ما عشتَ أراك الدهرُ عجباً - عید الغدیر فی الإسلام والتتویج والقربات یوم الغدیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عید الغدیر فی الإسلام والتتویج والقربات یوم الغدیر - نسخه متنی

عبدالحسین أمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
فقال: أربعة أعياد.

قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة.

فقال لي: أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجّة، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) ونصبه للناس علماً.

قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟

قال: يجب(159) عليكم صيامه شكراً لله وحمداً له، مع أنّه أهل أن يشكر كلّ ساعة، كذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يُقام فيه الوصيّ ويتّخذونه عيداً... الحديث(160).

وفي المصباح لشيخ الطائفة الطوسي : 513 عن داود الرقّي، عن أبي هارون عمّار بن حريز العبدي قال:

دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة فوجدته صائماً، فقال لي: هذا يومٌ عظيم، عظّم الله حرمته على المؤمنين، وأكمل لهم فيه الدين، وتمّم عليهم النعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق.

فقيل له: ما ثواب صوم هذا اليوم؟

قال: إنّه يوم عيد وفرح وسرور، ويوم صوم شكراً للهِ، وإنَّ صومه يعدل ستّين شهراً من أشهر الحرم... الحديث(161).

وروى عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) :

أنّه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوماً شيّد الله به الإسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا؟

فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو يا سيّدنا؟

قال: لا.

قالوا: أفيوم الأضحى هو؟

قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان، ويوم منار الدين أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لَمّا انصرف من حجّة الوداع وصار بغدير خمّ... الحديث(162).

وفي حديث الحميري بعد ذكر صلاة الشكر يوم الغدير وتقول في سجودك: اللهمّ إنّا نُفرِّج وجوهنا في يوم عيدنا الذي شرَّفتنا فيه بولاية مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه(163).

وقال الفيّاض بن محمّد بن عمر الطوسي سنة تسع وخمسين ومائتين وقد بلغ التسعين: إنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصّته قد احتبسهم للافطار، وقد قدّم إلى منازلهم الطعام والبرّ والصِّلات والكسوة حتّى الخواتيم والنعال، وقد غيّر من أحوالهم وأحوال حاشيته وجدّدت لهم آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه، وهو يذكر فضل اليوم وقِدمه(164).

وفي مختصر بصائر الدرجات، بالإسناد عن محمّد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن جريح البغدادي، قالا في حديث: قصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القمي صاحب الإمام أبي محمّد العسكري المتوفّى 260 بمدينة قم، وقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبيّة عراقيّة، فسألناها عنه، فقالت: هو مشغولٌ بعيده فإنّه يوم عيد، فقلنا: سبحان الله أعياد الشيعة أربعة: الأضحى والفطر والغدير والجمعة... الحديث(165).

ما عشتَ أراك الدهرُ عجباً

[ شبهة النويري والمقريزي في أنّ عيد الغدير ابتدعه علي بن بويه ]

إلى هنا أوقفك البحث والتنقيب على حقيقة هذا العيد وصلته بالأمة جمعاء، وتقادم عهده المتّصل بالدور النبوي.

ثمّ جاء من بعده متواصلة العُرى من وصيّ إلى وصيّ يُعلم به أئمّة الدين، ويشيد بذكره أمناء الوحي، كالإمامين أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الرضا بعد أبيهم أمير المؤمنين صلوات الله عليهم، وقد توفّي هذان الإمامان ونُطف البويهييّن لم تنعقد بعدُ، وقد جاءت أخبارهما مروية في تفسير فرات والكافي المؤلَّفين في القرن الثالث، وهذه الأخبار هي مصادر الشيعة ومداركها في اتّخاذ يوم الغدير عيداً منذ عهد طائل في القِدَم، ومنذ صدور تلكم الكلم الذهبيّة من معادن الحُكم والحِكَم.

إذا عرفت هذا، فهلمّ معي نسائل النويري والمقريزي عن قولهما: إنّ هذا العيد ابتدعه معزّ الدولة عليّ بن بُويه سنة 352.

