المسألة التاسعة
إنما قال: (رضي الله عنهم) ولم يقل رضي الرب عنهم ولا سائر الأسماءلأن أشد الأسماء هيبة وجلالة لفظ الله، لأنه هو الاسم الدال على الذات والصفات بأسرها أعني صفات الجلال وصفات الإكرام، فلو قال: رضي الرب عنهم لم يشعر ذلك بكمال طاعة العبد لأن المربي قد يكتفي بالقليل، أما لفظ الله فيفيد غاية الجلالة والهيبة، وفي مثل هذه الحضرة لا يحصل الرضا إلا بالفعل الكامل والخدمة التامة، فقوله: (رضي الله عنهم) يفيد تطرية فعل العبد من هذه الجهة.
المسألة العاشرة
اختلفوا في قوله: (رضي الله عنهم) فقال بعضهم: معناه رضي أعمالهم، وقال بعضهم: المراد رضي بأن يمدحهم ويعظمهم، قال: لأن الرضا عن الفاعل غير الرضا بفعله، وهذا هو الأقرب، وأما قوله: (ورضوا عنه) فالمراد أنه رضوا بما جازاهم من النعيم والثواب.أما قوله تعالى: (ذلك لمن خشي ربه)ففيه مسائل
المسألة الأولى
الخوف في الطاعة حال حسنة قال تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة)ولعل الخشية أشد من الخوف، لأنه تعالى ذكره في صفات الملائكة مقرونا بالإشفاق الذي هو أشد الخوف فقال:
(هم من خشية ربهم مشفقون) والكلام في الخوف والخشية مشهور.