عن النبي (ص) : (احبوا الصبيان وارحموهم) ) بحار الانوار : ج 101 باب فضل الاولاد).وقال الامام الصادق (ع) : ( إنّ الله ليرحم الرجل لشدة حبّه لولده ).وعنه ايضاً (ع) : (بر الرجل بولده برّه بوالديه) (من لايحضره الفقيه : ج3 باب فضل الأولاد ).ولايكفي أن نحمل الحبّ لأولادنا في قلوبنا، بل ينبغي من الوالدين إظهار لهم من خلال السلوك مثل تقبيلهم.جاء في الحديث الشريف عن الامام علي (ع) : ( من قبّـل ولده كان له حسنه، ومن فرَّحه فرَّحه الله يوم القيامة) ( بحار الانوار : ج 101 باب فضل الاولاد ).وجاء رجل الى النبي (ص) فقال : ما قبّـلت صبياً قط، فلما ولى قال النبي (ص): (هذا رجل عندنا إنه من أهل النار) (المصدر السابق).وكذلك بادخال الفرح الى قلوبهم من خلال حمل الهدايا لهم والتوسعة عليهم.قال النبي (ص) : من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها الى عياله كان كحامل صدقة الى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإنه من فرح ابنه فكانما اعتق رقبة من ولد اسماعيل.(ليس منّا من وسّع عليه ثمّ قتر على عياله).(المصدر السابق)
2 ـ الإهتمام بوجود الطفل
إنّ الطفل بحاجة ايضاً في السبع السنوات الاولى من حياته الى شعوره بأنه يحتل في قلوب والديه مكاناً مهماً سواءً أكان ذكراً أو أنثى ، ذكياً أو بليداً ، جميلاً أو قبيحاً .. وينبغي للوالدين الانتباه الى هذه الناحية، مثل الاصغاء اليه حين يتحدث ... وأخذ مشورته في القضايا العائدة اليه ... واحترام رأيه حين يختار .. ونحن نلحظ ان المربي الاسلامي يوجهنا الى هذه المعاني .. ففي قصة إبراهيم الذي جاءه الامر الالهي في الذبح ، ومع ان الامر الالهي لا يتغير ولا يتبدل ، لكن إبراهيم (ع) لا ينفذه الا بعد المشورة: ﴿ يابنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك، فانظر ماذا ترى﴾ ( الصافات : 102 ) .كذلك سيدة النساء الزهراء (ع) تحرص على إسماع أبنائها دعاءها لهم في صلاة الليل مع استحباب اخفائه، والسبب واضح لتأكيد اهتمامها بهم وبأنّهم يحتلّون في قلبها مكاناً، الأمر الذي دعاهم الى الاستغراب والتساؤل عن السبب في أن يكونوا في المرتبة الاخيرة في تعدادها للمؤمنين في ركعة الوتر ، فتقول لهم (ع) : ( الجار ثم الدار).إنّ من المؤسف أن نجد بعض الآباء لا يهتمون بوجود الأبناء فيتجاهلونهم في وجود الضيوف، فلا يقدمون لهم الطعام ولا تعطى لهم فرصة في الحديث...إلخ.
3 ـ تمتّع الطفل بالحركة الكافية :
لابدّ أن يحصل الطفل على الحرية في المرحلة الاولى من حياته، فلا بدّ أن يجد المكان المناسب له في لعبه وحركته وترتيب لوازمه دون تدخّل الكبار.. ولا بدّ أن يجد الحرية في الحركة دون تحذير .. وأن لا يجد من يعيد ترتيب ممتلكاته بعد أن رتبها بنفسه.. وأن يجد الحرية في ارتداء ما يعجبه من الملابس واختيار ألوانها... فما دام هو السيد في هذه المرحلة وهو الأمير فلا بدّ أن يكون ترتيب البيت بشكل يتناسب مع حركته ووضعه كذلك يجدر بالوالدين التحلي بالصبر للحصول على النتائج الحسنة.مظاهر الغيرة عند الطفل وكيفية معالجتها
إنّ كثرة الأولاد ليست سبباً في شجار الإخوة فيما بينهم كما تتصور بعض الامهات الكريمات .. بل الغيرة أحد اهم اسباب العراك بين أفراد الاسرة ... والغيرة من الامراض التي تدخل بيوتنا بدون إذن وتسلب راحتنا .. ولذا ينبغي الحرص على سلامة صحة الطفل النفسية في السبع سنوات الاولى من عمره أكثر من الاهتمام بصحته الجسدية .. وكثير من الامراض الجسدية التي تصيب الطفل في هذه المرحلة تكون نتيجة لسوء صحته النفسية .. والغيرة من الأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب الطفل في المرحلة الاولى من حياته نسبة الى غيرها من الامراض ، كالكذب والسرقة وعدم الثقة بالنفس .. فالغيرة تسلب قدرة الطفل وفعاليته وحيويته كالسرطان للجسد.