<a name="link20"></a>العقوبة والتهديد - افضل السلوک فی تربیة الطفل المسلم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

افضل السلوک فی تربیة الطفل المسلم - نسخه متنی

فاطمی ابو جواد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ثانياً ـ أثر القصص الهدّامة :

إن للقصة أثراً بالغاً على نفسية الطفل في مرحلة حياته الاولى، والقصة حين يستمع الطفل اليها مثل البذر الذي يستقر في التربة ليثمر بعد حين.. وينبغي على الوالدين التفكّر بهدف القصة قبل سردها للطفل.. وقراءة بسيطة لقصة ليلى والذئب التي يعرفها اكثر اطفالنا مثلما يعرفون اسماءهم.. تجد انها تصوّر الناس بأنّهم يظهرون لك الحب والولاء ويضمرون لك الشرّ والعداء.. من خلال شخصية الذئب الذي يمثل بصورة الجدّة المحبة للأطفال.. كذلك قصة جحا والحمار التي تصور الناس بأنهم يتصيّدون حركات الأفراد للحديث عنهم بسوء، ولا بدّ من اتقاء شرورهم التي تلاحقك في كل حركة صحيحة أو خاطئة.. وقصة قطر الندى التي يتمركز محورها حول شخصية (زوجة الاب) المؤذية الحقودة.. التي تجعل الطفل قلقاً من امثال هذه الشخصيات التي قد يبتلى بها.. والاجدر بالادب القصصي ان يعكس صورة زوجة الاب بالمربية الحنونة التي تحب الاطفال وترعاهم.

ثالثاً : الإكراه في الكرم :

كثير من الآباء يفرضون حالة الكرم على اطفالهم الصغار.. فالصغير حين يحمل قطعاً من الحلوى أو يلهو بلعبته المفضلة.. فتبادر الأم حين مرورها بصديقة مع طفلها، او تزورها إحدى الصديقات بأن يعطيه جزء من قطعة الحلوى او يشاركه في اللعب.. ويرفض طفلها وتلح عليه كثيراً حتى يخشى غضبها فيعطيه ويشاركه.. إن فرض الكرم على الطفل لايخلق عنده خلق الكرم كما يتصور الوالدان.. بل تبعث في نفسه كراهية وحقداً للناس.

العقوبة والتهديد

تختلف العوائل بعضها عن بعض في شكل العقوبة الموجهة للأبناء ... وكلّ يدافع عن طريقته في العقاب وأثره في التربية .. ونحن هنا نستعرض ثلاث حالات يحتاج فيها الوالدان للعقوبة والتي هي :

1 ـ سوء السلوك
، حين يستعمل الطفل الكلمات النابية او يسيء الى الآخرين .. فلا يجد والده غير العقوبة رادعاً عن قلة الأدب ..

2 ـ التصرفات الخاطئة
، وهي حالة أخرى يوجّه فيها الآباء عادة العقوبة لابنائهم حين يكون الطفل ثرثاراً او غير مبال في اتساخ ملابسه وتنظيم حاجاته ...

3 ـ العناد
، في عدم طاعة والديه تدفع الآباء الى عقوبة أبنائهم.

ان الاباء وبالخصوص أولئك الذين يستخدمون العقوبة القاسية .. عليهم التريّث قليلاً ليفكروا بأنّ ما أوصل الطفل الى الحالة التي جعلته معانداً او قليل الادب او غير ذلك هي نتيجة سوء تربيتهم له ... فما هو ذنب الابناء أذن ?

نحن لا نقول إن على الوالدين ترك أبنائهم مطلقاً دون عقاب ... بل نؤكد على اختيار العقوبة المفيدة الرادعة للطفل .. حيث نلحظ أن انواع العقوبة التي تعارف عليها أفراد مجتمعنا هي باختصار :

الإيذاء الجسدي، بأن يستخدم الوالدان ضرب الطفل او شدّه الى احد أركان البيت أو حرق أجزاء بدنه الى غير ذلك من العقوبات الجسدية .

الإيذاء النفسي، مثل الشتم والسبّ والقول للطفل بأنّنا لانحبك أو عدم تكليمه لمدة طويلة إلى غير ذلك من الاساليب المؤذية .

إنّ كلّ أنواع هذه العقوبة سواء أكانت جسدية أو نفسية حسب المنظور الإسلامي للتربية خاطئة حيث ينص الحديث الشريف : (دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدبّ سبعاً وألزمه نفسك سبع سنين).

بمعنى إن السبع سنوات الأولى من حياة الطفل تحمل عنوان اللعب واللعب يعني تعليمه وإرشاده دون إلزامه وتحمّله لمسؤولية فعله .. والعقوبة تعني تحميله مسؤوليات العمل إضافة الى ان الاذى الجسدي والنفسي الذي نسببه للآخرين هو من الذنوب الجسيمة التي لا ينفع الاستغفار وحده لمحوها، بل نحتاج معها الى الديّة، والديّة ضريبة مالية تحدد قيمتها على الاثر الذي يتركه الأذى الجسدي أو النفسي .. وبدونها (الدية) لا يمكن تحقق العفو الألهي الا بعفو المقابل ورضاه.

