مفرحة الأنام فی تأسیس بیت الله الحرام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفرحة الأنام فی تأسیس بیت الله الحرام - نسخه متنی

زین العابدین بن نورالدین علی الحسینی الکاشانی؛ المحقق: محمدرضا الأنصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الفصل الأول(في سبب سقوط الكعبة المعظمة ـ زيدت مهابتها ـ وكيفيّة بنائها)


اِعلم ياأخي وفّقك
الله وإيّاي في الدارين ، أنّ نهار الأربعاء التاسع عشر من شهر شعبان
المعظّم سنة تسع وثلاثين بعد الألف أمطرت السماء بمكّة المعظمة ـ زادها الله
شرفاً وتعظيماً ـ ودخل سيلٌ عظيمٌ في المسجد الحرام ، وامتلأ المسجد الى
أن دخل الماءُ في جوف الكعبة طول إنسان مربوع القامة وشبر واصبعين
مضمومتين ، وأنا الذي قستُ الماءَ بطولي ، حيث دخلتُ الكعبة بعد
سقوطها . {وكانَ عَرشُه عَلى الماء}5 وخرب بيوتاً كثيرةً ، وأهلك من الناس كبيرهم وصغيرهم أربعمائة واثنتين وأربعين
نسمةً تخميناً ـ والله أعلم ـ من جملتهم معلّم أطفال مع ثلاثين طفلا في نفس
المسجد ، لأنه كانَ في صُفة مرتفعة في أصل جدار من جدرانه ، ولمّا
دخل السيل من أبواب المسجد ماقدر على الخروج مع أطفاله ، ورجا نقصان
السيل ، وآخر الأمر ما قدر أحدٌ من خارج المسجد يصل اليهم حتى
غرقوا . نعوذ بالله من شرور أنفسنا .

ثمّ فتحوا دربَ خروجِ الماء
من باب إبراهيم ، وخرج السيل وبقي الماء حوالى البيت الشريف الى6 . . .
الآدمي . ودخلتُ يوم
الخميس نهار عشرين من الشهر المذكور ، ورأيت المطاف
خالياً من الطائفين بسبب ماء السيل الذي حواليه ، فدخلتُ في
الماء وطفتُ بالبيت الشريف سبعة أشواط ، فلمّا دعوتُ في
الحطيم [و]أردتُ أن
أصلي ما لَقيتُ مكاناً اُصلّي فيه ; لأنّ كل واحد من مقام
إبراهيم وحِجر إسماعيل ـ عليهما السلام ـ والمطاف كان ممتلئاً من
ماء السيل ، فطلعتُ7المنبر فصليّتُ ركعتي الطواف عليه ، ولمّا
نزلتُ من المنبر سقطت الكعبة الشريفة تمام العرض الشامي ، وطول وجه
الكعبة الى الباب تقريباً ، وطول ظهرها الى قريب من النّصف
تخميناً ، وكنتُ آخر طائف بالبيت الشريف ، . . .
فتعجبتُ وقلتُ في نفسي سبحان الله هذه إشارة عجيبة من المعصومين(عليهم
السلام)لأن تجديد الأساس كان من سيّد العابدين والزاهدين علي بن الحسين زين
العابدين(عليهما السلام)8 فكان انتهاء
قيام جداره بطواف عبد من عبيده زين
العابدين بن نور الدين الحسيني
والحمد لله .

