یهود فی الجزیرة العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

یهود فی الجزیرة العربیة - نسخه متنی

احمد الواسطی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




2 ـ علاقة اليهود بالجزيرة


العربية :

انتشر اليهود
ـ على إثر خراب «الهيكل» ـ في البلاد الواقعة بين آسيا الصغرى ومصر ، والبعض
منهم كان موجوداً في هذه المناطق قبل خراب الهيكل أيضاً9 .

وقد
توزعوا أواخر القرن الأوّل الميلادي في أرجاء شبه الجزيرة ، وفي اليمن
والعراق والشام ومصر وتركيا ، ويبدو أنهم لاقوا الاضطهاد في المناطق التي
كانت تخضع لحكم المسيحيين في هذه البلدان ، مثل : سوريا وتركيا ومصر
.

يقول الدكتور
(إسرائيل ولفنسون) : « بعد حرب اليهود والرومان سنة (70م) ، التي انتهت بخراب
فلسطين ، وتدمير (هيكل بيت المقدس) ، وتشتّت اليهود في أصقاع العالم ، قصدت
جموعٌ غفيرة من اليهود بلادَ العرب ، كما حدّثنا عن ذلك المؤرخ اليهودي
(يوسيفوس) ، الذي شهد تلك الحروب ، وكان قائداً لبعض وحداتها .

أما
اليهود الذين توجّهوا إلى المناطق التي تسكنها قبائل وثنية ، مثل : الحجاز ،
فقد تمتعوا بحريتهم الكاملة ، وإن كانوا قد واجهوا معاناة في بعض الأحيان
.

وبشكل عام
فإنّ يهود الحجاز تمتعوا بحرية دينية كاملة قبل ظهور الإسلام ; لأن القبائل
العربية التي جاوروها في تلك المنطقة كانت وثنية في معظمها . لذا فإنّ
الجزيرة العربية تمثّل المحطة الأولى لهجرة اليهود بعد فتك الرومانيين بهم ،
حيث انتشروا جماعات جماعات ، استقرت في مواضع المياه والعيون من وادي القرى ،
وتَيماء ، وفدك ، وخيبر الى يثرب ، وبنوا فيها الآطام لحماية أنفسهم وأرضهم
وزرعهم من اعتداء الأعراب عليهم .

كما
انتشرت اليهودية في جنوبي الجزيرة العربية حيث اعتنقها كثير من القبائل في
اليمن . ومن أشهر المتهودين (ذونواس) ملك اليمن ، الذي عرف عنه اضطهاده
لنصارى (نجران) .

وقد
عمل اليهود على نشر تعاليم «التوراة» ، وتفسيراتها في مناطق سكناهم في شبه
جزيرة العرب10
.

وتجدر
الإشارة ـ هنا ـ إلى أن هجرة المسلمين من مكّة الى يثرب سنة 620م تعتبر بداية
تحوّل كبير في مسار الدعوة الإسلاميّة ، لأنّها كانت ـ في الوقت نفسه ـ بداية
صراع من نوع آخر ، غير الصراع مع مشركي قريش ، أعني بذلك صراعهم مع القبائل
اليهودية ، التي كانت قد توطّنت يثرب ; وما حولها منذ زمن بعيد ، ومكّنت
لنفسها في الأرض .

وكانت (يثرب)
في أيدي اليهود قبل هجرة (الأوس والخزرج) إليها11 . ويبدو أن هاتين القبيلتين قدمتا من الجنوب ، إذ
يرجع نسب (الأوس والخزرج) الى قبيلة (الأزد) اليمنيّة ، التي تفرّعت عن (شعب
كهلان) ، وهو من نسل (قحطان) أبي اليمنيين جميعاً12 .

ولقد وجد
اليهود أنفسهم مضطرين للتعايش مع (الأوس والخزرج) ; فأنشأوا معهم علاقات
سياسيّة على قدم المساواة13 ،
وجمعت بينهم مصالح الجوار ، مع رجحان المصالح الاقتصاديّة اليهوديّة في
المنطقة بشكل ملحوظ ، ولم يكن ذلك كافياً للهدوء والسلام بين القبيلتين
القادمتين من الجنوب ، بل كان الصراع سمة دائمة بينهما اصطبغ بلون الدم ،
وسجّل التاريخ مواقع كثيرة سفكت فيها الدماء من الفريقين ، وأدّى بهما هذا
النزاع الى فتنة مستمرة قسمت يثرب الى معسكرين متنابذين .

وفيما عاش
يهود (بني النضير) ، و (بني قريظة) مع الأوس . نرى (بني قينقاع) يحتفظون
بمساكنهم المجتمعة المنعزلة14
.

ولم
يكن يهود الحجاز بعيدين عن مسببات الصراع بين الأوس والخزرج، ففي وقت من
الأوقات خضع (الأوس) للخزرج ، وخسروا أرضهم . بَيْد أن (الأوس) ما لبثوا أن
تحالفوا مع يهود (بني قريظة) و (بني النضير) ، ومن ثمّ تغلبوا على (الخزرج)
في معركة كبيرة حاسمة جرت في (بعاث) ، ولم يعرف الفريقان السلام بينهما بعد
هذه المعركة ، بل استمرّ النزاع عنيفاً مميتاً15 .

ويتمثل يهود
الحجاز بالقبائل والعشائر والبطون التالية :

بنو
النضير ، وبنو قريظة ، وبنو قينقاع ، وبنو عكرمة ، وبنو عمر ، وبنو زعورا ،
وبنو زيد ، وبنو جشم ، وبنو بهدل ، وبنو عوف ، وبنو العصيص ، وبنو ثعلبة
وغيرهم16 .

غير
أنهم لم يكونوا أعراباً ، أي بدواً يتنقلون من مكان الى مكان ، بل كانوا
حضراً استقروا في الأماكن التي نزلوا فيها .

والمستشرق
(أوليري) كغيره من المستشرقين يرجع أصل (بني قريظة) ، و (بني النضير) إلى
اليهود ، ويرى أنهم غادروا ديارهم ، وجاءوا الى هذه المنطقة في الفترة
الواقعة ما بين خراب الهيكل في عام (70م) وتنكيل (هدريان) باليهود في عام
(132م) .

/ 8