بیشترلیست موضوعات الكتاب الأول.. دعوة إلى الحياة.. السفر... الكتاب الثاني.. الظلمة الأولى.. حديقة الصَوَّان.. الكتاب الثالث.. خمرة بابل.. كارولين في ميزوبوتامية.. الكتاب الرابع.. التحولات.. المسوخ.. الكتاب الخامس الحدائق.. الكتاب السادس.. أكمام الورد.. المطر الكتاب السابع.. جنة عدن.. أحلام محرمة.. الكتاب الثامن.. الليل والزمان.. الفهرس الصفحة العنوان توضیحاتافزودن یادداشت جدید
كانت سميرة تشعر بسعادة وقدرة على العطاء بلا حدود.. فاليوم ذاك.. كان من أسعد أيام حياتها وحياة أسرتها الصغيرة.. كيف لا يكون الأمر كذلك وهو اليوم تخرج فيه طارق وسعد في الكلية الطبية.. وتحقق حلم عزيز من أحلامه.. ذلك الحلم الذي بدأت خيوطه تتشكل وتنمو في وجدانه منذ كان فتى يافعاً.. وهو يشهد مأساة أطفال الإشعاع.. كما عرضها الفيلم التلفزيوني.لم تجب هناء.. كانت بعيدة عن أمها.. وربما لم يصل مسامعها السؤال.. ربما كانت غارقة في الاستمتاع بأغنية تحبها من أغنيات ناظم الغزالي التراثية.. على خلاف بنات جيلها المغرمات برطانة أغنيات أواخر القرن.كلمات وموسيقى وألحاناً وأصواتاً منفرة.وتذكرت سميرة سؤالها من جديد.. فصاحت:ـ هناء.. هل انتهيت من كَيْ قميص سعد؟ إن الوقت يمر سريعاً.. وسرعان ما سيبدأ المدعوون بالحضور.ومرة أخرى.. بدا وكأنها لم تكن معنية بتلقي جواب على سؤالها.. بقدر ما كان السؤال بحد ذاته وسيلة للهرب من شيء يلح في ذاكرتها مورثاً إياها إحساساً غامضاً لا تدرك كنهه ينضح مرارة وألماً غافياً بين الضلوع.أزاحت خصلة شعر تهدلت على جبينها وكأن حركتها تلك ستبعد عنها ما كانت تحس به.لاحت في مخيلتها صورة مشوشة غير واضحة المعالم لفتاة يانعة:تُرى.. كيف هو شكلها.. هل ستأتي.. ستذهب يوماً لتخطبها لابنها سعد.. سيوافق أهلها.ونقيم لهما حفلاً تتحدث عنه الركبان.