<a name="link1"></a> رَدُّ الأَباطيلِ عَنْ نَهْضَة الحُسَيّن - رد الأباطیل عن نهضة الحسین علیه السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رد الأباطیل عن نهضة الحسین علیه السلام - نسخه متنی

عبد الله حسین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


رَدُّ الأَباطيلِ عَنْ نَهْضَة الحُسَيّن

الشيخ / عبد الله حسين

حقوق الطبع والنشر محفوظة

الطبعة الأولى

1423هـ 2002مـ


الإهداء

إلى أصحاب الكساء أصحاب العزاء

سيدي رسول الله ( ص )

سيدي أمير المؤمنين علي ( ع )

سيدتي فاطمة بنت محمد ( ص ) سيدة نساء العالمين

سيدي الحسن السبط ( ع )

إلى سيدي سيد الشهداء

إلى الآخذ بثأره ثار الله المهدي ( عج )

إلى كل بطل من أبطال كربلاء

إلى البطل الكبير الصغير عبد الله الرضيع

إلى كل قلب يمتلأ حزنا وغما مع إطلالة عاشوراء

أرجوك إلهي أن تكتبني في زمرتهم وتحشرني معهم

بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة

إن نعم الله تعالى على أمة الإسلام أكثر من نعمه على جميع الأمم .. فقد حظيت هذه الأمة بمقومات تجعلها أفضل أمة ، فدينها مرضي عند الله ، وقرآنها لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ورسولها أكرم خلق الله عنده تبارك وتعالى ، ولكن ..

وعلى رغم تلك النعم الإلهية المباركة فإن تاريخ هذا الدين العظيم يصدم قارئه بما يحويه بين دفتيه مما تعرض له المسلمون من ظلم وقتل وسبي وتشريد .

بل الأدهى من ذلك أن رسول الله نفسه لم يسلم من الأذى والتكذيب عليه، وأما آله فقد سامهم بعض من ادعى الاسلام ألوان العذاب والاضطهاد، حتى كأن الله قد أوصى الأمة بقتلهم لا بمودتهم واتباعهم.

ويتضح ذلك بجلاء في مصاب رسول الله ( ص ) ، بقتل سبطه سيد الشهداء الإمام الحسين ( ع ) ، فقد ارتكبت حكومة بني أمية أسوأ جريمة في حقه عليه السلام وحق أهل بيته وكوكبة أصحابه الذين قل نظيرهم على هذه الأرض ، وسجل لنا التاريخ ذلك ونقله إلينا المؤرخون والمحدثون بما يندى له الجبين !

لقد اهتزت الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها لقتل الإمام الحسين عليه السلام ، في عصره وفي كل العصور .. على اختلاف مذاهبها ومشاربها ... لكن للأسف أن هناك شرذمة لا يتعاطفون مع أهل البيت ( ع ) ، بل كانوا يرصدون كما ينقل ابن كثير وابن عساكر- لشيعة أهل البيت ( ع ) ومحبيهم ويسفكون دماءهم ويحبسوهم ليمنعوهم حتى من إظهار الحزن ، كما حدث في بغداد في أحداث دامية في أيام تسلطهم .

وقد حالت بعد ذلك رحمة الله زمناً بين تلك الشرذمة وما يفعلون من إثارة الفتن، وبدأنا نلمس من المنصفين من اخواننا من أهل السنة التعاون الجميل والتعاطف النبيل مع إخوانهم الشيعة في أيام العزاء ، بل إن بعضهم ليشارك ويحترم تلك الأيام كما شيعة أهل البيت ( ع )، ولكن بوادر الشيطان قد ظهرت ، فعادت الشرذمة للظهور ، وجاءوا بقلوب قاسية وعقول خاوية يريدون النَّيل من هذا التعاون وهذه الألفة بين المسلمين، ليفرقوا صدورا مؤتلفة على محبة أهل البيت ( ع )، وهذا دين النواصب أنى كانوا ، فلا غرابة ولكن الواجب يقتضي توعية الجميع تجاه سمومهم التي ينشرونها باسم الدين ، لذا كانت هذه السطور .

