نظریة الکسب فی أفعال العباد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نظریة الکسب فی أفعال العباد - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

شره العقول طلب ما لا سبيل لها إليه (*وَما أُوتيتُمْ من العلمِ إِلاّ قَليلاً*).
--------------------
*( 76 )*
لم يمتحنّا بما تعيا العقولُ به * حرصاً علينا فلم نرتب ولم نهمِ^(1)
*6. الشيخ شلتوت(1310ـ1383هـ) العبد فاعل بإرادته وقدرته*
إنّ الشيخ شلتوت أحد المجتهدين الأحرار في القرن الماضي لا تأخذه في اللّه لومة لائم، فإذا شاهد
الحق أجهر به، ولا يطلب رضى أحد، ولا يخاف غضب آخر، فهو ممّن اعترف بحرية الإنسان في مجال العمل،
قال:
وقد تناول علماء الكلام في القديم والحديث هذه المسألة، وعُرِفت عندهم بمسألة الهدى والضلال، أو
بمسألة الجبر والاختيار، أو بمسألة خلق الأفعال، وكان لهم فيها آراء فرّقوا بها كلمة المسلمين،
وزلزلوا بها عقائد الموحدين العاملين، وصرفوا الناس بنقاشهم في المذاهب والآراء عن العمل الذي
طلبه اللّه من عباده، وأخذوا يتقاذفون فيما بينهم
ــــــــــــــــــــــــــــ
1-مناهل العرفان في علوم القرآن:1/506ـ 511، والشعر جزء من قصيدة البوصيري في مدح النبي ـ صلَّى اللّه
عليه و آله و سلَّم ـ.
--------------------
*( 77 )*
بالإلحاد والزندقة،والتكفير والتفسيق، وما كان اللّه ـ و آياته بينات واضحات ـ ليقيم لهم وزناً
فيما وقفوا عنده، وداروا حوله، ودفعوا الناس إليه.
ثمّ إنّ ذلك العيلم بعد ما ذكر آراء السلف المختلفة قال:
والذي نراه كما قلنا أنّ للعبد قدرة وإرادة ولم يخلقهما اللّه فيه عبثاً، بل خلقهما ليكونا مناط
التكليف ومناط الجزاء وأساس نسبة الأفعال إلى العبد نسبة حقيقية، واللّه يترك عبده وما يختار
لنفسه، فإن اختار الخير تركه فيه يدعوه سابقه إلى لاحقه، ولا يمنعه بقدرته الإلهية عن استمراره فيه;
وإن اختار الشر، تركه فيه يدعوه سابقه إلى لاحقه، ولا يمنعه بقدرته الإلهية عن استمراره فيه،
والعبد وقدرته واختياره كل ذلك بمشيئة اللّه وقدرته وتحت قهره، ولو شاء لسلب قوة الخير فكان العبد
شرّاً بطبعه لا خير فيه، ولو شاء لسلبه قوة الشر فكان خيراً بطبعه لا شر فيه، ولكن حكمته الإلهية في
التكليف و الابتلاء، قضت بما رسم، وكان فضل اللّه على
--------------------
*( 78 )*
الناس عظيماً.
ومن هنا يتبين أنّ العبد ليس مجبوراً، لا ظاهراً ولا باطناً، ولا مجزياً على ضلاله بإضلال اللّه
إياه، فإنّ هذا أمر تأباه حكمة الحكيم وعدل العادل، وتمنع تصوّرَه.
*القضاء والقدر ليس معناهما الإلزام*
وبهذا يكون المؤمنون عمليّين، لا يعتذر الواحد منهم عن تقصير في واجب بالقضاء والقدر، فليس في
القضاء والقدر إلاّ العدل المطلق، والحكمة الشاملة العامة، ليس فيهما إلاّ الحكم والترتيب، وربط
الأسباب بالمسببات على سنّة دائمة مطّردة، هي أصل الخلق كلّه، وهي أساس الشرائع كلّها، وهي أساس
الحساب والجزاء عند اللّه، وليس فيهما شيء من معاني الإكراه والإلزام. وإنّما معناهما الحكم
والترتيب، فقضى: حكم وأمر، وقدر: رتب ونظم، وعلم اللّه بما سيكون من العبد باختياره وطوعه ـ شأن
المحيط علمُه بكلّ شيء ـ ليس فيه معنى إلزام العبد بما علم اللّه أنّه سيكون منه، وإنّما
--------------------
*( 79 )*
هو العلم الكامل الذي لا يقصر عن شيء في الأرض ولا في السماء، ولا فيما كان وما يكون.^(1)

/ 33