وكنت قبل هذه القضيّة قرأتُ
في كتاب الحجِّ من كتاب الكليني في باب (ورود تُبّع . . .)
حديث تأسيس علي بن الحسين(عليهما السلام) الكعبة المشرفة ، وخطر ببالي
أنّ الشيعة ـ رضي الله عنهم ـ كانت تفتخر بأنّ مؤسس الكعبة الشريفة بعد
إبراهيم(عليه السلام)كان النبيّ(صلى الله عليه وآله)وبعد النبيّ(صلى الله
عليه وآله) كان علي بن الحسين(عليهما السلام)فإذا جاء رجلٌ من عند سلطان
الروم وبنى الكعبة الشريفة ينسَّدُ بابُ هذا الافتخار عن
الشيعة . . . واجتهدتُ اجتهاداً عظيماً ،
و[كنت] أقول عسى
تبني [البيتَ] بدراهم
المؤمنين بأيّةِ حيلة تكون ، واُحاول مع شريف مكّة المعظمة ، حتى
أرضيه بأن نبنيها ظاهراً باسم سلطان الروم>9 ،
وباطناً بمال أخي في الله وسلطان
العارفين صدر الدين علي>10 ،
الملقب بمسيح الزمان ـ أطال [الله]
بقاه ، وبلّغه غاية ما يتمناه ـ لحسن ظني به ، ويكون لي طريقٌ الى
أساسها ، وكلّما أرضيه يجيء الناس يخوّفونه من سلطان الروم ، حتى
وقف على البناء ، وأُرسل الخبرُ الى مصر وقسطنطينية ، فلمّا سمعوا
أرسلو رجلين وكيلا من جهة
السلطان ومباشراً ، وشرعوا يوم الثلاثاء الثالث من جمادى الثاني
«الآخرة» سنة ألف وأربعين في هدم بقية جدران البيت الشريف ، فحثني داعي
الشوق وغلبة الوجد ، ودخلت معهم في الشُّغل>11 .
{واللهُ َيْعلَمُ المُفْسِدَ مِنَ
المُصْلِح}>12 ، وسألت الله أن يمنحني حُسن الأدب في ذلك المحل
العظيم ، ويُلْهِمني ما يستحقه مِنَ الإجلال والتعظيم ، وأن يرزقني
منه القبول والرضا والتَّجاوز عمّا سَلَف ومضى ، وكنتُ في بعض الأوقات
أجلسُ في وسط الكعبة الشريفة وأتلو القرآن ، فلمّا رآني الوكيل والمباشر
والبنّاؤون والفَعَلة اعتقدوا فيَّ اعتقاداً عظيماً ببركة المعصومين(عليهم
السلام) وكلّ كلام أقول لهم من جهة البيت الشريف يقولون : سمعاً
وطاعةً ، حتّى هدموا بقية جدران البيت إلاّ الحَجَر الفوقاني الذي على
الحجر الأسود ، والحَجَر الذي تحته ، فرأيت الفعلة يدوسون بأرجلهم
على الحَجَر الفوقاني الذي على الحجر الأسود ، فقلتُ
للمباشر : الوقوف على الحجر الفوقاني وقوفٌ على الحجر
الشريف
بواسطة ، فينبغي أن يُمنع الركنُ من الدّوس بأن تجعله خارجاً عن محطّ
أقدام المشتغلة ، فقال : بسم الله ، فطلبتُ ألواح الخشب
وجعلنا الزاوية خارجاً عن محل تردد الفَعَلة ، فانسترت>13الزاوية بخمسة ألواح من الخشب عدد آل
العباء(عليهم السلام)>14
فخطر ببالي أنّ هذه إشارة من آل
العباء(عليهم السلام)بأنّهم يحفظون الحَجَر الأسود . . .
وذكرتُ لبعض الصالحين هذه الإشارة ، وآخر الأمر صار كما خطر ببالي
والحمد لله .

فلما فرغوا من هدم
الجُدران لقينا أساس الجدران الثلاثة في غاية الاستحكام ، ودخلوا في
الاساس من جهة العرض الشامي الذي فيه الميزاب قريب ذراع وربع ، وأخرجوا
الصخور العظيمة ، والذي احتاج الى التغيير غيّروه ، وليلة الأحد
الثاني والعشرين من الشهر المذكور وقع القول بأنّ غداً في الصبح يشرعون في
التأسيس ، وكنتُ أنا أُفكر تلك الليلة وأقول في نفسي : ياربّ وقت
الصبح إذا حضر أشراف مكّة والقاضي وشيخ الحرم ووكيل السلطان والمباشر وعلماء
مكة . . . كيف يكون حالي حين التأسيس؟
وأتضرع الى من له الحول والقوة ، وأناجي بهذه
الابيات :