إن النهي عن استخدام العقوبة المؤذية للجسد والنفس .. لا تعني مطلقاً ترك الطفل يتمادى في غيّه دون فعل شيء .. فالمربي الاسلامي يدعونا الى اظهار الخطأ بشكل لطيف وبدون أذى للطفل .. ويعتبره من أفضل انواع العقوبة الرادعة لخلوها من الآثار السلبية على نفسية الطفل .. بالاضافة الى الجوانب الايجابية في إعداد الطفل في مرحلته الاولى لتحمُّل المسؤولية.

جاء في الحديث الشريف عن أحد أصحاب الإمام المعصوم قائلاً : ( شكوت الى أبي الحسن موسى (عليه السلام) إبناً لي، فقال : لا تضربه .. واهجره .. ولا تطل).

فالمربي الاسلامي في الوقت الذي ينهى عن استعمال الضرب الذي هو ذا أثر سيء على الجسد .. كذلك ينهى عن الإيذاء النفسي (لا تطل ) اي لا تطيل مدة عدم تكليمك إيّاه (الهجر) ... والإكتفاء بهجرانه لمدة قصيرة بسبب خطئه .

إن توضيح الخطأ للطفل من أهم الامور في هذه المرحلة ? ولكن البعض من الآباء يعاقبون أبناءهم دون ان يعرفوا مالذي ارتكبوه أو ان الام تنظر الى طفلها فلا تمنعه من عمل يمارسه .. وفي وقت آخر يتعرض للعقوبة بسبب الفعل ذاته.. إنّ هذه الحالة تشوّش الطفل كثيراً فلا يميز بين الخطأ والصواب .. وحين يأتي الطفل الى امه باكياً لأنّ لعبته انكسرت بيديه او عند اصدقائه .. وبكاؤه دليل معرفته للخطأ .. فلا يصح من الأم ان تعاقبه وتكون عليه .. فما دام يفهم الخطأ فعليها أن تكون معه تبدى تأسفها وحزنها لما حدث له.

التهديد :

إذا كانت العقوبة لغرض التأديب .. فليطمئن الوالدان بأنّ التهديد يضعف من أثر التأديب.. كيف ?

لأنّ التهديد وحده دون تنفيذ العقوبة .. كأن تهدّد الأم صغيرها بالضرب أو حرمانه من شيء يحبّه .. ونفّذت التهديد، فالسلبيات تدخل في انواع العقوبة المؤذية التي لها آثار سلبية فضلاً عن عدم جدواها في التأديب .. وإذا لم تنفذ التهديد فهو خطأ جسيم آخر لأنه يضعف من شخصيها أمام الطفل.

من هنا نلحظ ان التهديد سواء نفذ ام لم ينفذ فلا فائدة مرجوة منه ولا يصل بالوالدين الى الهدف الذي ينشدانه في تأديب الطفل .. حتى بالتهديد المثير للذعر .. مثل تخويفه بالشرطة او بمن يسرقه او بالحيوان المفترس ... ويجب على الوالدين تركه لأنّه يؤثر على مشاعره ويزيد في مخاوفه ويثير قلقه.

ولعل سائلاً يقول :

لماذا تقرّ التربية الاسلامية إسلوب التهديد ? كما جاء في الآية الكريمة المقدسة : ﴿ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾ (الماعون : 5) .

وجوابه إن العقوبة الإلهية للعبد تختلف عن العقوبة التي يستخدمها الوالدان للطفل بأنها (العقوبة الالهية) نتيجة طبيعية لفعل العبد ... مثل حصاد الاشواك لمن زرع بذرته .. أو فشل الطالب الذي انشغل باللعب واللهو في وقت الامتحان ... وتختلف عن عقوبة المربين بأنّها عارضة على الانسان . مثل ضرب الوالدين للابن لعدم اهتمامه بدراسته، او طرد الفلاح من المزرعة لعدم زرعه النباتات المثمرة المفيدة .. فالعقوبة الالهية إذن نتيجة طبيعية لفعل الإنسان ... وعقوبة الوالدين نتيجة غير طبيعية لفعل الأبناء .. ومن هنا كان التهديد الذي استعمله القرآن يختلف تماماً عن التهديد الذي يستعمله المربّون .. فهناك اختلاف كبير بين أن تقول للطالب مثلاً :

الويل لك إن لم تهتم بدراستك، فإنّ الفشل نصيبك.

او الويل لك إن لم تهتم بدراستك ? فان الضرب المبرح نصيبك.

فالنوع الاول من التهديد مفيد في التأديب والتربية، لأنّه لا يستبطن العقوبة المؤذية من جهة .. ولأنّه (التهديد) يلفت النظر ? وبدون إيذاء ? الى الخطأ الذي ينتظر الفاعل.

أما النوع الثاني من التهديد فهو غير مفيد لعدم تأثيره في الفاعل وللأسباب التي ذكرناها في موضوع التهديد .. ومن هنا كان الاسلوب القرآني في تربية العبد باستخدام التهديد مفيداً ومثمراً ومؤثراً .