الهدف من هذه الرسالة

قد أثبتت الأيام بأن كثيرا من أهل السنة يتعاطفون مع مصاب أهل البيت ( ع ) كما الشيعة ، بل ويتوسلون بهم ، فهؤلاء يحيطون بمراقد أهل البيت ( ع ) في المدينة المنورة والعراق ومصر وخراسان ، متوسلين باكين متباركين مما أوغر صدورا خصبة يرتع فيها الشيطان ، فجاء أولئك الجهلة وقد اختلط عليهم الأمر ليهدموا تلك العلاقة بين المسلمين وأهل البيت المطهرين ( ع ) .

إنا نعتقد جازمين بأن المنصفين من أهل السنة لا يقيمون وزنا لأمثال أولئك المتعصبين الذين يتقنون رسم النصوص دون أن يعوها ، وحمل الأسفار دون أن يفهموها .

حيث يلاحظ الجميع تلك المنشورات الخبيثة التي توزع في أيام عزاء سيد الشهداء وإحياء ذكرى مصابه ، منددة بمثل هذه الشعائر الإسلامية مفرقة بيننا كمسلمين . يستغل أصحابها اختلافنا في الاجتهادات ، غافلين عن اجتماعنا على محبة أهل البيت ( ع ) الذين نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم.


من الذي يفرق بين المسلمين ؟

إننا لنعجب ممن ينشر تلك المنشورات ، فبينما يجعل كاتبهم عنوان منشوره البغيض بعبارة ( لماذا يزرع الشقاق بين المسلمين سنويا ) إلا أنه يغفل عن أنه هو زارع الفرقة بما تحويه منشوراته من مغالطات وأكاذيب ، فيا عجبا لهذا الكاتب الجاهل الذي يعتبر إقامة مظاهر الحزن على الحسين ( ع ) زرعا للشقاق بين المسلمين ، ويغفل عن أنه غارق في إيذاء المسلمين بنشر أكاذيبه في كل سنة .

وللمتابع أن يلاحظ أن الشيعة منذ زمن طويل يقيمون الشعائر والمراسم الحسينية في الحسينيات العامرة بجوار إخوانهم السنة وفي قلب مناطقهم بكل رحابة صدر ، فأي شقاق تحقق لولا بروز تلك الدعوات الشاذة ؟ نعم إن بذر الشقاق تزامن مع ظهور بعض العقليات السلفية المتحجرة في مجتمع عرف بالتسامح والمودة ؟

ولو أن هذا الكاتب الجاهل يعلم ما يدور في هذه الحسينيات من تربية وتعليم ونصح وتذكير ، ومفاهيم أخلاقية تبني الإنسان المؤمن ليـُؤمَن شر لسانه ويده وقلبه ببركة هذه الحسينيات ، ولساهم بنفسه في إعمار هذه الشعائر كغيره من أهل السنة والشيعة المحبين لأهل البيت ( ع )، ولكن كيف ذلك ؟ وهل يرجى القبول بالحق ممن سيطر عليه قرينه ؟

المنشور الأسود

تناولت الشرذمة المتمسلفة في منشورها قصة مقتل الحسين ( ع ) ، وأظهروا قراطيسهم بمظهر البحث العلمي في عرض ذلك الحدث الأليم، ولكن من خلال الأسطر التالية التي نكتبها سيتبين لك أيها القارئ مدى الجهل الذي يعيشونه في معرفة التاريخ الإسلامي وانقيادهم لبعض مشايخهم المتعصبين دون دراسة أو تمحيص لمصادر التاريخ ومجرياته ، وسيتبين لك من خلال هذه المناقشة أنهم انتقائيون في قراءتهم التاريخ قائدهم الهوى ، فلا أصول علمية عندهم ولاهم يحزنون !