قال الأول في نهاية الأرب في فنون الأدب 1 : 177 في ذكر الأعياد الإسلاميّة:

وعيدٌ ابتدعته الشيعة، وسمّوه عيد الغدير، وسبب اتخاذهم له مؤاخاة النبي (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب يوم غدير خمّ، والغدير: على ثلاثة أميال من الجحفة بسرّة الطريق قالوا: وهذا الغدير تَصُبُّ فيه عين وحوله شجرٌ كبير(166) ملتفّ بعضها ببعض، وبين الغدير والعين مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، واليوم الذي ابتدعوا فيه هذا العيد هو الثامن عشر من ذي الحجة، لأن المؤاخاة كانت فيه في سنة عشر من الهجرة، وهي حجّة الوداع، وهم يحيون ليلتها بالصلاة ويُصلّون في صبيحتها ركعتين قبل الزوال

، وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق الرقاب وبرّ الأجانب والذبائح. وأول من أحدثه معزّ الدولة أبو الحسن عليّ بن بُويه، على ما نذكره إن شاء الله في أخباره في سنة 352. ولمّا ابتدع الشيعة هذا العيد واتخذ ] و ] ه من سننهم، عمل عوام السنّة يوم سرور نظير عيد الشيعة في سنة 389، وجعلوه بعد عيد الشيعة بثمانية أيام، وقالوا: هذا يوم دخول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الغار هو وأبو بكر الصديق، وأظهروا في هذا اليوم الزينة ونصب القباب وإيقاد النيران. انتهى(167).

وقال المقريزي في الخطط 2 : 222: عيد الغدير لم يكن عيداً مشروعاً ولا عمله أحد من سالف الأمّة المقتدى بهم، وأول ما عرف في الإسلام بالعراق أيّام معزّ الدولة عليّ بن بُويه، فإنّه أحدثه سنة 352، فاتّخذه الشيعة من حينئذ عيداً. انتهى(168).

[ دفع شبهة النويري والمقريزي ]

وما عساني أن أقول في بحّاثة يكتب عن تأريخ الشيعة قبل أن يقف على حقيقته، أو أنه عرف نفس الأمر فنسيها عند الكتابة، أو أغضى عنها لأمر دبّر بليل، أو أنّه يقول ولا يعلم ما يقول، أو أنّه ما يبالي بما يقول.

أوَ ليس المسعودي المتوفّى 346 يقول في التنبيه والأشراف : 221: وولد علي (رضي الله عنه) وشيعته يعظِّمون هذا اليوم؟!.

أو ليس الكليني الراوي لحديث عيد الغدير في الكافي توفّي سنة 329، وقبله فرات بن إبراهيم الكوفي المفسّر الراوي لحديثه الآخر في تفسيره الموجود عندنا الذي هو في طبقة مشايخ ثقة الإسلام الكليني المذكور؟! فالكتب هذه أُلِّفت قبل ما ذكراه ـ النويري والمقريزي ـ من التأريخ (352).

أوَ ليس الفيّاض بن محمد بن عمر الطوسي قد أخبر به سنة 259، وذكر أنّه شاهد الإمام الرضا سلام الله عليه المتوفى سنة 203 يتعيّد في هذا اليوم ويذكر فضله وقدمه، ويروي ذلك عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) ؟!

والإمام الصادق المتوفّى سنة 148 قد علّم أصحابه بذلك كلّه، وأخبرهم بما جرت عليه سنن الأنبياء من اتخاذ يوم نصبوا فيه خلفاءهم عيداً، كما جرت به العادة عند الملوك والأُمراء من التعيّد في أيام تسنّموا فيها عرش الملك.

وقد أمر أئمّة الدين (عليهم السلام) في عصورهم القديمة شيعتهم بأعمال بِرِّيّة ودعوات مخصوصة بهذا اليوم وأعمال وطاعات خاصة به.

والحديث الذي مرّ عن مختصر بصائر الدرجات يُعرب عن كونه من أعياد الشيعة الأربعة المشهورة في أوائل القرن الثالث الهجري.

هذه حقيقة عيد الغدير، لكن الرجلين أرادا طعناً بالشيعة، فأنكرا ذلك السلف الصالح، وصوّراه بدعة معزوّة إلى معزّ الدولة، وهما يحسبان أنّه لا يقف على كلامهما مَن يعرف التاريخ فيناقشهما الحساب.

( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِك وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ )

(الأعراف/116-117)

التتويج يوم الغدير

[ العمائم تيجان العرب ]

وقال المرتضى الحنفي الزبيدي في تاج العروس 2 : 12: التاج: الإكليل والفضة والعمامة، والأخير على التشبيه جمع تيجان وأتواج، والعرب تسمّي العمائم: التاج، وفي الحديث: «العمائم تيجان العرب» جمع تاج، وهو: ما يُصاغ للملوك من الذهب والجوهر، أراد: أنّ العمائم بمنزلة التيجان للملوك، لأنهم أكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤوس أو بالقلانس، والعمائم فيهم قليلة، والأكاليل تيجان ملوك العجم، وتوّجه أي: سوّده وعمّمه.