إنّ العوامل النفسية التي تكمن وراء استخدام الوالدين انواع العقوبة القاسية تجاه أخطاء ابنائهم وكما يراها علماء التربية الغربيون .... هي مايلي :

1 ـ تعرّض الوالدين في صغرهم لنفس العقوبة التي يستعملونها مع أبنائهم ? كردّة فعل نفسية يندفع اليها الفرد حين لايتمكن من رد الاذى عنه ضعيفاً في الصغر .

2 ـ تنفيس لحالة الغضب التي يعايشها المعاقب بسبب توتّره من كلمة او إهانة او مشكلة يعاني منها لايقدر على مواجهتها فتنعكس على الابناء .

3 ـ شعور الوالدين بالعجز تجاه تصرفات أبنائهم الخاطئة او مع الآخرين لضعف شخصيتهم وعدم ثقتهم بأنفسهم، الأمر الذي يدفعهم الى العقوبة القاسية مع ابنائهم للتغطية على ضعفهم والخروج بمظهر القوة.

مظاهر التوتر عند الطفل وأسبابه

التوتر مرض عارض يصيب نفسية الطفل لاسباب متعددة ... ويرافقه طيلة يومه ولا ينفك عنه فيفقده نشاطه ومرحه وتفتحه للحياة .. ويختلف تماما عن الغضب ولأنّ اكثر الآباء لا يميزون بين الغضب والتوتر عند الطفل .. لذا نطرح اهم مظاهر هذا المرض، حتى يمكن للوالدين تشخيص حالة المرض عند أبنائهم وهي كالتالي :

1 ـ ضعف ثقته بنفسه :

إنّ كل الآثار التي يخلفها التوتر على الطفل غير مرغوبة عند الوالدين بشكل عام، فالأم يحزنها أن تجد طفلها قلقاً يقضم أظفاره ويتعرض للفشل طيلة حياته في نشاطاته المختلفة ابتداءاً من المدرسة ثم حياته الزوجية والعملية .. وما نراه في مناطق كثيرة من امم تعيش تحت سطوة الحاكم الجائر دون ان تسعى لتغيير ماعليها بكلمة او حركة، ترجع اسبابه الى الافراد الذين تتكون منهم تلك الامم ممن فقدوا ثقتهم بأنفسهم فاصبحوا أذلاء .

2 ـ الجُبن :

ان الطفل حين يخشى الظلمة او النوم في مكان بعيد عن والديه، او خوفه من الماء الى غير ذلك من المخاوف التي تجعله جباناً لا يقدم ولا يؤخر .. وكل هذه المخاوف تأتي للطفل نتيجة توتره.

3 ـ تقليد الآخرين :

الطفل في مرحلته الاولى قد يأتي والديه يوماً بحركة جديدة وتصرف غريب كلما يلتقي بأقرانه .. وحالة الطفل بهذا الشكل تثير غضب والديه متصورين الامر مرتبطاً بانعكاس أخلاق قرناء السوء .. والأمر ليس كذلك، بل هي حالة التوتر التي تدفعه لإكتساب هذا الخلق وذلك دون ان يتعلمه من والديه.

4 ـ إزدياد حالة الغضب :

للغضب نوبات حيث تزيد وتنقص في الطفل في سنواته الاولى حسب حالته النفسية ... فإن كان متوتراً ازدادت عنده وتفاقمت مما يثير ازعاج والديه.

أسباب التوتر :

يجدر بالآباء الوقاية من المرض، وذلك بمعرفة اسبابه وهي كالتالي :

1 ـ التعامل معه بحدّة :

إنّ نفسية الطفل في المنظور الاسلامي لاتختلف عن الكبير، ولذا يكون ما يزعجهم يزعجنا... فالأم حين يتعامل احد معها بحدة، كأن يطلب الزوج منها أن تفعل كذا، ويقولها بعصبية وقوة، بشكل طبيعي تصيبها حالة التوتر أضافة الى عدم الاستجابة للفعل .. والأب كذلك حين يطلب منه رئيسه في العمل انجاز امر بصرامة وعصبية .. وهكذا الطفل يصيبه التوتر حين تقوله الأم بحدة : إخلع ملابسك بسرعة ? لايعلو ضجيجك ? انته من الطعام بسرعة .. إلخ، اضافة الى العناد وعدم الطاعة.

2 ـ تعرضه للعقوبة القاسية :

إن استخدام الوالدين للعقوبة القاسية المؤذية للجسد او النفس، كالضرب او التحقير او التثبيط .. تؤدي الى توتر الطفل في المرحلة الاولى من عمره.. وقد نهى المربي الاسلامي عن امثال هذه العقوبة كما طالب الابوين بالتجاوز عن أخطاء ابنائهم.

قال رسول الرحمة (ص) : (رحم الله من أعان ولده على برّه، وهو ان يعفو عن سيئته) عدة الداعي : 61.

3 ـ شعوره بالغيرة :

إن الغيرة التي تصيب الطفل في السنوات السبع الاولى من عمره، وبسبب سوء التعامل معه تعدّ من الاسباب التي تجعل الطفل متوتراً .

/ 7