احتجاج جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
ثم قال عليه السلام: فإن قالوا ما الحجة فيقول الله تعالى: (يهدي من يشاء ويضل منيشاء) (1) وما أشبه ذلك؟ قلنا: فعلى مجاز هذه الآية يقتضي معنيين:أحدهما عن كونه تعالى قادرا على هداية منيشاء وضلالة من يشاء، ولو أجبرهم علىأحدهما لم يجب لهم ثواب ولا عليهم عقاب،على ما شرحناه. والمعنى الآخر: أن الهدايةمنه (التعريف) كقوله تعالى: (وأما ثمودفهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) (2)وليس كل آية مشتبهة في القرآن كانت الآيةحجة على حكم الآيات اللاتي أمر بالأخذ بهاوتقليدها، وهي قوله: (هو الذي أنزل عليكمالكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخرمتشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغفيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنةوابتغاء تأويله. الآية) (3) وقال: (فبشرعبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنهأولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولواالألباب) (4) وفقنا الله وإياكم لما يحبويرضى، ويقرب لنا ولكم الكرامة والزلفى،وهدانا لما هو لنا ولكم خير وأبقى، إنهالفعال لما يريد، الحكيم المجيد. عن أبي عبد الله الزيادي (5) قال: لما سمالمتوكل، نذر لله إن رزقه الله العافية أنيتصدق بمال كثير، فلما سلم وعوفي سألالفقهاء، عن حد (المال الكثير) كم يكون؟فاختلفوا. فقال بعضهم: (ألف درهم) وقالبعضهم: (عشرة آلاف) وقال بعضهم: (مائة ألف)فاشتبه عليه هذا. فقال له الحسن حاجبه: إن أتيتك يا أميرالمؤمنين من هذا خبرك بالحق والصواب فمالي عندك؟ فقال المتوكل: إن أتيت بالحق فلك عشرةآلاف درهم، وإلا أضربك مائة مقرعة.