  • بالبيت ، بالحرم الشريف ، بزمزم
    بمقام إبراهيم مع ما حوله
    بالمروة العُظمى فضلا بالصَّفا
    بمنى بجميع المشاعر كلّها
    بمحمد بوصيّه وبنيّه
    بأئمة النجباء والأبرار



  • بالحِجر والميزاب والأستار
    بالركن إلاّ . . .سيد الأحجار
    بفضيلة المسعى وجرى الجار
    بالواقفين بموقف الأخيار
    بأئمة النجباء والأبرار
    بأئمة النجباء والأبرار



أسألك أن تجعلني مؤسساً لبيتك
الحرام ، وقمتُ سحر تلك الليلة ، واغتسلتُ غسل دخول الكعبة ودخلتُ
المسجد ، وصلّيت صلاة الليل وصلاة الصبح ، فرأيتُ المباشر دخل
الكعبة مع جماعة قليلة من البنّائين وليس معهم أحدٌ من أهل المناصب ،
حتى الوكيل ، كأنَّ الله سبحانه وتعالى قيّدهم {في
سِلْسِلَة ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً}>15فدخلتُ معهم ، فقال المباشر : ياسيّد
العابدين اِقرإ الفاتحة .

فرفعت يدي وقرأت
الفاتحة ، بعدها دعوتُ بالدعاء المسمّى بدعاء سريع الإجابة ، الذي
رواه محمد بن يعقوب الكليني في (أصول الكافي) في كتاب الدعاء وهو
هذا :

«اللهم إنّي أسألك باسمك
العظيم ، الأعظم ، الأجلّ ، الأكرم ، المخزون ،
المكنون ، الحقّ ، البرهان المبين ، الذي هو نورٌ على
نور ، ونورٌ من نور ، ونورٌ في نور ، ونورٌ على نور ،
ونورٌ فوق كلّ نور ، ونورٌ على كلّ نور ، ونور يُضيء به كُلّ
ظُلمة ، وتكسرُ به كلّ شدة ، وكلّ شيطان مريد ، وكلّ جبار
عنيد ، ولا تقرُّ به أرضٌ ، ولا تقوم به سماءٌ ، ويا من يؤمن
به كلّ خائف ، ويُبطل به سِحرُ كلّ ساحر ، وبغي كلّ باغ ،
وحسد كلّ حاسد ، ويتصدّع لعظمته البرُّ والبحر ، ويستقر به الفلك
حين يتكلم به الملك فلا يكون للموج عليه سبيل ، وهو اسمك الأعظم ،
الأجلّ ، الأكرم ، النور الأكبر الذي سمّيت به نفسك ، واستويت
به على عرشك ، واتوجَّه إليك بمحمد وأهل بيته ، وأسألك بك وبهم أن
تُصلّي على محمد وآل محمد» .

ودعوتُ . . .
وأخذتُ حَجَر الركن المبارك الغربي وهو الآن في داخل الأساس ، وجاء رجلٌ
من المؤمنين اسمه محمد حسين من أهل أبرقوه >16
بطاس من النّورة وكبّ>17
في الأساس ، وفرشتُ تلك
النُّورة بيدي ، وقلتُ :

«بسم الله الرحمن
الرحيم ، اللهم ثبّت دولة محمد وآل محمد ، وعجّل فرجهم»

وحطّيت>18
ذلك الحَجَر في زاوية الركن الشريف
الغربي في أساس إبراهيم(عليه السلام)والحمد لله .

