الفصل الثالث في إمامة علي رضي الله عنه
قال الرافضي إن الإمامية لما رأوا فضائل أمير المؤمنين وكمالاته لا تحصى قد رواها الموافق والمخالفورأوا الجمهور قد نقلوا عن غيره مطاعن ولم ينقلوا في علي طعنا اتبعوه وجعلوه إماما لهم وتركوا غيره
فنذكر منها شيئا يسيرا مما هو صحيح عندهم ليكون حجة عليهم يوم القيامة فمن ذلك ما رواه أبو الحسن
الأندلسي في الجمع بين الصحاح الستة عن أم سلمة أن قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت نزلت في بيتها وهي جالسة عند الباب فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت فقال إنك إلى خير إنك
من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين فجللهم بكساء وقال
اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فنقول الأحاديث الثابتة في الفضائل لأبي بكر
وعمر أكثر وأعظم من الفضائل الثابتة لعلي ثم أكثر الأحاديث التي أوردها وذكر أنها في معتمد قول
الجمهور من أبين الكذب على علماء الجمهور وما صح منها ليس فيه ما يدل على فضل علي على أبي بكر وغير
علي فيها مشارك وأما فضائل الشيخين فخصائص لهما ولا سيما فضائل أبي بكر فإن عامتها خصائص لم يشركه
فيها غيره وأما ما ذكره من المطاعن فلا يمكنه أن يوجه على الثلاثة من مطعن إلا وجه الناصبي على علي
مثله وأما قوله إنهم جعلوه إماما لهم حيث نزهه المخالف والموافق وتركوا غيره حيث يروى فيه من يعتقد
إمامته من المطاعن ما يطعن في إمامته فيقال هذا كذب بين فإن عليا رضي الله عنه لم ينزهه المخالفون بل
القادحون في علي طوائف متعددة وهم أفضل