احتجاج جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
كمن على عينيه غطاء لا يبصر ما أمامه، فإنالله عز وجل يتعالى عن العبث والفساد وعنمطالبة العباد بما منعهم بالقهر منه، فلايأمرهم بمغالبته، ولا بالمصير إلى ما قدصدهم بالقسر عنه، ثم قال: ولهم عذاب عظيميعني: في الآخرة العذاب المعد للكافرين،وفي الدنيا أيضا لمن يريد أن يستصلحه بماينزل به من عذاب الاستصلاح لينبهه لطاعته،أو من عذاب الاصلاح ليصيره إلى عدلهوحكمته. وروى أبو محمد العسكري عليه السلام مثل ماقال هو في تأويل هذه الآية من المرادبالختم على قلوب الكفار عن الصادق عليهالسلام بزيادة شرح لم نذكره مخافة التطويللهذا الكتاب. وبالإسناد المتكرر من أبي محمد عليهالسلام أنه قال - في تفسير قوله تعالى -: (الذي جعل لكم الأرض فراشا.. الآية) (1)جعلها ملائمة لطبايعكم، موافقة لأجسادكم،لم يجعلها شديدة الحمى والحرارة فتحرقكم،ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيبالريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتنفتعطبكم، ولا شديدة اللين كالماءفتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكمفي حرثكم وأبنيتكم ودفن موتاكم، ولكنه جعلفيها من المتانة ما تنتفعون به، وتتماسكونوتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعلفيها من اللين ما تنقاد به لحرثكم وقبوركموكثير من منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشالكم. ثم قال: (والسماء بناء) يعني: سقفا من فوقكممحفوظا، يدير فيها شمسها وقمرها ونجومهالمنافعكم. ثم قال: (وأنزل من السماء ماء) يعني: المطرينزله من علو ليبلغ قلل جبالكم وتلالكموهضابكم وأوهادكم، ثم فرقه رذاذا ووابلاوهطلا وطلا، لينشقه أرضوكم، ولم يجعل ذلكالمطر نازلا عليكم قطعة واحدة، ليفسدأرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم. ثم قال: (وأخرج به من الثمرات رزقا لكم)يعني: مما يخرجه من الأرض