وإلا فسلم إن في السلم راحة
وإن كتابا يا بن حرب كتبته
سألت عليا فيه ما لن تناله
وسوف ترى منه التي ليس بعدها
أمثل علي تعتريه بخدعة
وقد كان ما جريت من قبل كافيا؟
لمن لا يريد الحرب فاختر معاويا
على طمع يزجي إليك الدواهيا
وإن نلته لم تبق إلا لياليا
بقاء فلا تكثر عليك الأمانيا
وقد كان ما جريت من قبل كافيا؟
وقد كان ما جريت من قبل كافيا؟
معاوي إن الملك قد جب غاربه
أتاك كتاب من علي بخطة
فلا ترج عند الواترين مودة
وحاربه إن حاربت حر بن حرة
فإن عليا غير ساحب ذيله
فلا تدعن الملك والأمر مقبل
فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه
وإن كنت تنوي أن ترد كتابه
فألق إلى الحي اليمانين كلمة
أفانين: منهم قاتل ومحرض
وكنت أميرا قبل بالشام فيكم
تجيبوا [ومن أرسى ثبيرا مكانه]
فأقلل وأكثر، ما لها اليوم صاحب
سواك فصرح لست ممن تواربه (2)
وأنت بما في كفك اليوم صاحبه
هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه
ولا تأمن اليوم الذي أنت راهبه
وإلا فسلم لا تدب عقاربه
على خدعة ما سوغ الماء شاربه
وتطلب ما أعيت عليه مذاهبه
فقبح ممليه وقبح كاتبه
وأنت بأمر لا محالة راكبه
عدو وما لاهم عليه أقاربه
بلا ترة كانت وآخر سالبه
فحسبي وإياكم من الحق واجبه
تدافع بحر لا ترد غواربه
سواك فصرح لست ممن تواربه (2)
سواك فصرح لست ممن تواربه (2)
علي إلى جرير:
سلام عليك، أما بعد: فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل معاوية على الفصل، وخذه بالأمر
الجزم، وخيره بين حرب مجلية، أو سلم مخزية، فإن اختار الحرب فأنبذ إليهم على
سواء إن الله لا يحب الخائنين، وإن اختار السلم فخذ بيعته وأقبل إلي، والسلام.
(2) المواربة: المخارعة والمداهاة.