وهنا نتعرض لنقاط وردت في إحدى تلك المنشورات مع بعض الردود الكافية لفضح تعصبهم ، والله المستعان .

لماذا لم يتخذ يوم وفاة النبي ( ص ) مأتما ؟

في البدء ذكر الكاتب قول ابن كثير :

" ورسول الله سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله ولم يتخذ أحد يوم موتهم مأتما " .

نقول :

إن هذا الكاتب وأمثاله يتغافلون عن الحق ، فالشيعة يحيون ذكرى وفاة الرسول ( ص ) وعلي ( ع ) وغيره من الأئمة .

وإن كان يقصد التميز الموجود في إحياء ذكرى سيد الشهداء ( ع ) فليعلم أن ذكرى شهادة الإمام الحسين ( ع ) هي ذكرى مأساة لا مثيل لها ، فقتله جريمة عالمية نظهر موقفنا منها وبراءتنا ممن قتل سبط الرسول وحبيبه ، ونعلن أننا نواليه وندين ما فعله أعداؤه .

إن زيارة خاطفة يقوم بها أي من المنصفين لهذه المجالس ودور العبادة والحسينيات المباركة ، يجد أننا نبكي على رسول الله ( ص ) وأهل بيته جميعا ونتبرك بذلك ، فليس البكاء مخصوصاً للحسين ( ع ) ، هذا فضلاً عن الأحاديث النبوية وعن أهل البيت عليهم السلام التي تبين خصوصية ظلامة الحسين عليه السلام وأهميتها عند الرسول وأهل بيته، فنحن نتأسى بهم .

ظهور الكرامات عند مقتل الحسين( ع )

قال الكاتب : " ولا ذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة "

نقول : أن هذا جهل من الكاتب ، أو كذب مبين ، فإن الأحاديث والنصوص في كتبهم ذكرت حدوث ظواهر كونية في ذلك اليوم ، وقد كذب من قال أنه لم يتحقق في السابقين شيء من تلك الأمور ، فهذا ابن كثير نفسه يقول في تفسيره ج3 ص 28 :

" وقد روى ابن جرير عن يحيى بن سعيد قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : ظهر بختنصر على الشام فخرب بيت المقدس وقتلهم ثم أتى دمشق فوجد بها دما يغلي على كبا فسألهم ما هذا الدم ؟ فقالوا : أدركنا آباءنا على هذا وكلما ظهر عليه الكبا ظهر قال فقتل على ذلك الدم سبعين ألفا من المسلمين وغيرهم فسكن ، وهذا صحيح إلى سعيد بن المسيب وهذا هو المشهور " .

وقال في كتابه ( قصص الأنبياء ) ص 416 :

" وقال أبو عبيدة القاسم بن سلام عن سعيد بن المسيب قال : قدم بختنصر دمشق فإذا هو بدم يحيى بن زكريا يغلي فسأل عنه فأخبروه فقتل على دمه سبعين ألفا فسكن ، وهذا إسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب وهو يقتضي أنه قتل بدمشق وإن قصة بختنصر كانت بعد المسيح كما قاله عطاء والحسن البصري فالله أعلم .

ثم روى قصة مقتل يحيى عن ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز عن قاسم مولى معاوية ثم قال :

" قال سعيد بن عبدالعزيز : وهي دم كل نبي ، ولم يزل يفور حتى وقف عنده أرميا ( ع ) فقال : أيها الدم أفنيت بني إسرائيل فاسكن بإذن الله فسكن " .

جريمة قتل الحسين ( ع ) وجريمة قتل نبي الله يحيى ( ع ) !

