فلسفة الحج و أسرار مناسکه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فلسفة الحج و أسرار مناسکه - نسخه متنی

عباسعلی عمید الزنجانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




العلم بفلسفة الأحكام لا يتنافى وروح التعبّد


إنَّ سيرنا قدماً
للتحقيق في فلسفة الأحكام يتأتى بعد تسليمنا ودون جدل بأنَّ الحجّ وفرائض
الإسلام الأخرى هي أوامر إلهية علينا تنفيذها دون تردّد أو نقاش، فيكون بحثنا
هذا لا لتضعيف روح التعبّد بل تقويته لامحالة.

إنَّ تعرّفنا على
فلسفة الأحكام ليست من أجل الحصول على تلك النتائج والمنافع والعِلل عبر
أدائنا للفرائض، بل لكي تُنفّذ أوامر الله ـ والّتي نريد بها قصد التعبّد
والتقرّب من الله عزّوجلّ وهو الدافع الأساس لعملنا هذا ـ بشكل يَدرّ علينا
بالنتائج والآثار المذكورة آنفاً.

فهذا التفكُّر
لايؤثّر لا على الإخلاص ولاعلى روح التعبّد ولا يتسبّب في تضعيفه، ذلك
أنَّ معرفة فلسفة ونتائج حكم ما ليست دليلا على العمل ولاهدفاً أو غاية له.
إنَّ دليل العمل هو أمر الوحي، وهدفه وغايته هما التقرّب إلى الله وإطاعة
أمره وعبادة الخالق55.

علاوة على ما
قيل، فإنَّ الوحي نفسه قد فتح هذا الطريق أمام العقل، وقد ذكر الكثير من
الأمور الفلسفية والآثار والغايات والمنافع المختلفة في القرآن الكريم لأحكام
كثيرة، كتحريم الخمر، والقمار، والرّبا، والغيبة، وتشريع الحجاب، والقصاص،
والشهادة، والحجّ، والصلاة، والصوم، وكذلك وردت تلك الأمور في مختلف الأحاديث
النبويّة الشريفة، ولعلّ كتاب علل الشرائع للمؤلّف القدير الشيخ الصدوق عليه
الرحمة كان مثالا حيّاً لنماذج من هذه الأحكام.

والواقع أنّنا
لا نعدّ ما توصلنا إليه عن هذا الطريق نهايةً لمطافنا، ولانطبع ما نصل
إليه عن طريق العلم والعقل بطابع الأصالة، كما لا يمكن لفلسفة الحجّ أن
تكون مدعاة لأبسط تغيير في شكل الحجّ.

فممّا
لا شكّ فيه أنَّ أعمال الحجّ وأحكامه ومناسكه قد اتخذت قالباً وشكلا
تعبدياً ثابتاً وغير قابل للتغير، فحلال محمّد (صلى الله عليه وآله
وسلم) حلالٌ إلى يوم القيامة وحرام محمّد حرام إلى يوم
القيامة56.

ولكن في الوقت
الذي تُرفض فيه عملية التمسّك بظاهر العبادة ونفي روحها وفلسفتها، فإنَّ أيَّ
تدخّل أو تصرّف لتغيير الشكل الظاهري لتلك العبادة والأعمال والمراسم
المتعلّقة بالحج، بحجة التفلسف والوصول إلى أسرار وأهداف الحجّ ونتائجه
القيّمة، محكوم بالرفض ومردود كذلك.

إنَّ مانبغيه في
بحثنا هذا هو الابتعاد عن الإفراط والتفريط، واتّخاذ مسلك وسط بينهما
والمبنيّ على الصراط المستقيم للتعبّد في جميع ظواهر الشّرع.

وبالرغم من سكوت
الوحي في الإفصاح عن بعض تلك الأحكام وبيان حكمتها، وكذلك الحال بالنسبة إلى
الحجّ وأبعاده المجهولة وجزئيّات أحكامه التي لم نتعرف بعد على فلسفتها
وأسرارها. فإنّنا لا نتيح المجال للشكّ من الولوج إلى داخلنا لمجرّد
أنَّ فلسفة هذه الأحكام ليست واضحة، ولن نسمح لها بمساس إيماننا بحقّانيّة
وضرورة التبعيّة وحتّى التقيّد بقالب وشكل لغة الوحي الخاصّتين.

وبالرغم من أنَّ
العلم والتقنيّة في الوقت الحاضر كشفت عن كثير من الأبعاد التي ظلّت مجهولة
في الأحكام الإلهيّة هذه، وفلسفة وأسرار قوانين السماء وفتحت ـ في
هذا المجال ـ آفاقاً واسعة وجديدة أمامنا، فإنّنا لانعلم حدّاً
لفلسفة الأحكام والقرارات الإلهية أو كونها نهاية المعرفة على
الإطلاق57.

/ 12