ويمكن للوالدين تشخيص المرض عند أطفالهم من معرفة مظاهره ودلائله ... فكما إن الحمى دليل التهاب في الجسم ... كذلك للغيرة علائم بوجودها نستدل عليها وفي السطور القادمة سنتحدث عن مظاهر الغيرة عند الطفل.إنّ الشجار بين الاخوة من أبرز معالم مرض الغيرة... وكذلك بكاء الصغير لأتفه الأسباب، فقد نجده في بعض الاحيان يبكي ويعلو صراخه لمجرد استيقاضه من النوم، أو لعدم تلبية طلبه بالسرعة الممكنة، أو لسقوطه على الارض ... أما العبث في حاجات المنزل فهو مظهر آخر للغيرة التي تحرق قلبه وبالخصوص حين ولادة طفل جديد في الاسرة ... أما الانزواء وترك مخالطة الاخرين فهو أخطر مرحلة يصل اليها المريض في وقت يتصور فيه الوالدان أنه يلعب ويلهو ولا يودّ الاختلاط مع اقرانه، وإن له هواية معينة تدفعه الى عدم اللعب معهم، أو إنه هادئ ووديع يجلس طوال الوقت جنب والديه في زيارتهم للآخرين .. ولا يعلم الوالدان ان الغيرة حين تصل الى الحد الاعلى تقضي على مرحه وحيويته تاركاً الاختلاط مع الآخرين ومنطوياً على نفسه.إن الغيرة وأي مرض نفسي أو جسدي لا بدّ أن يأتي عارضاً على سلامتنا، ولا يمكن أن يكون فطرياً... فالسلامة هي أصل للخلقة وهي من الرحمن التي الزم الله بها نفسه عزّ وعلا ﴿ كتب ربّكم على نفسه الرحمة﴾(الانعام : 54 ) .والغيرة تبدو واضحة للوالدين في الطفل في مرحلته الاولى ... وتختفي مظاهرها (فقط ) بعد السابعة ، حيث يتصور الوالدان ان طفلهما اصبح كبيراً لا يغار ، وهو خطأ .. فالطفل في المرحلة الثانية من حياته يقل اهتمامه واعتماده على والديه ويجد له وسطاً غير الاسرة بين أصدقائه ورفاقه في المدرسة أو الجيران... ولا تنعكس مظاهرها الا في شجاره مع إخوانه في الاسرة ... أما في المجتمع فله القسط الأوفر من آثار الغيرة التي يصاب بها الابناء.أمّا أسباب الغيرة عند الطفل في المرحلة الاولى من عمره ، فهي كالتالي :إنّ الكائن البشري صغيراً أم كبيراً، إمرأة أو رجلاً أسود أو أبيض .. يمتلك قيمة وجودية من خلال سجود الملائكة له ﴿وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم﴾ (البقرة : 34) .إضافة الى انّ كل المخلوقات جاءت لتأمين احتياجاته ومسخرة لخدمته ﴿ وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعاً منه﴾ ( الجاثية : 12 ).وفي الحديث القدسي : ﴿يا ابن آدم خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي﴾. وقيمة أخرى إنّه يحمل نفحة من روح الله بخلاف الكائنات الأخرى ﴿ فاذا سويته ونفخت فيه من روحي﴾ (ص : 72 ) .ولأهمية وجود الكائن الإنساني اختصت به أحكام الاهية منذ ولادته، مثل حرمة قتله ووجوب دفع الدية حين تعرضه لأيّ أذى مثل خدشه أو جرحه او جنونه ، وحتى الطريق الذي يسير فيه لا يجوز تعريضه للاذى فيه بأن ترمي الاوساخ فيه أو تقطع الطريق عنه بسيارة أو حاجة ، حتى وقوفك للصلاة فيه... الى غير ذلك من الاحكام الشرعية التي تعكس لنا مدى اهتمام الخالق بوجود الانسان ووجوب احترامنا له.وحين يتعرض الطفل الى تجاهل الآخرين يبرز العناد كوسيلة دفاعية لما يتعرض له من أذى في عدم الاهتمام به ... كذلك حين يهتم الوالدان بواحد ويتجاهلان الآخر .. ولقد رفض المربي الاسلامي هذا التعامل مع الابناء لأنه يزرع الحقد في قلبه لأفراد أسرته وحتى لأبويه وللناس ... فلقد أبصر رسول الله (ص) رجلاً له ولدان فقبّـل أحدهما وترك الآخر ... فقال رسول الله (ص) : (فهلا واسيت بينهما ) (من لا يحضره الفقيه : ج 3 باب فضل الأولاد).