امام محمد الجواد (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(100)
المؤمنين بخط ولايتهم بأن لهم قدم صدق عند مليك مقتدر .
وعلى الرغم من أن ما وصل إلينا عن الاَئمة الميامين عليهم السلام بشأن القرآن الكريم وتفسيره لا يشكل إلاّ نزراً يسيراً لما يمتلكون من حصيلة علمية ، وثراء فكري ليس لهما حدود ، إلاّ أن المتصدي لتفسير القرآن الكريم لا يمكنه الاستغناء عن تفسيرهم عليهم السلام لما فيه من سمات أصيلة لفهم كتاب الله ، أبرزها تفسير القرآن بالقرآن ، والقول بسلامة القرآن من التحريف وغيرها من المبادىَ الاَساسية لادراك معاني الكتاب الكريم .
وإمامنا الجواد عليه السلام هو واحد من تلك الكوكبة ، لا يمكن الاستغناء عما وصلنا عنه في التفسير بحال ، وهو كثير جداً لو استُخرج من مظانه ، وجُمع شتاته .
ومن أمثلة تفسيره عليه السلام ، ما نقله الكليني في الكافي بسنده عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري الذي قال : قلت لاَبي جعفر عليه السلام سائلاً عن معنى : ( لا تُدرِكُهُ الاَبصَارُ وهو يُدرِكُ الاَبصارَ ) (1) .
فقال عليه السلام : « يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ؟ ! » (2) .
ونقل شيخ الطائفة في تهذيبه ، بسنده عن السيد ( عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام أنّه قال : سألته عمّا أُهلّ