توظيف المعجزة والكرامة في الهداية
والارشاد :
الحدث المعجز إنّما يجريه الله سبحانه وتعالى على يد أنبيائه ورسله أو أوصيائهم؛ للتدليل على أن النبي المرسل أو الوصي المختار مرتبط بالسماء بشكل أو بآخر ، وأن المعجزة ـ وهي أمر خارق للعادة الطبيعية ـ هي تأييد لدعوى النبي بأنّه ينطق عن السماء ، وأن ما يأتي به من تعاليم إنّما تصدر عن الله تبارك وتعالى؛ وتأييد لدعوى الوصي أو الاِمام المعصوم أيضاً بأنّه يتصل بالنبوة التي هي بدورها من مختصات السماء .ولقد وظّف أئمة أهل البيت عليهم السلام المعاجز والكرامات التي كانت تجري على أيديهم في استقطاب أفراد الاُمّة حول محور الاِمامة ، ثم إرشادهم وهدايتهم نحو المسار الصحيح .ومن ذلك ، الخبر الذي يبيّن بجلاء توظيف الاِمام عليه السلام للمعجزة في هداية الناس إلى طريق الحق ، وإلفات نظرهم إلى عظيم منزلة أئمة أهل البيت عليهم السلام عند الله سبحانه . فقد جاء عن علي بن خالد ، قال : كنت بالعسكر ، فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوساً أُتي به من ناحية الشام مكبولاً ، وقالوا : إنّه تنبأ (2) .قال : فأتيت الباب وداريت البوّابين حتى وصلت إليه ، فإذا رجل له فهم 1) الاحتجاج | الطبرسي 2 : 245 طبعة النجف ـ دار النعمان 1386 هـ ، تعليق السيد محمد باقر الخرسان .2) تنبأ أي ادّعى النبوة .