ولعل الله قص هذه الحكايات لئلا يستبعد محب الدين هذه الاسرار ولئلا يتهم من قالوا بها بالكذب مرة والجنون اخرى، ودليله في ذلك الاستبعاد المحض وهو لا يقوم دليلاً ضد ما يقرره أهل البيت عليهم السلام.
انا ادين بالرجعة. ولو كان محب الدين مكاني يأخذ دينه وعقائده الغيبية من أهل البيت لآمن بها أيضاً كما آمنت... ولكن. بالرغم من دعوتنا الجمهور بالرجوع إلى علماء أهل البيت، لا لاجل الخلافة، فالخلافة قد طوينا عنها كشحاً وصرنا ننظر لها وهي تنتقل من صالح إلى طالح، ومن عربي إلى أعجمي، ومن قيسي إلى تيمي، وصارت منشئاً للخلاف والشقاق. فمع كل قوم خليفة، وعند كل جماعة منبر حتى إذا قبرت في استانبول بيد من كان يدعو لها متحمساً واستراح المسلمون من مشاغباتها. ولكن عقابيلها ما زالت موجودة تظهر ما بين الحين والحين على يد الخطيب وزمرته ممن يؤمن بها إيماناً أعمى حتى يجلعها أهم كثيراً مما عرفها الاولون.
لا. لا نريد الدعوة للخلافة. ولكن نريد منهم أن يجلعوا أهل البيت كسائر رواة الحديث. وحتى هذا لم يحصل. مع أن أهل البيت أدرى بما في البيت، وأسرة الرسول أعلم بما عند الرسول. بل راحوا يشنون علينا حرباً ضارية لانا روينا عنهم خلاف رغباتهم ويتهموننا بالجنون مرة وبالكفر والإلحاد