فلسفة الحج و أسرار مناسکه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فلسفة الحج و أسرار مناسکه - نسخه متنی

عباسعلی عمید الزنجانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




تجلي نظام الأمّة والإمامة في الحجّ


يسمّي القرآن
الكريم جميع المسلمين على اختلاف عناصرهم وألوانهم وألسنتهم وتاريخهم
وثقافتهم وأينما كانوا بالأمة الواحدة

{ إنّ هذه أمّتكم أمة واحدة وأنا ربّكم
فاعبدون }127.

إنَّ هذه الوحدة
وتلك الرابطة ناشئة عن العقيدة المشتركة، والنظام المشترك والأهداف والطموحات
المشتركة، التي تتجلّى في أفعال المسلمين.

وهذه الوحدة
قطعاً تحتاج إلى الانسجام والتوافق والمركزية والقيادة العميقة والواسعة،
والتي يمكن بواسطتها وضع برنامج وتنظيم يقود الحركات والنهضات بكلّ أبعادها
في حياة الأمّة على أساس العقيدة والنظام الإسلامي وطموحات المسلمين، آخذة
بنظر الاعتبار كلّ الأرضيات والاستعدادات والامكانات الموجودة
والمتاحة.

فهذه الحركة يجب
أن تتمّ بنغم واحد منسجم وتحت لواء نظام واحد وعلى خطّ سير واحد مشتملة على
الأبعاد المختلفة للأمّة، وتحتاج كذلك إلى تمرين وتعوُّد مستمر، والإسلام
يؤكّد عدم إمكانية تحقيق نظام الأمّة والإمامة إذا خلا هذا التعليم من النظام
المذكور، ومن جهة أخرى فهو يعدُّ العبادة الجماعية عاملا مؤثّراً لذلك. إنَّ
أداء الفرائض اليومية وصلاة الجمعة والعيد على هيئة جماعية اجتماعية وكذلك
إقامة مراسيم الحجّ، كلّها مركز تعليم كبير لهذا التشكّل والانسجام والتحرّك
باتّجاه الأهداف المشتركة.

ويمكن استشفاف
ميزان التجلّي لروح الإمامة في الحجّ عبر رواية ينقلها لنا مفضل بن عمر عن
الإمام الصادق (عليه السلام) حيث يقول

«ثمّ إنّي أُخبرك
أنّ الدين وأصل الدين هو رجلٌ وذلك الرجل هو اليقين والإيمان وهو إمام أمّته
أو أهل زمانه فمن عرفه عَرَف الله ودينه ومن أنكره أنكر الله ودينه ومن جهله
جهل الله ودينه ولا يعرف الله ودينه وحُدوده وشرايعه بغير ذلك الإمام فذلك
إنّ معرفة الرجال دين اللهِ . . . وأخبرك أنّي لو قلت أنّ
الصلوة الزكوة وصوم شهر رمضان والحجّ والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام
والطهور والاغتسال من الجنابة ، وكلّ فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء
من عند ربّه لَصَدقتُ لأنّ ذلك كُلّه إنّما تُعرف بالنبيّ ولو لا معرفة ذلك
النبيّ والإيمان به والتسليم له ما عرف ذلك فهذا كلّه ذلك
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) . . .
إنّما هو الرجل . . . من يطعِ الله الرسول فقد أطاع
الله»128.

وقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

«مَن حجَّ ولم
يزرني فقد جفاني»129.

وحين لمحَ الإمام
الباقر (عليه السلام)جموع الطائفين
قال130

«أُمروا أن
يتطوفّوا بهذا ثمّ يأتونا فيُعرّفوننا مودَّتهم ثمَّ يُعرضوا علينا
نَصرهم» .

وكأنّي بالحجّ
عند انتهائه بداية لتحرّك الأمّة وقيادة الإمام، حيث تضع الأمّة كلّ
إمكاناتها وقدراتها تحت تصرّف القيادة، وذلك بعد اكتسابها القوّة والطاقة من
مناسك الحجّ، حتّى تجعل الأمّة من الإمام منتصراً وظافراً وهو عين ما يفعله
الإمام تجاه أُمّته أيضاً.

/ 12