زهرة فی الرمال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زهرة فی الرمال - نسخه متنی

باسم عبدو روا

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

واكتملت دائرة المصائب.. إذ أحيلت إلى التقاعد لعجزها عن مواصلة العمل.. وترك زوجها عمله ليدير شؤون البيت ويعنى بابنهما.. وراحت.. مثل نسوة العراق في زمن الحصار ـ تلك الوسيلة الحضارية الرائعة للقتل ـ تبيع حاجياتها وأثاث منزلها لتتمكن، هي وعائلتها الصغيرة، من العيش.

زارت كارولين العراق ثلاث مرات.. حضرت ندوات.. زارت مستشفى للأطفال.. الأورام تأكل خلايا أجسادهم، حضرت خلية.. شعورهم تتساقط.. عيون البعض منهم لم تعد ترى شيئاً من الدنيا.. أشباح تسير بتؤدة.. دقيقة إثر دقيقة.. نحو لحظة الصمت الأبدي.. حدثت نفسها: ((نحن جئنا من بلادنا.. عبرنا البحار والمحيطات.. والصحارى.. قطعنا آلاف الأميال لنحارب أناساً لم تطأ أقدامهم أرضنا.. ولم نر لهم ظلاً على تراب وطننا.. ربما كان ما أصابنا قصاص الرب لما جنينا.. أو لأننا نسينا كلام يسوع الذي قال:

((... من لَطَمَكَ على خدِكَ الأيمن فحَّول لـه الآخَرَ أيضاً، ومن أراد أن يُخاصِمَكَ ويأخذَ ثوبَكَ فاترك لـه الرداءَ أيضاً.. سمعتم أنه قيل تُحِبُّ قريبَكَ وتُبغِضُ عدوكَ. وأما أنا فأقولُ لكم أحبوا أعداءَكم. باركوا لاعنيكُم.

أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم)).

وهؤلاء القوم لم يلطمونا على خدودنا.. لا اليمين ولا اليسار.. ولم يطلبوا ما نلبس.

ولم يسيئوا إلينا.. فَلِمَ فعلنا بهم ما فعلنا.. وهؤلاء الأطفال.. لماذا؟ أي ذنب جنوه؟ وفي بلادنا ولد أطفال ممسوخون.. لا يعرفون حتى اسم بابل ولم يكونوا في بابل.

لكن آباءهم كانوا.. وعادوا إلى الوطن بعد أن دمروا أسوارها وشربوا من خمرتها.. ولم يكونوا يعرفون أن الإشعاع يتوهج في دمائهم وفي ملابسهم.. وفي حقائبهم ليورثوا ثماره المرة لأطفالهم الأبرياء.. ويدفعوا هم كذلك حيواتهم ثمناً.

دمعة أسيانة انحدرت على خدها وهي تسائل نفسها:

أحقاً أن ما حققناه كان نصراً.. وقد حل بنا ما نحن عاجزون عن دفعه عن أنفسنا وعن أطفالنا؟! أما كان من الأجدى بنا أن نصدق ما قاله رب الجنود:

((لا تُغشّكُم أنبياؤكُمُ الذين في وسطِكُم وعرَّافُوكُم ولا تسمعوا لأحلامِكُمُ التي تَتَحَلَّمونَها. لأنهم إنما يتنبَّئون لكم بأسمي بالكَذِبِ)).

/ 178