احتجاج جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
ثم قال عليه السلام: قال رجل للصادق عليهالسلام: فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لايعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهملا سبيل لهم إلى غيره، فكيف ذمهم بتقليدهموالقبول من علمائهم، وهل عوام اليهود إلاكعوامنا يقلدون علماءهم؟ فقال عليه السلام: بين عوامنا وعلمائناوعوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسويةمن جهة. أما من حيث استووا: فإن الله قد ذم عوامنابتقليدهم علمائهم كما ذم عوامهم. وأما من حيث افترقوا فلا. قال: بين لي يا بن رسول الله! قال عليه السلام: إن عوام اليهود كانوا قدعرفوا علماءهم بالكذب الصراح، وبأكلالحرام والرشاء، وبتغيير الأحكام عنواجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات،وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون بهأديانهم، وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق منتعصبوا عليه وأعطوا ما لا يستحقه منتعصبوا له من أموال غيرهم، وظلموهم منأجلهم، وعرفوهم يقارفون المحرمات،واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل مايفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على اللهولا على الوسائط بين الخلق وبين الله،فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوه ومن قدعلموا أنه لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه فيحكايته، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لميشاهدوه ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمررسول الله صلّى الله عليه وآله، إذ كانتدلائله أوضح من أن تخفى، وأشهر من أن لاتظهر لهم. وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهمالفسق الظاهر، والعصبية الشديدة والتكالبعلى حطام الدنيا وحرامها، وإهلاك منيتعصبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحقا،وبالترفرف بالبر والإحسان على من تعصبواله وإن كان للإذلال والإهانة مستحقا، فمنقلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثلاليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقةفقهائهم، فأما من كان من الفقهاء صائنالنفسه، حافظا لدينه، مخالفا على هواه،مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه،وذلك لا يكون