وفي 8 : 410: ومن المجاز عُمّم بالضم أي: سوّد، لأن تيجان العرب العمائم، فكلّما قيل في العجم: توّج من التاج، قيل في العرب: عمّم، قال: وفيهم إذ عمّم المعمّم، وكانوا إذا سوّدوا رجلاً عمّموه عمامة حمراء، وكانت الفرس تتوّج ملوكها فيقال له: المتوّج.

وعدّ الشبلنجي في نور الأبصار : 25 من ألقاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) : صاحب التاج، فقال: المراد العمامة، لأن العمائم تيجان العرب كما جاء في الحديث(173).

[ تتويج النبي لعلي بالعمامة ]

فعلى هذا الأساس، عمّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا اليوم بهيئة خاصّة تُعرب عن العظمة والجلال، وتوّجه بيده الكريمة بعمامته (السحاب) في ذلك المحتشد العظيم، وفيه تلويحٌ أنّ المتوّج بها مقيَّض ـ بالفتح ـ بإمرة كإمرته (صلى الله عليه وآله وسلم) ، غير أنّه مبلّغ عنه وقائمٌ مقامه من بعده.

وابن منيع البغوي، وأبو بكر البيهقي، كما في كنز العمال 8 : 60(175) عن عليّ قال: عمّمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي.

وفي لفظ: فسدل طرفها على منكبي.

ثم قال: «إنّ الله أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمّة».

وقال: «إن العمامة حاجزةٌ بين الكفر والإيمان».

ورواه من طريق السيوطي عن الأعلام الأربعة السيد أحمد القشاشي(176) في السمط المجيد(177).

وفي كنز العمال 8 : 60، عن مسند عبد الله بن الشخير، عن عبد الرحمن بن عدي البحراني، عن أخيه عبد الأعلى بن عديّ: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا عليّ بن أبي طالب فعمّمه وأرخى عَذَبةَ العمامة من خلفه (الديلمي)(179).

وعن الحافظ الديلمي، عن ابن عبّاس قال: لَمّا عمّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليّاً بالسحاب(180) قال له: «يا علي العمائم تيجان العرب»(181).

وأخرج الحافظ أبو نعيم في معرفة الصحابة، ومحبّ الدين الطبري في الرياض النضرة 2 : 217(183)، عن عبد الأعلى بن عديّ النهرواني: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا عليّاً يوم غدير خم فعمّمه، وأرخى عَذَبة العمامة من خلفه.

وذكره العلامة الزرقاني في شرح المواهب 5 : 10.

وأخرج شيخ الإسلام الحمويني في الباب الثاني عشر من فرائد السمطين ، من طريق أحمد بن منيع، بإسناد فيه عدةٌ من الحفّاظ الأثبات، عن أبي راشد، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «إنّ الله عزّوجلّ أيّدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمّين هذه العمّة، والعمّة الحاجز بين المسلمين والمشركين»، قاله لعليّ لمّا عمّمه يوم غدير خم بعمامة سدل طرفها على منكبه(184).

وأخرج بإسناد آخر من طريق الحافظ أبي سعيد الشاشي المترجم ص 103(185) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمّم عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) عمامته السحاب، فأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال: «أقبل»، فأقبل، ثم قال: «أدبر»، فأدبر، قال: «هكذا جاءتني الملائكة»(186).

الدين أحمد في توضيح الدلائل(189)، وزادوا: ثم قال (صلى الله عليه وسلم) : «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله».

والحافظ الزرندي في نظم درر السمطين(194)، والسيد محمود القادري المدني في الصراط السوي(196).

قال أبو الحسين الملطي(197) في التنبيه والردّ : 26: قولهم ـ يعني الروافض ـ عليّ في السحاب، فإنّما ذلك قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لعلي: «أقبل» وهو معتمّ بعمامة للنبي (صلى الله عليه وسلم) كانت تُدعى السحاب، فقال (صلى الله عليه وسلم) : «قد أقبل عليّ في السحاب»، يعني: في تلك العمامة التي تسمّى السحاب، فتأولوه هؤلاء على غير تأويله(198).

وقال الغزالي كما في البحر الزخار : 215: كانت له عمامة تسمّى السحاب، فوهبها من عليّ، فربما طلع عليّ فيها فيقول (صلى الله عليه وسلم) : «أتاكم عليّ في السحاب»(199).

وقال الحلبي في السيرة 3 : 369: كان له (صلى الله عليه وسلم) عمامة تسمّى السحاب كساها عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه، فكان ربما طلع عليه عليّ كرم الله وجهه فيقول (صلى الله عليه وسلم) : «أتاكم عليّ في السحاب»، يعني: عمامته التي وهبها له (صلى الله عليه وسلم) (201).

/ 10