بیشترلیست موضوعات «التقوي» فيقبال «الفجور» إما سعيد و إما شقي علاقة الاخلاق بالعقيدة ماالنفس و ماالروح؟ الحكمة فيوجود الفجور التزكية طريق السعادة توضیحاتافزودن یادداشت جدید
إن ما يجعل النصاري أقرب الي الاسلام و إظهارالود لهم و أسرع الي قبول الحق، هو ان منهم علماء لايركبهم التكبر، بل هم متواضعون، فاذا لم يؤمنوا يومئذ فانما ذلك لأن الحقائق لم تنكشف لهم، و إلا فانهم ليسوا معاندين، علي النقيض من اليهود الذين هم من اهل العناد و فيهم روح التكبر والانانية و التعاظم، فهم يحسبون أنهم شعب الله المختار، لذلك يقول القرآن فيهم: لَتَجِدَنّ أَشَدَّالنّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُود (سورة المائده / 82) بهذا البيان يتضح التفاعل بين الاخلاقيات والاعتقادات، فقد سبق القول بأن ما هيأ لأيمان النصاري هو تواضعهم، و دليل جحداليهودالاسلام هو تكبرهم و انا نيتهم.كما أن القرآن يري أن سبب كفر ابليس و طرده من رحمة الله هو اخلاقه الذميمة، و ليس لأنه لم يكن يدرك سبب السجود لآدم. يؤكدالقرآن أن منشأ كفر ابليس هو تكبره: اسْتَكْبَروكانَ مِنَ الْكافِرينَ (سورة البقرة /34). اذن، فالاخلاق الذميمة يمكن أن تحول دون حصول الايمان، بمثلما أن هذه الصفات الذميمة يمكن ان تقضي علي الايمان. فثمة أناس مؤمنون عملواالصالحات، و حضروا فيميادين الجهاد، و خاطروا بأرواحهم، إلا ان صفات سيئة كانت فيهم من قبل او حصلت لهم بعدئذ، سلبت منهم الايمان.يقول الله تعالي فيالمنافقين: فَأعْقَبَهُمْ نِفاقاً فيقُلُوبِهِمْ إلي يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوااللّهَ ما وَعَدُوهُ وَ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (سورة التوبة / 77) كان هؤلاء قداسلموا و آمنوا و عاهدوا الله علي انه اذا أفاض عليهم من خيره فانهم سوف ينفقون فيسبيله. فلما أفاض عليهم و استغنوا، نسوا ما عاهدواالله عليه و نقضوه، فلم ينفقوا، فكان نقضهم هذا لعهدهم سبب زوال ايمانهم و ظهورالنفاق مكانه فيقلوبهم، و أن يبقي هذاالنفاق فيقلوبهم حتي يوم القيامة، و ذلك بسبب الكذب، و خلف الوعد، و نقض العهد، مما ازال الايمان من قلوبهم و اصابهم بالنفاق. اذن، فان تزكية الاخلاق ليست قضية هينة فاذا ما غفل الانسان عن رؤية عيوبه، و لم يعن باصلاحها، فإن تساهله هذا او تسامحه قديؤدي به الي الشرك والكفر و الالحاد.و عليه، فإن توكيدالقرآن «الفلاح» الي هذاالحد و حصره في «التزكية»: قَدْأَفْلَحَ مَنْ زَكّاها يدل علي أن الأمر أهم ممانظن، إذ ان دورالاخلاق فيحياة الانسان دور حياتي، فاذا لم يهتم المرء بذلك و بازالة التلوث عن اخلاقه، فان مستقبله يكون محفوفاًبأشدالاخطار.
ماالنفس و ماالروح؟
ثمة سؤال يقول: ماالمقصود بالنفس فيالآية: «و نَفْسٍ وَ ما سَوّاها فَأَلْهَمَهما فُجُورَها و تَقْواها»؟ ترد لفظة «نفس» فيالقرآن بعدة معان، فمرة يقول: إنّ النَّفْسَ لأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاّ ما رَحِمَ رَبّي (سورة يوسف / 53)، و فيموضع آخر يقول: يا أيَّتُهاالنَّفْسُ المُطْمَئِنةُ ارْجِعِيإلي رَبِّك (سورة الفجر / 27). فهل «النفس» حسنة ام سيئة فينظرالقرآن؟ و هل النفس بمعني الروح أم هي فيقبال العقل؟فيكتب الاخلاق كلام علي الصراع بين النفس و العقل، فيقال ان ثمة صراعاً بين النفس و العقل فيالانسان، فتارة النفس هيالغالبة و تارة العقل هوالغالب. يقولون ان «النفس» شيء في قبال «العقل». أما المشتغلون بالفلسفة فيرون النفس فيهذه الآية و امثالها هي تلك النفس المعروفة فيالفلسفة، ففيالفلسفة فصل بعنوان «علم النفس»، و بموجب المعني الفلسفي للنفس فهي «الروح». فهل «النفس» فيهذه الآية تعني «الروح» ايضا، و هل فيالمصطلح القرآني «النفس» و «الروح» شيء و احد أم لا؟قبل الاجابة عن هذه الاسئلة لابد من الاشارة الي أن بعضهم يعتقد إن الانسان مركب من عناصر ثلاثة: الجسم، والنفس، والروح. (هناك بالطبع العناصرالاخري كالقلب والعقل و امثالهما اضافها بعض آخرون، إلا أننا لسنا بصدد بحث ذلك). غير أن المعروف المشهور هو أن الانسان يتالف من الجسم و الروح، و أن لا شيء غير هذين، و كل ما في وجودالانسان إما أن يكون من قوي الجسم و إما من قوي الروح، و ليس ثمة عنصر ثالث.بيد أنه لابد من القول بأن المعني الفلسفي للنفس لا ينطبق علي المعني القرآني كل الانطباق، غيرأنه في بعض الحالات ينطبق عليه. يقول الله تعالي فيالآية: إذِالظّالِموُنَ فيغَمَراتِ المَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أيْديهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الهُوْنِ (سورة الانعام / 93) هذه الآية تجسد مشهدالفزع لدي الكافرين عندما تأتيالملائكة لقبض ارواح الكفار و الظالمين، فهو يخاطبهم بالقول: أخْرِجُوا أنْفُسَكُمْ و هذا ما يعني باللغة الدارجة «طلعت روحه». فلننظر ماذا يحدث عند قبض الروح.إننا نملك جسماً و روحاً. عند قبض الروح، تغادر الروح البدن. لذلك يكون تعبيرالله عن ذلك بقوله: أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمْ علي لسان الملائكة، إنه لايقول: اخرجوا أرواحكم. ما هذا الذي تقبضه الملائكة و يخرج من البدن؟ هو هذه الروح التي يطلق عليهاالقرآن اسم «النفس».ثمة آية اخري تدل علي أن المقصود بالنفس هوالروح: الّلهُ يَتَوَفّي الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتي لَمْ تَمُتْ فيمَنامِها (سورة الزمر /42). يتوفي كما يقول المفسرون هو تسلم الشيء كاملا. اذاقبض شخص دينه كاملاً من المدين فانه يتوفي الدين، و كذلك يعني من قبضت روحه بكاملها. الله يتوفي الانفس حين موتها، اي الارواح. «وَالّتِي لَمْ تَمُتْ فِيمنامِها. فَيُمْسِكُ الّتي قَضي عَلَيْها الْمُوتَ وَ يُرْسِلُ الأُخْري.» إن من يحين حينه يموت اثناء النوم ولن تعودالروح اليه. أما الذي لم يحن وقت اجله، يعيدالله روحه الي بدنه.