بیشترلیست موضوعات الكتاب الأول.. دعوة إلى الحياة.. السفر... الكتاب الثاني.. الظلمة الأولى.. حديقة الصَوَّان.. الكتاب الثالث.. خمرة بابل.. كارولين في ميزوبوتامية.. الكتاب الرابع.. التحولات.. المسوخ.. الكتاب الخامس الحدائق.. الكتاب السادس.. أكمام الورد.. المطر الكتاب السابع.. جنة عدن.. أحلام محرمة.. الكتاب الثامن.. الليل والزمان.. الفهرس الصفحة العنوان توضیحاتافزودن یادداشت جدید
في الليلة اللاحقة.. جاءت تلك الحالة التشنجية مرتين. تلك الليلة بقي العم فؤاد وزوجته نائلة.. والجدة وهناء في المستشفى.كان الجميع يشعرون بما أصاب سعداً من إعياء وإرهاق.. سعد.. الذي كان يفيض حيوية.مرحاًَ.. وألقاً.. مستبشراً بالحياة محباً لها.. أيمن أن ينام هذه النومة!في وهدة الليل.. وانخساف القمر.. انسلَّ في ظلمات الكون.. مثل فحيح أفعى رقطاء.. أنينُ الريح.. أنينٌ موحش يجرح الفؤاد.. نثارٌ من وريقاتٍ يابساتٍ تساقط مدوماً مع الريح.كنجيماتٍ انطفأ نورها.. لتتلاشى في العدم.ارتعشت النوافذ.. ارتجفت الستائر ملقيةً على الجدران أضواء ضبابية باهتةً ألقت بها المصابيح الخارجية المعتمة.. مع ارتجاج باب الغرفة الذي كان صريره يشيع نوحاً كئيباً.فيزرع في القلب وجعاً وأحزاناً وشيكة.كان نبض سعد يتباطأ مع مرور كل لحظة.نادته أمه.. أدار رأسه ببطء نحوها.. لم يكن قادراً على أن يفتح عينيه.. بجهد كبير مدَّ يَدَه إليها.. أمسكت بها.. كانت باردة كقطعة من الثلج.. راحت تمسّدها.. رفعتها إلى شفتيها.. قبلتها.. انحنت على وجهه.. قبلته من جبينه.. من خديه.. وهي تجاهد كي لا تتساقط من عينيها الدموع.. ضغطت يده بيدها.. وفي قلبها أمل يائس.. لعل ذلك يبعث الحياة فيها من جديد.أنَّت الريح.قليلاً. قليلاً.. فتح سعد عينيه.. ببطء.. راح يتطلع.. بعينين غائمتين.. في وجه أمه.. قبل أن يغمض جفنيه في حلم سرمدي يأخذه إلى حيث يلقى وجوهاً حبيبة.. سلام.. داليا.. مية.سنار.. رشا ذات العيون الزرق.. الخالة أحلام.. والست أروى.. الذين ساروا من قبل في طريق النار..