وشرعت في البناء، وقلتُ أوّل
شروعي:

«اللهم إني اُشهدك
وملائكتك المقربين بأني أشركتُ معي جميع المؤمنين والمؤمنات ، أحيائهم
وأمواتهم ، والذين في أصلاب الرجال ، وفي بطون الاُمهات
الى يوم الدين في عملي هذا» ، واغتنمت الفرصة ، ولله دَرُّ
القائل :


تمتّع إن ظفرتَ بنيل قرب
وحصّل ما استطعت من ادخار

فقد وسعت أبواب التداني
وقد قربت للزوار داري

وقد بنيت نسيمات بنجد
فطب واشرب بكاسات لباري

فودّع أهل نجد قبل بُعد
فما نجدٌ ولم تُحلل بدار

أقولُ لمن لم يمرَّ بأرض نجد
ويظفر مِنْ رُباها بالديار

تزوّد من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من
عرار

واشتغلت الى نصف النهار ،
وحطّيت أحجاراً كثيرة حتى ارتفع تمام جدار العرض الشامي من أصل الأساس قريب
ثلاثة أذرع ، فلمّا قضيتُ من ذلك الوطر ، ومتَّعتُ عيني من ذلك
الأساس بالنظر لاتحف بوصفه المشتاقين ، وأنشر من طيّب أخباره في
المحبّين ، وقع الكلام . . . بأنّ الذي أسس الكعبة
مجتهدُ الرافضة ، فلمّا سمعتُ هذه الحكاية قلتُ : «موتوا بغيضكم ما
لكم من علاج ، قد كان ما كان» فقلّلت المدخلَ ; لأنّ الذي يُفهم من
حديث علي بن الحسين(عليه السلام) الآتي ذكره نفس التأسيس فقط ، لا بناء
الجدران>19 ،
فاحضر بعض الأوقات وأغيب بعضها حتى
وصل العمل الى الركن الذي فيه الحَجَر الأسود يوم التاسع من رجب ، هذا
وأنا أتّقي وما أدخل معهم في الشغل ، فذكرتُ لبعض أشراف بني حسن ـ هو
شريك سلطنتهم ـ وقلتُ له : أحضر الكعبةَ عسى أن تمنعهم من أن يرفعوا
الحَجَر ، واُلهمتُ في ذلك اليوم بقراءة الدعاء المبارك السّيفي ،
فلمّا قرأت سبعاً وعشرين مرةً وصل اليّ الخبر بأنْ لما كشفوا الحجر تخيّل لهم
كأنّه تنينٌ عظيم يريد أن يأكلهم ، ودخل السيد علي بن بركات ـ أيده الله
تعالى ـ وهو من أكابر أشراف بني حسن ومنعهم أيضاً وقال لهم لا تشيلوه>20!

فالحاصل ، منع
المعصومون(عليهم السلام)(الآخرين) أن يرفعوا الحَجَر الأسود ، وأعطانا
الله بركاتهم(عليهم السلام) منصب التأسيس {هذا عطاؤنا فَاْمنُنْ أو أمسِكْ بغَير حِساب}>21 ، {وكانَ حَقًّا
علينا نَصْرُ المؤمنين }>22 .

و يوم الثاني والعشرين من رجب
هذا المذكور علّقوا الباب الشريف ،

ويوم الثالث عشر من شعبان بعد
رجب أدخلنا أعمدة سقف بيت الله الحرام ، ويوم الخامس عشر دخلتُ الكعبة
ووضعت في باطن جدارها أربعةً من الأحجار : وضعت حجراً في نفس زاوية
الحَجَر الأسود ، وحجراً في الحطيم ، وحجراً في مولد أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب(عليه السلام) (وهو بعيد عن زاوية الحَجَر بثلاثة أذرع من جهة
الركن اليماني تخميناً ، والله أعلم) وحجراً قرب زاوية الركن
اليماني .

ويوم الثامن عشر من هذا الشهر
أدخلنا ألواحاً بين أعمدة السّقف ورُكِّبت مع الأعمدة ، ويوم التاسع عشر
من شعبان المذكور رُكّبَ ميزاب الرّحمة ، ويوم الثاني من شهر رمضان
المعظم بعد شعبان المذكور المبارك شرعوا في عمل الرّخام في سطح الكعبة
الشريف ، ويوم التاسع منه ابتدأوا في شغل رخام باطن جدران الكعبة
وأرضها ، وفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين منه تمّ العمل ،
و[يوم] الجمعة آخر
الشهر ، أعني شهر رمضان المذكور دخل الخلقُ الكعبة . والحمد
لله .