إن الروايات الصحيحة الواردة في مصادر السنة تقارن بين جريمة قتل يحيى عليه السلام وقتل الحسين ( ع ) فقد روى الحاكم في مستدركه ج3 ص 178 ( 195 ) بستة طرق عن أبي نعيم : ثنا عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( رض ) قال :

" أوحى الله تعالى إلى محمد ( ص ) إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا " ،

إن هذا الحديث الشريف يعتبر قتل الحسين عليه السلام خطرا عظيما يعادل قتل نبي الله يحيى عليه السلام !! فكيف يصح لمن يدعي العلم أن ينكر الظواهر الكونية يوم مقتل الحسين ( ع ) و يستنكر البكاء على الحسين ؟!!

وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل : " إني قتلت على دم يحيى بن زكريا وإني قاتل على دم ابن ابنتك " . قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقد صححه الذهبي في التلخيص على شرط مسلم.

إن المنصف يرى أن قتل الحسين عليه السلام وبشهادة جده المصطفى صلى الله عليه وآله جريمة عظيمة من جرائم التاريخ البشري ، أراد تعالى أن يخلدها كما هو الحال في جريمة قتل نبي الله يحيى ( ع ) ، إذ لا يقل الحسين ( ع ) عن خاصة أولياء الله كما هو واضح في الأحاديث النبوية الشريفة .

مقتل الحسين عليه السلام

قال الكاتب مدعيا أنه ينقل قصة مقتل الإمام الحسين كما أثبتها الثقات من أهل العلم : " بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة وذلك أنهم لا يريدون يزيدولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يريدون إلا عليا وأولاده " .

نقول :

أولاً: لم يحدد الكاتب المصدر الذي اعتمده ، وهذا أول التدليس !

فأين الثقاة الذين قال إنه ينقل عنهم ؟!!

ثانياً: حاول الكاتب أن يظهر أن قتلة الحسين هم من الشيعة الذين يرفضون أبا بكر وعمر وأنهم لا يريدون إلا علياً وأولاده .

والجواب: أنهم شيعة آل أبي سفيان كما خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام ، وهذه بعض النصوص التي تبين مذهب أهل الكوفة في ذلك الزمن، فقد نقل ابن بطة أحد علماء السنة في ( المنتقى ) ص360 :

" عن عبد الله بن زياد بن جدير قال : قدم أبو إسحاق السبيعي الكوفة قال لنا شمر بن عطية : قوموا إليه فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحـاق : خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما وقدمت الآن وهم يقولون ويقولون ولا والله ما أدري ما يقولون " .

وقال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى : " هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة وعالمها ولد في خلافة أمير المؤمنين عثمان قبل شهادته بثلاث سنين وعمّر حتى توفي سنة 127هـ وكان طفلا في خلافة أمير المؤمنين علي " .

إذاً ، فأبو إسحاق شيخ الكوفة وعالمها كان يبلغ من العمر ثمان وعشرين عاما في سنة استشهاد الإمام الحسين ( ع ) ، ومنه نفهم بأن الناس في الكوفة في ذلك العام بالذات كانوا على حسب قوله : " ليس منهم أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما " ، وبناءا على ذلك فالذين كاتبوا الإمام الحسين ( ع ) ثم خانوه وقتلوه لم يكونوا شيعة يقدمون علي بن أبي طالب ( ع ) على أبي بكر وعمر .

وقد ذكر التاريخ أن عبيد الله بن زياد قد سجن الشيعة المخلصين للإمام الحسين عليه السلام ، حتى امتلأت سجونه منهم .. فهؤلاء هم الشيعة في ذلك الوقت !

ولذا قال الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) ج1 ص 5 :

" التشيع بلا غلو ولا تحرف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب علياً رضي الله عنه وتعرض لسبهم ".

هذا ما يرد كلامه من نصوص السنة ، وأما من نصوص الشيعة :

فمنه ما ذكره الكليني في ( روضة الكافي ) ص50 في خطبة لأمير المؤمنين ( ع ) قال عنها العلامة المجلسي في مرآة العقول ج25ص131 : " إن الخبر عندي معتبر لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب ( منتخب البصائر ) ":

عن سليم بن قيس الهلالي قال :خطب أمير المؤمنين ( ع ) فقال:

" قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله ( ص ) متعمدين لخلافه ، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله ( ص ) لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله وسنة رسول الله ( ص ) إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذا الأمة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار ".

