يلملم لغوياً
ـ (لغات الكلمة)
:
ذكرت المعاجم التي بين يدي ثلاث لغات
(لهجات) للكلمة ، هي : (يلملم) ، (ألملم) ،
(يرموم) .
وسمعت عند زيارتي للمنطقة من بعض
أفراد قبيلة (فَهْم) القاطنين في أرض (الوَدْيان) من مركز يلملم ثلاث
لهجات ، هي : يلملم وألملم ، وململم . . .
ويضيف الهمداني في (صفة جزيرة العرب) ص326 لهجة أخرى هي :
(لملم) .
ـ (جذر الكلمة)
:
وقد أدّى تعدد اللهجة في هذه الكلمة
على الاختلاف بين اللغويين في تحديد جذر الكلمة والمادة الأصلية لها التي
تدرج في المعجم تحت عنوانها ، ويرجع إليها لمعرفة معناها اللغوي إلى
الأقوال التالية :
1 ـ ذهب
الأزهري وابن فارس إلى أن الكلمة من المزيد الذي في أوله ياء ، قال ابن
فارس في (المجمل) ـ 4/943 ـ 944 ـ (باب ما زاد على ثلاثة أحرف أوله
ياء) : «اليسروع : دويبة تشبّه بها أصابع النساء لنعومتها
وبياضها ، ويبرين : موضع ، وكذلك [يمؤود]
ويلملم . . . ، وسبيل الياء سبيل الهمزة الزائدة في
الرباعي والخماسي ، لأن الياء إنما يعتبر بها في هذين البابين الحرف
الذي بعدها» .
وقال في (المقاييس) ـ 6/160 ـ :
«فأمّا ما زاد على الثلاثة في هذا الباب مثل (اليربوع) وهي دويبة ،
و(يبرين) وهو موضع ، و(يمؤود) و(يلملم) وهما موضعان ، و(اليرندج)
وهي جلود سود ، وما أشبه ذلك ، فإن سبيل الياء في أوائلها سبيل
الهمزة في الرباعي والخماسي فانهما زائدتان ، وانما الاعتبار بما يجيء
بعد الياء ، كما هو الاعتبار في باب الهمزة بما يجيء
بعدها» .
ونستخلص منه : أن جذر الكلمة
ومادتها عنده (لملم) ، والياء في (يلملم) مزيدة ، والألف في
(ألملم) مبدلة من الياء ، وفي (يرموم) زيدت الياء ، وأبدلت الراءان
من اللامين .
وتابعهما على ذلك المعلم البستاني في
(محيط المحيط) فذكر الكلمة بلغاتها الثلاث في مادة (لملم) .
2 ـ وذكر
ابن منظور في (لسان العرب) : يلملم في مادة (يلم) ، ويرموم في مادة
(رمم) ، ويلملم وألملم في مادة
(لمم) .
ويعني هذا أن جذر الكلمة عنده ومادتها
ثلاثي ، وهو بالنسبة إلى كلمة (يرموم) : (رمم) ، و(يلملم) من
غير إبدال (يلم) ، وبإبدال يائها همزة (لمم) .
وتابعه على ذلك الفيومي في (المصباح
المنير) مع فارق اعتباره الأصل في الكلمة (ألملم) ـ بالهمزة ـ ، والياء
في (يلملم) مبدلة من الهمزة ، ولذا اعتد جذر الكلمة ومادتها
(ألم) .
ونسق (المعجم الكبير) نسق (المصباح
المنير) ، وكذلك (تاج العروس) حيث ذكرت الكلمة فيه في مواد : (يلم)
و(لمم) و(رمم) .
ـ (وزن الكلمة)
:
أما وزن الكلمة فلا خلاف بينهم في أن
وزنها (فَعَلْعْلَ) ، قال ابن منظور في (اللسان) ـ مادة يلم ـ :
«قال ابن بري : قال أبو علي : يلملم فَعَلْعَل ، الياء فاء
الكلمة واللام عينها والميم لامها» .
ويدل هذا على أن الياء في الكلمة أصل
وليس زائداً ، وهو ما ذهب إليه ابن منظور ـ كما تقدم .