نظریة الکسب فی أفعال العباد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نظریة الکسب فی أفعال العباد - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

*(1)*


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الّذي حسرت عن معرفة كماله، عقول الأولياء، وعجزت عن إدراك حقيقته، أفهام العلماء، واحد
لا شريك له، لا يُشبهه شيء لا في الأرض ولا في السماء; والصلاة والسلام على نبيّه الخاتم، أفضل
خلائقه وأشرف سفرائه، وعلى آله البررة الأصفياء، والأئمّة الأتقياء.
أمّا بعد فغير خفيّ على النابه انّ للعقيدة ـ على وجه الإطلاق ـ دوراً في حياة الإنسان أيسره انّ
سلوكه وليد عقيدته ونتاج تفكيره، فالمواقف الّتي يتّخذها تمليها عليه عقيدتُه، والمسير الّذي يسير
عليه، توحيه إليه فكرته.
إنّ سلوك الإنسان الّذي يؤمن بإله حيّ قادر عليم، يرى ما يفعله، ويحصي عليه ما يصدر عنه من صغيرة
وكبيرة،
--------------------
*( 2 )*
يختلف تماماً عن سلوك من يعتقد أنّه سيّد نفسه وسيّد الكون الّذي يعيش فيه، لا يرى لنفسه رقيباً ولا
حسيباً.
ومن هنا يتّضح أنّ العقيدة هي ركيزة الحياة، وأنّ التكاليف والفرائض الّتي نعبّر عنها بالشريعة
بناء عليها، فالعقيدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالروح والعقل، في حين ترتبط الشريعة والأحكام بألوان
السلوك والممارسات.
ولأجل هذه الغاية قُمنا بنشر رسائل موجزة عن جوانب من العقيدة الإسلامية، وركّزنا على أبرز النقاط
الّتي يحتدم فيها النقاش.
وبما أنّ لكلّ علم لغته، فقد آثرنا اللغة السهلة، واخترنا في مادة البحث ما قام عليه دليل واضح من
الكتاب والسنّة، وأيّده العقل الصريح ـ الّذي به عرفنا الله سبحانه وأنبياءه ورسله ـ حتّى يكون
أوقع في النفوس، وأقطع لعذر المخالف.
جعفر السبحاني
قم ـ مؤسسة الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ
--------------------
*( 3 )*


*تمهيد*


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
أمّا بعد، فهذه رسالة موجزة وضعتُها لتبيين معالم نظرية الكسب التي تبنّاها الإمام الأشعري
وأشاعها في الأوساط العلمية.
وحقيقة تلك النظرية عبارة عن أنّ اللّه سبحانه هو الخالق و العبد هو الكاسب، وأنّ الخلق والإيجاد في
أفعال الإنسان من اللّه سبحانه، والكسب والاكتساب من العبد، فالثواب والعقاب لأجل الكسب.
ولمّا كان القول بنظرية الكسب نابعاً من القول
--------------------
*( 4 )*
بالتوحيد في الخالقية وحصرها في اللّه سبحانه بالمعنى الذي اختاره أهل الحديث، يجب تبيين نظريتهم
في هذا الأصل، ثمّ تبيين نظرية الكسب التي تبنّاها الأشعري وغيره لدفع وصمة الجبر عن أفعال العباد،
وإيضاح المراحل التي مرّت على النظرية عبْر قرون.
فتبيين الحقّ في عامّة جوانب الموضوع يأتي ضمن فصول:
--------------------

/ 33