وهذا يثبت للقاريء بأن أكثرية الذين راسلوا الحسين ( ع ) من أهل الكوفة لم يكونوا ممن يقدمونه على غيره كما يفعل الشيعة الموالون ، كيف وأهل الكوفة لم يقدموا علياً ( ع ) على الخليفتين وهو أولى بالتقديم من الحسين ( ع ) ؟ وهذا يخالف ادعاء الكاتب ، الذي ينسب كلامه للثقات من أهل العلم ، ولم يذكر مصدراً واحداً يثبت مزاعمه الباطلة !!

الصحابة ومنعهم الحسين ( ع ) عن الخروج :

قال الكاتب :

" وحاول منعه كثير من الصحابة ونصـحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي سعيد الخدري وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم " ، وندعو القارئ هنا لتفحص حقيقة كلام الكاتب :

نقول لو كانت هناك فطرة سليمة لقيل إنه يجب على الصحابة الذين ذكروا نصرة الإمام الحسين ( ع ) وطاعته ، لا أنه يجب عليه أن يطيعهم كما يطلب الكاتب !!

فنحن نعرف أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر المسلمين بأن أمته سوف تقتل ولده الحسين في كربلاء ! وكان الحسين والصحابة يعلمون بذلك ؟

نعم ، الحسين كان أدرى من غيره بما سيحدث له بإخبار مسبق من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وروايات الشيعة والسنة تؤكد ذلك ، فهذه عمرة بنت عبدالرحمن كما ذكر ابن كثير في ج8 ص 176 ترسل إليه تطلب منه عدم الخروج وتقول :

" أشهد لسمعت عائشة تقول إنها سمعت رسول الله ( ص ) يقول : " يقتل الحسين بأرض بابل " ، فلما قرأ كتابها قال : فلا بد لي إذا من مصرعي ومضى " .

وذكر أيضا في ص 180 قال ( ع ) للفرزدق :

" لو لم أعجل لأخذت " .

وكذلك ما رواه في ص183 عن يزيد الرشك من قوله ( ع ) :

" ولا أراهم إلا قاتليَّ " !

وعن معاوية بن قرة أن الامام الحسين قال :

" والله لتعتدن عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت " !

وعن جعفر الضبعي عنه ( ع ) :

" والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي " .

وذكر ابن كثير في ص 185 قول الإمام الحسين لمن طلب منه الرجوع: " إنه ليس بخفي علي ما قلت وما رأيت ولكن الله لا يغلب على أمره ، ثم ارتحل قاصدا الكوفة " !

فخروج الحسين عليه السلام كان بعلم منه بقتلـه ، بل كان يعلم بتفاصيل مقتله الشريف أيضاً .

وأما نصائح من ذكرهم الكاتب ، فنقول :

- نصيحة ابن عباس للحسين ( ع ) :

نقل ابن كثير ج 8ص172 عن ابن عباس قال :

" استشارني الحسين بن على في الخروج فقلت لولا أن يزري بي وبك الناس لشبثت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب فكان الذي رد على أن قال لأن أقتل في مكان كذا وكذا أحب إلى من أن أقتل بمكة قال فكان هذا الذي سلى نفسي عنه ".

إذاً ، فقد استسلم ابن عباس لرأي الحسين عليه السلام عندما علم أن بني أمية قد عزموا على قتله أينما كان ، وأن خروجه إنما هو لئلا يستحل بيت الله الحرام ، وتفهّم ابن عباس موقف الحسين عليه السلام!

وبهذا يظهر لك زيف قول الكاتب إن ابن عباس نهاه ومنعه !!

