروعه وأهميّة الآثار المترتبة عليه ؛ بل
كان من الضروري في تشريع تفاصيل مناسك الحج وتعليمها للمسلمين أن يقوم رسول
الله(صلى الله عليه وآله) بتفسير الحج تفسيراً عملياً تطبيقيّاً، وذلك بأنْ يحجّ
بنفسه صلوات الله عليه وآله، ومعه المسلمون عامّة ليتعلّموا أحكام الحج وفروعه
الدقيقة الكثيرة من خلال المشاهدة العملية والمعايشة
الميدانية.


وهذا ما قام به رسول الله(صلى
الله عليه وآله) في حجّة الوداع، ولم يكن من الممكن القيام بهذا الحج التشريعي قبل
التطهير البيت، والبقاع التي يراد اقامة الحج فيها لله من رجس وجود المشركين، ولم
يطهّر البيت والبقاع المباركة إلاّ في سنة تسع عند ما نزلت آية
البراءة.


فقد روى الشعبي عن محرز بن
أبي هريرة عن أبي هريرة قال : كنت أنادي مع علي(عليه السلام) حين اذن
المشركين، فكان إذا صحل صوته فيما ينادي دعوت مكانه قال : فقلت يا أبت أيّ شيء
كنتم تقولون ؟ قال : كنا نقول : لايحج بعد عامنا هذا
مشرك ولايطوفن بالبيت عريان،
ولايدخل البيت إلاّ مؤمن، ومن كانت بينه وبين رسول الله(صلى الله عليه وآله) مدة
فإنّ أجله إلى أربعة أشهر، فإذا انقضت الأربعة أشهر فإنّ الله بريء من المشركين
ورسولُه70
.


ورواه
مع شيء من الاختلاف الدارمي في سننه71
.


وقد جاء
في الكتاب العزيز قوله تعالى مخاطباً إبراهيم وولده اسماعيل { أن طهّرا بيتي للطائفين والعاكفين والرّكّع السّجود }72.
ممّا يؤيد أنّ الحج الكامل متوقف على طهارة بيت الله من كل
ما يدنس طهارته، والمشركون نجس حسبما ورد في الكتاب العزيز، فوجب تطهير بيت الله
سبحانه منهم، مقدّمة لطواف الطائفين وصلاة المصلّين.


إذن فقد حجّ رسول الله في أول
سنة تمكن فيها من الحج من غير تأخير، وليس في حجّه(صلى الله عليه وآله) ما يقوم
حُجّة للقول بالتراخي.


/ 14