أغرك أن قالوا: حليم بعزة
ولو رمت ما أن قد عزمت وجدتني
وأقسم لولا بيعة لك لم أكن
لأنقضها لم تنج مني مسلما
وليس بذي حلم ولكن تحلما
هزبر عرين يترك القرن أكتما
لأنقضها لم تنج مني مسلما
لأنقضها لم تنج مني مسلما
بيعة يزيد في المدينة المشرفة
حج معاوية في سنة 50، واعتمر في رجب سنة 56 وكان في كلا السفرين يسعى
وراء بيعة يزيد، وله في ذلك خطوات واسعة ومواقف ومفاوضات مع بقية الصحابة
ووجوه الأمة، غير أن المؤرخين خلطوا أخبار الرحلتين بعضها ببعض وما فصلوها
تفصيلا.
الرحلة الأولى
قال ابن قتيبة: قالوا: استخار الله معاوية وأعرض عن ذكر البيعة حتى قدم المدينة
سنة خمسين فتلقاه الناس فلما استقر في منزله أرسل إلى عبد الله بن عباس، وعبد الله
ابن جعفر بن أبي طالب، وإلى عبد الله بن عمر، وإلى عبد الله بن الزبير، وأمر حاجبه أن
لا يأذن لأحد من الناس حتى يخرج هؤلاء النفر فلما جلسوا تكلم معاوية فقال: الحمد
لله الذي أمرنا بحمده، ووعدنا عليه ثوابه، نحمده كثيرا كما أنعم علينا كثيرا، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد: فإني قد كبر سني
ووهن عظمي، وقرب أجلي، وأوشكت أن أدعى فأجيب، وقد رأيت أن استخلف
عليكم بعدي يزيد ورأيته لكم رضا وأنتم عبادلة قريش وخيارها وأبناء خيارها، ولم
يمنعني أن أحضر حسنا وحسينا إلا أنهما أولاد أبيهما، على حسن رأيي فيهما وشديد
محبتي لهما، فردوا على أمير المؤمنين خيرا يرحمكم الله.
فتكلم عبد الله بن العباس فقال:
الحمد لله الذي ألهمنا أن نحمده واستوجب علينا الشكر على آلائه وحسن بلائه، و
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وصلى الله على محمد وآل محمد.
أما بعد: فإنك قد تكلمت فأنصتنا، وقلت فسمعنا، وإن الله جل ثناؤه وتقدست