فأول التأسيس الى آخر البناء
ثلاثة أشهر وخمسة أيام . وموافقة ابتداء هذا الأساس مع أساس علي بن
الحسين زين العابدين(عليه السلام) وهو أساس العرض الشامي الذي رماه الحجّاج
بالمنجنيق; لأن أساس الجدران الثلاثة على حالها الأوّل ، وموافقة اسم
العبد الذليل مع اسم شريف علي بن الحسين زين العابدين(عليهما السلام) ،
وكمال ضعفه ، وقلة حيلته . . . مع هذا يؤسس بيت
[الله
]الحرام ، لاشك في أنّ هذا
معجزة من معجزات المعصومين(عليهم السلام) لإدخال السرور على محبّيهم كي
يفرحوا ويذيعوا>23
في التواريخ والتصانيف حتى بهذا
الخبر من كان في أصلاب الرجال ، ويتيقَّنوا بأنّ المعصومين(عليهم
السلام) ليسوا غافلين عن حال رعيتهم في كلّ أوان {وَقُلِ
اعْمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهَ والمُؤمِنُونَ}>24 .

ونُشرّف هذا الفصل بالحديث
الشريف الذي فيه ذكر تأسيس علي بن الحسين(عليه السلام)[الذي] رواه ثقة
الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في (كتاب الحج) في باب (ورود تُبّع) عن عدّة
من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن أبي عُمير ، عن
أبي علي صاحب الأنماط ، عن أبان بن تغلب قال :

«لمّا هَدّم الحجّاجُ الكعبة
فرّق الناس ترابها ، فلمّا صاروا الى البناء فأرادوا أن يبنوها خرجت
عليهم حَيّة فمنعت النّاس البناء ، حتّى هربوا فأتوا الحجّاج
فأخبروه ، فخاف أن يكون قد مُنع بناؤها ، فصعد المنبر ثم نشد الناس
وقال :

أنشد الله عبداً عنده مما
ابتلانا به علمٌ لما أخبرنا به .

قال : فقام اليه شيخٌ
فقال : إن يكن عند أحد علمٌ فعند رجل رأيته جاء الى الكعبة فأخذ مقدارها
ثم مضى!

فقال الحجاج : من
هو؟

فقال : علي بن
الحسين(عليهما السلام) .

فقال : هو معدنُ
ذلك ، فبعث الى علي بن الحسين(عليه السلام) فأتاه فأخبره ما كان من منع
الله إيّاه البناء .

فقال له علي بن الحسين(عليه
السلام) : ياحجّاج! عمدتَ الى بناء إبراهيم وإسماعيل فألقيته في الطريق
وأنميته ، كأنك ترى أنه تراثٌ لك ، اِصعد المنبر وأنشد الناس أن لا
يبقى أحدٌ منهم أخذ منه شيئاً إلاّ ردّه .

قال : ففعل وأنشد الناس
أن لا يبقى منهم أحدٌ عنده شي إلاّ ردّه فردّوه ، فلمّا رأى جميع التراب
علي بن الحسين(عليه السلام)فوضع الأساس وأمرهم أن يحفروا منه فتغيّبت عنهم
الحيّة ، وحفروا حتى انتهوا الى مواضع القواعد .

قال لهم : تنحّوا ،
فتنحوا فدنا منها فغطّاها بثوبه ثم بكى ، ثمّ غطّاها بالتراب بيد
نفسه ، ثمّ دعا الفعلة فقال : ضعوا بناءكم فوضعوا البناء ،
فلمّا ارتفعت حيطانها أمر بالتراب فقلب في جوفه ، فلذلك صار البيت
مرتفعاً يُصعد اليه بالدرج»>25 .

/ 7