روى الحاكم عن ابن عباس ( رض ) قال أوحى الله تعالى إلى محمد ( ص ) : " إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا " ، هذا لفظ حديث الشافعي ، وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل : " إني قتلت على دم يحيى بن زكريا وإني قاتل على دم بن ابنتك " وقد مر تصحيح الحاكم والذهبي للحديث ، وهذا الحديث له دلالة عظيمة جدا بمكانة الإمام الحسين ( ع ) عند الله تعالى ، لا ينالها إلا صاحب حق ، وإلا فهل يدعي الكاتب أن المخطئ الذي كان في خروجه فساد عظيم .. يقارنه الله بيحيى النبي ( ع ) ، بل يغضب له غضبا يفوق غضبه وانتقامه لـه ؟ البصير يفهم .. وأما عمى القلب فمرض عضال .

ونقل الحاكم أيضا في ( المستدرك ) ج4ص439 ( 8201 ) عن ابن عباس ( رض ) قال : "رأيت النبي ( ص ) فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم فقلت :يا نبي الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، قال : فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم " ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وقال الذهبي : على شرط مسلم .

قال ابن كثير في تاريخه ج8 ص 217 : " وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا محمد بن هارون أبو بكر ثنا إبراهيم بن مجمد الرقي وعلي بن الحسن الرازي قالا ثنا سعيد بن عبدالملك أبو واقد الحراني ثنا عطاء بن مسلم ثنا أشعث بن سحيم عن أبيه قال : سمعت أنس بن الحارث يقول سمعت رسول الله ( ص ) يقول: " إن ابني يعني الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد منكم ذلك فلينصره ".

قال خرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين .

ويظهر من ابن حجر في ترجمة أنس بن الحارث ج1 ص 68من كتابه ( الإصابة ) قبوله للرواية قال : " قتل مع الحسين بن علي سمع النبي ( ص ) قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحراني عن عطاء بن مسلم حدثنا أشعث بن سحيم عن أبيه سمعت أنس بن الحارث ورواه البغوي وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه ومتنه سمعت رسول الله ( ص ) يقول إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد منكم فلينصره قال فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين قال البخاري يتكلمون في سعيد يعني راويه وقال البغوي لا أعلم رواه غيره وقال ابن السكن ليس يروى إلا من هذا الوجه ولا يعرف لأنس غيره ، قلت وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه ووقع في التجريد للذهبي : لا صحبة له وحديثه مرسل وقال المزي له صحبة فوهم ، انتهى .

ولا يخفى وجه الرد عليه مما أسلفناه وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدعولي وابن زير والباوردي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم". انتهى كلام ابن حجر .

والبخاري إن عبر عن سعيد بقوله " يتكلمون في سعيد " وهي تفيد بأنه غير جازم بشيء ضده ، لكن ابن حبان ذكره في كتابه الثقات : ج8 ص 267 .

فهل يأمر رسول الله ( ص ) بنصرة شخص مخطئ ، أم هو التعصب الذي دعا الكاتب إلى إنكار كون أنس من الصحابة ، وذلك كطريق وحيد لرد الرواية وما يترتب عليها .

- نصيحة ابن عمر ، المزعومة !

أما عبدالله بن عمر فقد كان معروفاً بمبدأ الخضوع للحاكم مهما كان، حيث بايع يزيد وهو يعلم أنه شارب الخمور مرتكب الفجور .. ولم يترك هذا المبدأ إلا عند بيعة الأمة لعلي أمير المؤمنين ( ع ) الذي هو من هو ، ( راجع ابن كثير ج7 ص 253 ) ،

وقد ندم على فعله !

فالذي يندم على أفعاله ، ويبايع يزيد مع أقل تهديد ، كيف يعتد الامام الحسين ( ع ) بموقفه ونصحه ؟

كما أن ما ذكروه عن نصيحة أبي سعيد الخدري وغيره غير ثابت ، وحتى لو ثبت ، فقد عرفت أن الإمام الحسين عليه السلام يعمل بما أمر به جده المصطفى صلى الله عليه وآله ، الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى !

