زهرة فی الرمال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زهرة فی الرمال - نسخه متنی

باسم عبدو روا

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وضحك الأخوان.. رائد وفؤاد.

كان سعد آنذاك في حوالي الخامسة من العمر.

كان سعد يمتلك موهبة تثير الدهشة على التآلف مع الحيوانات.. كانت قدرته تلك أقرب إلى قدرة النساك والعابدين الزاهدين الذين يعيشون في الغابات والبراري مع حيوانات البر.. بعيداً عن البشر.. كان يذكرني بقدرة أنكيدو على العيش مع الحيوانات قبل غوايته وفقدانه، بعد ذلك، لتلك القدرة العجيبة.

مرة طلبت من العم فؤاد أن يستبدل الحبال المهترئة في السطح.. بحبال جديدة لنشر الغسيل.. ومثلما هي طبيعة الأطفال الفضولية.. ولتعلق سعد بالعم فؤاد.. رافقه إلى السطح للتفرج على تلك العملية التي بدت لـه ـ ربما أغرب من الخيال.. بعد دقائق قليلة هبط سعد السلالم مسرعاً والفرحة تملأ كل جوانحه.. حتى إنه كاد يسقط من السلم لولا أن أسرعت هناء لتمسك به.. كان يحتضن طيراً أبيض اللون جميلاً.. قلت له:

ـ ما هذا يا سعد؟

ـ إنها حمامة بيضاء.

ـ أعلم أنها حمامة.. ولكن من أين جئت بها؟

ـ هي جاءت.. كانت تقف على شبكة التلفزيون.

وقفت أنا تحتها.. مددت لها يدي.. فطارت في السماء.. دارت دورتين أو ثلاثاً.. حطت بعدها على سعفة النخلة.

ـ وماذا بعد؟ سألت هناء:

ـ بقيتْ هناك لحظات ثم طارت من جديد.. دارت حول رأسي.. وكنت أنا أدور معها.. وإذا بها، بعد لحظة، تندفع نحوي وتقف على يدي.. كان قلبها يدق بسرعة.. فرحت أُمسِّد ظهرها ورأسها.. وضعتها على خدي فبدأ قلبها يهدأ..

منذ ذلك اليوم والحمامة البيضاء لا تفارقه أبداً.. حتى إننا لم نحاول أن نضعها في قفص لمنعها من مغادرتنا والعودة إلى سمائها.. وحين يكون سعد في المدرسة.. تقف طيلة الوقت عند حافة منضدة جانبية يقف عليها بشموخ تمثال صغير لحصان عربي أصيل.

وحين يعود من المدرسة ترفرف بجناحيها.. وما إن يقترب منها حتى تطير نحوه فرحة لتتناول الحب من يده.. يعلو هديلها وكأنها صبية عاشقة يبرحها الشوق فتروح تشدو لتفرغ ما في قلبها من لواعج الهوى.. وتلاحق سعداً أينما ذهب.. تسير إن سار.. وتحط بالقرب منه إن جلس.. وهديلها يملأ البيت سحراً.. وفي الليل تغفو قرب الحصان العربي..

/ 178