من حیاة معاویة بن أبی سفیان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

من حیاة معاویة بن أبی سفیان - نسخه متنی

عبد الحسین احمد الأمینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



رمت إفساد أمره، وقعدت في بيتك، واستغويت عصابة من الناس حتى تأخروا عن بيعته،
ثم كرهت خلافة عمر وحسدته، واستطالت مدته وسررت بقتله، وأظهرت الشماتة
بمصابه، حتى إنك حاولت قتل ولده لأنه قتل قاتل أبيه، ثم لم تكن أشد منك
حسدا لابن عمك عثمان. إلخ.


وقوله في كتاب له إليه عليه السلام: أما بعد: فإنا كنا نحن وإياكم يدا جامعة، وألفة أليفة،
حتى طمعت يا بن أبي طالب! فتغيرت وأصبحت تعد نفسك قويا على من عاداك بطغام
أهل الحجاز، وأوباش أهل العراق، وحمقى الفسطاط، وغوغاء السواد، وأيم الله لينجلين
عنك حمقاها، ولينقشعن عنك غوغاؤها انقشاع السحاب عن السماء.


قتلت عثمان بن عفان، ورقيت سلما أطلعك الله عليه مطلع سوء، عليك لا لك
وقتلت الزبير وطلحة، وشردت أمك عائشة، ونزلت بين المصرين فمنيت وتمنيت،
وخيل لك أن الدنيا فد سخرت لك بخيلها ورجلها، وإنما تعرف أمنيتك، لو قد
زرتك في المهاجرين من الشام بقية الاسلام، فيحيطون بك من ورائك، ثم يقضي الله
علمه فيك، والسلام على أولياء الله (1).


فأي أحد من غوغاء الناس ومن جهلة الأمة يحسب في صاحب هذه الكلمات
المخزية نزعة دينية؟ أو حياءا وانقباضا في النفس ولو قيد شعرة؟ أو بخوعا إلى كتاب
الله وهو يطهر أهل البيت وعلي سيد العترة، ويراه نفس النبي صلى الله عليه وآله وقرن ولايته
بولاية الله وولاية رسوله وطاعته بطاعتهما؟!


نعم: هكذا فليكن رضيع ثدي هند، وربيب حجر حمامة، والناشئ تحت راية البغاء،
ووليد بيت أمية، وثمرة تلك الشجرة الملعونة في القرآن، هكذا يسرف معاوية في القول،
ويجازف مفرطا فيه، وما يلفظ من قول إلا ولديه رقيب عتيد، وهو سرف الفؤاد لا يعبأ بما
تلقته الأمة بالقبول من قول نبيها في علي عليه السلام: أنت الصديق الأكبر، أنت الفاروق
الذي تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب الدين.


وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.



(1) توجد هذه الكتب على تفصيلها في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 41، 412،
448، و ج 4: 50، 51، 201، وهي مبثوثة في جمهرة الرسائل 1 ص 398 - 483.

/ 348