- نصيحة ابن الزبير المزعومة

وأما خلط الكاتب نصيحة ابن الزبير بجملة النصائح فعجب من القول، لأن مصادر التاريخ تذكر عكس ذلك فقد كان ينصح الإمام الحسين ( ع ) أن يخرج إلى العراق ، وقد نقل ابن كثير ج 8ص172 قول ابن الزبير :

" أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت عنها فلما خرج من عنده قال الحسين : قد علم ابن الزبير أنه ليس له من الأمر معي شيء وأن الناس لم يعدلوا بي غيري فود أني خرجت لتخلو له " ، ونقل في ص175 : "ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري وجعل يحرض الناس على بني أمية وكان يغدو ويروح إلى الحسين ويشير إليه أن يقدم العراق ويقول : هم شيعتك وشيعة أبيك " .

حتى قد ظن أبو سلمة بن عبد الرحمن بأن الحسين خرج متأثراً بكلام ابن الزبير ، ففي ص176 أورد ابن كثير :

" وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : وقد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج إليهم ولكن شجعه على ذلك ابن الزبير ، وكتب إليه المسور بن مخرمة : " إياك أن تغتر بكتب أهل العراق وبقول ابن الزبير الحق بهم فإنهم ناصروك ".

ومن مسلمات التاريخ أن ابن الزبير لم يكن يوما ما ناصحا للإمام الحسين ( ع ) بل قد أثبت ابن كثير في تاريخه ج 8ص 178 قول ابن عباس لابن الزبير وهو مغضب :

"يابن الزبير قد أتى ما أحببت قرت عينك هذا أبو عبد الله خارج ويتركك والحجاز " ، وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3 ص 297 : " فقال ابن عباس للحسين لولا أن يزري بي وبك لنشبت يدي في رأسك ولو أعلم أنك تقيم إذا لفعلت ثم بكى وقال أقررت عين ابن الزبير ثم قال بعد لابن الزبير : قد أتى ما أحببت أبو عبد الله يخرج إلى العراق ويتركك والحجاز




  • يا لك من قـنبرة بمعـمر
    ونقري ما شئت أن تنقري
    صيادك اليوم قتيل فابشـري



  • خلا لك البر فبيضي واصفري
    صيادك اليوم قتيل فابشـري
    صيادك اليوم قتيل فابشـري



- نصيحة ابن عمرو المزعومة لا أصل لها :

من أين جاء الكاتب بهذه النصيحة المدعاة ؟! فلم يذكر التاريخ أي لقاء تم بين الحسين ( ع ) وعبد الله بن عمرو ، بل ينقل ابن كثير ج 8ص173 خلاف ذلك عن يحيى بن معين حدثنا أبوعبيدة ثنا سليم بن حيان عن سعيد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمرو : " عجل حسين قدره والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني ".

والكاتب يقول رواه يحيى بن معين بسند صحيح ويتغافل عن سند ابن كثير إلى يحيى بن معين في حين أن سند يحيى كما في ابن عساكر مضطرب فيقول في ( تاريخ دمشق ) ج14 ص 202 يحيى بن معين نا أبو عبيدة نا سليم بن حيان قال الحراني : سليمان بن سعيد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمر يقول :

" عجل حسين قدره " نعم قال المحقق : بالأصل عمرو والمثبت عن الترجمة المطبوعة ، والمهم هنا أن سليم ينقل عن سليمان بن سعيد لا سعيد بن مينا ، فضلا عن وجود نسخ أنه ابن عمر لا عمرو .

بل إن الفرزدق يروي خلاف ذلك كما في طبقات ابن سعد ( ترجمة الإمام الحسين ) وهو من الجزء الذي طبع على حدة بتحقيق السيد الطباطبائي ص 63 عن الفرزدق :

/ 5