وضوء النبی ص‍ل‍ی ‌ال‍ل‍ه‌ ع‍ل‍ی‍ه‌ و ال‍ه‌ وس‍ل‍م‌ من خلال ملابسات التشریع نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وضوء النبی ص‍ل‍ی ‌ال‍ل‍ه‌ ع‍ل‍ی‍ه‌ و ال‍ه‌ وس‍ل‍م‌ من خلال ملابسات التشریع - نسخه متنی

علی الشهرستانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



تنبيـه:


قبل البحث في مواضيع الباب الثاني، لابُدَّ من التنبيه إلى الأسباب الداعية لفصل العهدين ـ الأمويّ والعبّاسيّ ـ عن عهد الخلافة الراشدة...


والأسباب هي:


أوَّلا: اضمحلال قدسيّة الخلافة في هذين العهدين، ولم تَعُد تُضفى على الخليفة كما كانت في عهد الخلفاء الراشدين.


ثانياً: إنَّ كثيراً من الصحابة الّذين عاشوا في العهد الأمويّ، كانوا من متأخّري الصحبة; وقد انخرط معظمهم في ركب الخلفاء السياسيّين!!


ثالثاً: كان الخليفة في الخلافة الراشدة يسعى لتحكيم الأحكام الدينيّة، في حين لا نرى في العهدين التاليين سوى ما يدعم الحاكم، وما الخلافة عندهما إلاّ منصب سياسيّ.


رابعاً: نتيجة لقلّة عدد الصحابة، غدا احتمال التغيير في الدين غير مستبعد.


خامساً: تأصيل أُمور لم تكن أصيلة في شريعة سيّد المرسلين في هذين العهدين.


إنَّ هذه العوامل مجتمعة، كوَّنت مجتمعاً وأفكاراً تختلف اختلافاً جوهريّاً ممّا كان في عهد الخلافة الراشدة; لأجله عمدنا إلى فصل هذين العهدين عن العهود التي سبقتهما، ليمكن دراستها بنحو أشمل.


العهد الأمويّ (40 ـ 132 هـ)

