امام محمد الجواد (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(114)في بناء وصياغة الاِنسان النموذج؛ لاَنّ النبي أو الاِمام هو شاهد منتخب من قبل عالم الغيب ، ويتحمل في عالم الشهادة مسؤولية تأسيس أُمّة صالحة من الداخل ، بعد أن يغرس في أعماقها كل المعاني والمُثُل والقيم الفاضلة ، ثم قيادتها وفق الاَوامر الاِلهية ، للوصول إلى المجتمع التوحيدي المتكامل .ومن خلال استقراء منهج الاَنبياء والرسل في قيادة البشرية وهدايتها عبر سلسلتهم الطويلة الممتدة منذ بدء الخليقة المتمثلة بالاِنسان الاَول ، والذي كان نبياً أيضاً ، وحتى الرسالة الخاتمة المتمثلة بأشرف الاَنبياء والرسل صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو خاتمهم ، نجد أنّ هذا المنهج يعتبر الاِنسان محور حركته . . .الاِنسان لا كعقل مجرد ، بل الاِنسان صاحب العقل والروح والاَحاسيس والمشاعر . .الاِنسان صاحب القلب والعواطف . .وعليه فمشروع الاَنبياء عليهم السلام وأوصيائهم ـ وخاتمتهم الاَئمة الاثني عشر عليهم السلام ـ في صياغة الاِنسان وتربيته وصنعه ، يتم من خلال التعامل مع تلك المقومات الاِنسانية التي ذكرنا بشكل عاطفي وعملي ، وليس كالفلاسفة الذين يتعاملون ويتجاذبون مع العقول المجردة .بعد هذه المقدمة الموجزة نستعرض بعض المرويات عن إمامنا جواد الاَئمة عليه السلام والتي تكشف لنا كيفية توعيته لاَصحابه وشيعته وعموم الاُمّة وارشادهم إلى السلوك الاِيماني القويم ومن ذلك؛ الخبر الذي أورده ابن شعبة في تحف العقول حيث نقل أن أبا هاشم الجعفري قال للاِمام أبي جعفر عليه السلام في يوم تزوج أُم الفضل ابنة المأمون : ( يا مولاي لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم .