النخلة اليمانية
وادٍ يصب من قرن المنازل ، ويصب فيه يدعان ، يجتمع مع النخلة
اليمانية في بطن مر وسبوحة .
وقال أبو زيد الكلابي : إحدى النخلتين يجتمع فيها حاج اليمن وأهل
نجد ، ومن جاء من قبل الخط وعمان وهجر ويبرين ، فيجتمع حاجهم
بالبوباءة وهي أعلى نخلة ، ومنها الزيمة وسولة46 قال محمد بن إبراهيم بن قرية47 : مرتعي من بلاد نخلة بالصيف باكناف سولة
والزيمة .
ويمرّ بها الطريق من مكة على الشرائع(حنين) والسيل الكبير ، وقد حدّدها
دهيش48 بأنها بين البهيتة (البوباة
قديماً ) والزيمة ، فتكون البوباة أعلاها من جهة السيل
) .
ويظهر من قول المسيب بن علس ، يذكر رحيل سامة بن لوي إلى عمان49 :
أمونا بأنساعها
إذ دونها كبكب
يظهر أن ( كبكب )50 واقع
جنوب نخلة ، كما يظهر من بعض الخرائط أنّ وادي الصدر (صدرعرنة) ووادي
الكفو يقعان جنوبها .
ويظهر من الباحثين المعاصرين51 في
بيان النخلتين إضافة إلى ما ذكره المتقدمون :
إنّ النخلة الشامية تقع شمال غرب الطائف وشمال شرق مكة ، وهي ملتقى وادي
بعج بوادي الزرقاء ، وتسميها العامة وادي المضيق ، وتسمى أيضاً
وادي الليمون; لكثرة ما فيه من الليمون ، وتلتقي بها النخلة اليمانية من
الجنوب الشرقي أسفل جبل داءة ، ويسمى حينئذ وادي الزبارة ، وتأخذ
النخلة اليمانية مساقطها الشمالية أعلاها من وادي الخر من البهيتة (البوباة
قديماً ) قريب السيل ، ويمرّ بها طريق الطائف القديم ، فيأخذ
حنيناً ثم يدعان ذات اليسار ، وهو أيضاً طريق نجد ثم نخلة ثم قرن
المنازل ، ويبعد المضيق عن مكة 54 كيلو مترا على طريق حاج العراق
(141م) .
وقال الجاسر52 : إنّ النخلة
الشامية أعلاها ذات عرق ، واليمانية أعلاها قرن المنازل
(السيل) .
ويصبّ في النخلة اليمانية من الجنوب واد يسمى حراض أسفل الزيمة ، وهو
غير حراض الذي يقع شمال السيل الكبير .53 .
والمتحصل أن النخلة اليمانية واقعة شمال شرق مكة ، جنوب النخلة الشامية
وغرب قرن المنازل وشرق وادي حنين(الشرايع) ، وأما الجنوب فكما ذكرنا أنه
يظهر من بعضهم54 أن جنوبها وادي
الكفو ووادي صدر عرنة (وادي الصدر) وكبكب وحراض الجنوبي . ويمرّ بها
طريق الطائف ماراً بقرن المنازل ثم النخلة اليمانية ثم يدعان ثم الشرائع ثم
مكة .
وإذا تحدّد موضع النخلة اليمانية يتبين أنّ طريق الهدى الذي يمرّ على
كرا ، ثم وادي نعمان ، ثم عرفات لا يمرّ على النخلة
اليمانية ، ولا يتصل وادي محرم بوادي نخلة ، وحتى على دعوى أن
قرناً يمتد من جبل كرا حتى البستان كما سنذكره ، فإن تحديدهم لقرن
المنازل الذي هو الميقات هو أسفل الوادي من جهة الشمال الواقع على طريق
العراق قريبا من أوطاس وبستان ابن عامر ، كما هو ظاهر من كلام
القدماء ، ونذكر لك كلام الحربي55 تأكيداً لهذه الدعوى; لئلا تكون دعوى بلا بينة
ولا برهان .
ذكر في طريق اليمن إلى مكة : . . . ثم العائب وقرن إلى
نخلة وهو البستان .
وفي معجم البلدان56 : قال
البطليوسي : فأما بستان ابن معمر فهو الذي يعرف ببطن
نخلة .
وما ذكره معجم البلدان57 : أن
البستان مجمع النخلتين .
ومن هذا يتبين : أن قرن المنازل هو السيل لا الهدى .
3 ـ الطريق الذي سلكه رسول الله في ذهابه إلى غزوة الطائف ، وكذا عند
رجوعه (صلى الله عليه وآله) منها :
المغازي58 : وسار رسول الله
(صلى الله عليه وآله) من أوطاس فسلك على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على
المليح ، ثم على بحرة الرغاء من ليّة .
وفي السيرة النبوية59 : سلك
رسول الله (صلى الله عليه وآله) على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح
ثم على بحرة الرغاء من لية . . .ثم سلك في طريق الضيقة إلى
نخب .
وفي معجم البلدان (941م) : بحرة : موضع من أعمال الطائف قرب
لية ، قال ابن إسحاق : انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) من
حنين على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من
ليّة .
وفي تاريخ ابن جرير60 : سلك
إلى الطائف على حنين ثم على نخلة ثم قرن ثم المليح ثم على بحرة الرغاء من
لية .
والمليح أسفل السيل الصغير61 ولية
وادي يقع شرق وجنوب الطائف 62 ، وبحرة الرغاء تقع كما يظهر من كلام
البلادي63 جنوب الطائف ، وقال
البلادي64 : ولا زالت مليح
وبحرة الرغاء وليّة تعرف بأسمائها إلى اليوم .
ويستفاد من هذه الرواية أنّ قرن المنازل واقع بين النخلة اليمانية
والمليح ، وهذا الطريق إنما يناسب طريق السيل دون طريق الهدى وأنّ قرن
المنازل هو السيل وليس وادي محرم ، وذلك لأنه لا يستقيم أن يمرّ من نخلة
إلى وادي محرم فيصل إلى قرب الطائف ثم يرجع شمالا إلى المليح ، ثم ينحرف
إلى الجنوب ثم يأتى نخب .
وقال البلادي65 : وهذه
هي طريق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين غزا الطائف ، فقد أخذ على
حنين ثم على نخلة اليمانية ثم على مليح أسفل السيل الصغير اليوم ، ثم
التف حول الطائف من الشمال والشرق ، ثم أتاه من الجنوب حيث نزل بحرة
الرغاء من ليّة ، ثم عاد إليه متجهاً شمالا ، وهي من الخطط
العسكرية الممتازة .
وقال الجاسر66 : وهذا هو طريق
الطائف الذي يمرّ بالشرائع ، وأعلاه وادي حنين ثم نخلة اليمانية وهي
معروفة بأسفلها قرية الزيمة ، وبأعلاها البوباة (البهيتة) وقرن المنازل
يعرف باسم السيل67 .