معادلة الجزاء على قدر الابتلاء
إنّها المعادلة
ذاتها التي أراد الله للكعبة أنْ تكون من أحجار عادية وليس من زمرّد
وياقوت ، كانت مشيئة الله عزّوجلّ أن يكون الإنسان (آدم) من طين ،
يقول عليّ(عليه السلام) في (القاصعة) :
«ولو أراد الله
أن يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياؤه ، ويبهر العقول رُواؤه ،
وطيب يأخذ الأنفاس عَرفُه ، لفعل .
ولو فعل لظلّت
له الأعناق خاضعة ، ولخفّت البلوى فيه على الملائكة .
ولكنّ الله سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله ، تمييزاً
بالاختبار لهم ، ونفياً للاستكبار عنهم ، وإبعاداً للخيلاء
منهم» .
وهكذا الحال في
تفسيره(عليه السلام) للأنبياء في استضعافهم وخصاصتهم :
«ولو كانت
الأنبياء أهل قوّة لا تُرام ، وعزّة لا تُضام ، ومُلك تمتدُّ نحوه
أعناق الرجال ، وتشدُّ إليه عُقد الرحال ، لكان ذلك أهون على الخلق
في الاعتبار ، وأبعد لهم في الاستكبار ، ولآمنوا عن رهبة قاهرة
لهم ، أو رغبة مائلة بهم ، فكانت النيّات مشتركة ، والحسنات
مقتَسَمة»!