تمهيد المعروف عن بني أُميّة تبنيهم لقضيّة عثمان، والمطالبة بدمه، ونشر فضائله، والوقوف أمام مخالفيه والحطِّ منهم، ومن ثمَّ الالتزام بفقهه ونشر آرائه، رغم مخالفة بعضها لصريح القرآن المجيد والسنّة النبويّة، وإليك بعضها. الأمويّون وتبنيهم لرأي عثمان 1 ـ الصلاة بمنى: أخرج أحمد بسنده إلى عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أنَّه قال: لمّا قدِم علينا معاوية حاجّاً، قدمنا معه مكّة، قال: فصلّى بنا الظهر ركعتين ثمَّ انصرف إلى دار الندوة ; قال ] الراوي ] : وكان عثمان حين أتمَّ الصلاة إذا قدم مكّة صلّى بها الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعاً أربعاً، فإذا خرج إلى منىوعرفات قصّر الصلاة، فإذا فرغ من الحجّ وأقام بمنى أتمَّ الصلاة حتّى يخرج من مكّة. فلمّا صلّى ] معاوية ] بنا الظهر ركعتين، نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان فقالا له: ما عاب أحد ابن عمّك بأقبح ما عبته به. فقال لهما: وما ذاك؟ قالا: ألم تعلم أنـَّه أتمَّ الصلاة بمكّة؟ قال، فقال لهما: وَيْحكم! وهل كان غير ما صنعت، قد صلّيتهما مع رسول الله، ومع أبي بكر، وعمر (رضي الله عنهما). قالا: فإنَّ ابن عمّك قد كان أتمّهما، وإنَّ خلافك إيّاه عيب! قال: فخرج معاوية إلى منى فصلاّها بنا أربعاً(324). وقد أخرج المتقيّ الهنديّ في كنز العمّال عن ابن عبّاس انّه قال: صلّى رسول الله وأبو بكر وعمر ركعتين، ثمَّ فعل ذلك عثمان ثلثي إمارته أو شطرها ثمَّ صلاّها أربعاً، ثمَّ أخذ بها بنو أُميّة(325). فمعاوية لم يكن جاهلا بصلاة عثمان إلاّ انّه أراد ـ بدهائه ـ أن يعرف مدى تأثير رأي عثمان الصلاتي في الناس وخصوصاً عند أقاربه وحاشيته! 2 ـ الجمع بين الأُختين بالملك: أخرج ابن المنذر، عن القاسم بن محمَّد: إنَّ حيَّاً سألوا معاوية عن الأُختين ممَّا ملكت اليمين يكونان عند الرجل يطؤهما؟ قال: ليس بذلك بأس. فسمع بذلك النعمان بن بشير; فقال: أفتيت بكذا وكذا؟! قال: نعم. قال: أرأيت لو كان عند الرجل أُخت مملوكته، يجوز أن يطأها؟ قال: أما والله لربَّما وددتني أُدرِك، فقل لهم: اجتنبوا ذلك فإنَّه لا ينبغي لهم؟ فقال: إنَّما الرحم من العتاقة وغيرها(326). إنّ معاوية بإفتائه هذا كان قد اتّبع فقه عثمان; إذ إنَّه كان قد أفتى بذلك. فقد أخرج مالك في الموطّأ عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب: إنَّ رجلا سأل عثمان بن عفّان عن الأُختين من ملك اليمين، هل يجمع بينهما؟ فقال عثمان: أحلّتهما آية، وحرّمتهما آية، فأمَّا أنا فلا أحبُّ أن أصنع ذلك. قال: فخرج من عنده فلقي رجلا من أصحاب رسول الله (ص); فسأله عن ذلك، فقال: لو كان لي من الأمر شيء، ثمَّ وجدت أحداً فعل ذلك لجعلته نكالا. قال ابن شهاب: أراه عليّ بن أبي طالب(327). 3 ـ ترك التكبير المسنون في الصلاة: أخرج الطبرانيّ، عن أبي هريرة، وابن أبي شيبة، عن سعيد بن المسيّب: إنَّ أوَّل مَن ترك التكبير معاوية(328). وجاء في الوسائل في مسامرة الأوائل: إنَّ أوَّل مَن نقّص التكبير معاوية، كان إذا قال: سمع الله لمن حمده، انحطَّ إلى السجود ولم يكبّر(329). وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم، قال: أوَّل من نقّص التكبير زياد(330). وقد جمع ابن حجر العسقلانيّ في فتح الباري بين الأقوال; فقال: وهذا لاينافي الذي قبله، لأنَّ زياداً تركه بترك معاوية، وكان معاوية تركه بترك عثمان(331). وقد جاء عن مطرف بن عبد الله; قال: صلّيت خلف عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) أنا وعمران بن الحصين، فكان إذا سجد كبّر، وإذا رفع رأسه كبّر، وإذا نهض من الركعتين كبّر، فلمّا قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال: «قد ذكّرني هذا صلاة محمَّد»، أو قال: «لقد صلّى بنا محمَّد»(332). وفي لفظ آخر عن مطرف بن عمران; قال: صلّيت خلف عليّ صلاةً ذكَّرني صلاة صلّيتها مع رسول الله والخليفتين; قال: فانطلقت فصلّيت معه فإذا هو يكبِّر كلَّما سجد وكلَّما رفع رأسه من الركوع; فقلت: يا أبا نجيد مَن أوَّل مَن تركه؟ قال: عثمان بن عفّان (رض) حين كَبُرَ وضعف صوته تركه(333). وأخرج الشافعيّ في كتاب الأُمّ وكذا القزويني في التدوين من طريق أنس ابن مالك; قال: صلّى معاوية بالمدينة فجهر فيها بالقراءة، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم لاُِمِّ القرآن، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها، حتّى قضى تلك القراءة ولم يكبّر حين يهوي حتّى قضى تلك الصلاة، فلمّا سلّم ناداه مَن يسمع ذلك من المهاجرين من كلّ مكان: يا معاوية! أسرقتَ الصلاة أم نسيت؟! فلمّا صلّى بعد ذلك قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أُمِّ الكتاب وكبَّر حين يهوي ساجداً(334). وأخرج الشافعيّ الحديث كذلك عن طريق عبيد بن رفاعة(335)، وصاحب الانتصار أخرجه عن طريق أنس بن مالك، كما حكاه في البحر الزخار. وبهذا عرفت بأنَّ معاوية قد تبنّى فقه الخليفة في تركه للتكبير المسنون، والجمع بين الأُختين بالملك وعدم قراءة البسملة للسورة اقتداءً بعثمان! 4 ـ التلبية: أخرج النسائيّ والبيهقيّ في سننهما عن سعيد بن جبير; قال: كان ابن عبّاس بعرفة; فقال: يا سعيد، مالي لا أسمع الناس يلبّون؟ فقلت: يخافون معاوية.. فخرج ابن عبّاس من فسطاطه; فقال: لبيك اللّهمَّ لبيك، وإن رغم أنف معاوية، اللّهمَّ العنهم، فقد تركوا السنّة من بغض عليّ(336). قال السنديّ في تعليقته على النسائيّ: «من بغض عليّ»: أي لأجل بغضه، أي: وهو كان يتقيّد بالسنن، فهؤلاء تركوها بغضاً له(337). وأخرج ابن حزم في المحلّى: أهلَّ رسول الله حتّى رمى الجمرة وأبو بكر وعمر(338).. ولم يذكر عثمان. وعن عبد الرحمن بن يزيد: إنَّ عبد الله بن مسعود لبَّى حين أفاض من جمع; فقيل له: عن أي هذا؟ وفي لفظ مسلم: فقيل: أعرابي هذا؟! فقال: أنسي الناس أم ضلّوا؟.. سمعت الذي نزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المكان: «لبيك اللّهمَّ لبيك»(339). وفي النصّين الأخيرين دلالة على أنَّ الخليفة عثمان كان لا يرتضي التلبية، وأنَّه كان قد طبَّع الناس على تركها، حتى كانوا يعدّونها ليست من الدين، وأنَّ معاوية قد سار على نهج الخليفة كما ظهر ذلك من النصّ الأوّل. وما كانت هذه الأمثلة إلاّ نموذجاً لكثير من النصوص المبثوثة في الكتب والدالّة على التزام معاوية بنهج الخليفة وسعيه لتطبيق فقه عثمان ورأيه. وبعد هذا.. نتساءل: أيعقل أن يتخطّى معاوية وضوء الخليفة، مع ما عرفت عنه من تبنيه لآرائه الفقهيّة؟! وماذا يجدي نقل كلّ تلك الفضائل لعثمان، ألَم تكن هي مقدّمة للأخذ بفقهه والسير على نهجه؟ وكيف يترك معاوية فقه عثمان، وهو الخليفة الأمويّ المظلوم!! ويسمح بانتشار فقه الناس المخالفين له ولعثمان؟! لسنا بصدد البحث في أنَّ عثمان هل هو الذي أثّر في الأمويّين، أم هو المتأثّر بهم؟ بل الذي نودّ التأكيد عليه هو وجود الامتزاج والتلاقي في الأفكار، وأنَّ الخليفة والأمويّين يسيران على نهج ويتابعان هدفاً واحداً. وبما أنَّ الإمام عليّاً أحد الناس الذين يتحدَّثون عن رسول الله في الوضوء، فمن الطبيعي أن تواجه الحكومة الأمويّة أُولئك الناس بالشدّة، إذ إنَّ سياستها ـكما قلنا ـ تعتمد على أمرين: 1 ـ تبنّي فقه عثمان بن عفّان ونشر فضائله.

/ 38