إمام علی (علیه السلام) و الرأی الآخر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (علیه السلام) و الرأی الآخر - نسخه متنی

حسن السعید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







علي المعارضة



إذا
كان الإمام(عليه السلام) قد أسّس المعارضة الشرعية في الإسلام بعد الرسول(صلى
الله عليه وآله) ، وهو يومئذ في موقع الفرد إزاء السلطة الحاكمة ،
فإنّه يعتبر كذلك المنظِّر الأوّل لمنهج التعامل مع المعارضة يوم أصبح حاكماً
على المسلمين72 .


ومنذ
البداية كان الشكّ يخامر البعض ، لأسباب عديدة ، رغم أنّ الإمام
عليّاً(عليه السلام) ، وبشهادة حتّى أعدائه ، الأقدر
والأصلح ، ولكن ثمّة غيوم كانت تتلبّد في أجواء ملبّدة
أساساً .


فحينما
أجمع المسلمون على بيعة الإمام علي(عليه السلام) بعد مقتل عثمان ، تخلّف
عدد من الصحابة عنه ، وثار عليه آخرون ، وتمرّد عليه بعض ،
وانحرف فريق آخر ، فكيف كان موقفه من هذه الفئات المختلفة73؟


بدءاً ، كان امتناع البعض عن تقديم البيعة للإمام(عليه السلام) أوّل
اختبار لمنهجه في التعاطي مع «الآخر» المختلف . وبالرغم ممّا كان
يمثِّله الامتناع عن البيعة من خروج سافر على مبدأ الطاعة لخليفة
المسلمين ، لاسيما وأنّ بيعته كانت الوحيدة من بين مَنْ سبقوه تحقّقت
بمشاركة شعبية واسعة وبإجماع شامل ، إلاّ أنّ النفر الذين تخلّفوا وهم;
سعد بن أبي وقّاص ، وعبدالله بن عمر ، واُسامة ابن زيد ،
وآخرون لا يتجاوزون بضعة نفر . . لم يعاملوا المعاملة المتوقّعة
بمقاييس المسلمين في ذلك العصر . لقد حصل مع علي بن أبي طالب والذين
تخلّفوا عن بيعة أبي بكر ، أنّهم هُدّدوا وحوصروا في بيت علي ،
وتمّ كشف البيت بالقوّة في الحادثة التي ندم عليها أبو بكر في لحظات
احتضاره ، إلاّ أنّ الإمام عليّاً ترك من تخلّف عنه وشأنه ولم يرغمه في
شيء لم يكن مقتنعاً به ، حتى ندم النادمون في لحظة فوات الأوان ،
مع أنّ أحاديث البيعة والسمع والطاعة للأمير البرّ والفاجر كانت من السِمات
المعروفة عن عبدالله بن عمر ، ممّا يوحي بأنّ موقفه كان سياسياً وليس
نابعاً من شبهات حالت بينه وبين أن يساوي بين علي في سنة 36هجرية وبين يزيد
بن معاوية في سنة 60 هجرية ، واحتفظ المتخلّفون بكامل حقوقهم في دولة
عليّ ، بينما لم يؤدّوا واجباتهم المفترضة ، وعلى رأسها القبول
بالرئيس الأعلى للدولة الإسلامية .


لقد
كان مفهوماً أنّ عليّاً يمنح بذلك معارضيه فرصة التعبير عن مواقفهم ،
ويبيّن ما أشكل عليهم معرفته وفهمه ، والدوافع التي كانت تقودهم إلى
تبنّي تلك المواقف ، ولم يحجر على أحد أو يقطع عطاء أحد من بيت
المال .


ويتكرّر الموقف نفسه مع أهالي «صرنا» في مصر حين امتنعوا عن بيعته ،
بكلّ ما يعنيه ذلك من تمرّد ورفض لسلطة زعيم الدولة الذي اختاره المسلمون ومن
بينهم زعماء المصريين أنفسهم الذين شاركوا في الثورة على عثمان74 .


ومن
الواضح أنّ خلافة الإمام علي(عليه السلام) جاءت في ظروف بالغة الخطورة
والتعقيد ، فذووا النفوذ من الناس قد ألفوا الاستئثار واستراحوا
إليه ، وليس يسيراً أبداً أن يذعنوا لأيّة محاولة إصلاحية تضرّ بمصالحهم
الذاتية .


ثمّ
إنّ المطامع قد تنبّهت لدى الكثير من الرجال ، بعد أن أصبحت الخلافة
مغنماً لا مسؤولية لحماية الشريعة والأمّة . ولقد كان الإمام(عليه
السلام)مدركاً لحقيقة الموقف بدقائقه وخفاياه بشكل جعله يعتذر عن قبول
الخلافة حين أجمعت الأمّة على بيعته بعد مقتل الخليفة عثمان قائلا :
«دعوني والتمسوا غيري فإنّا مستقبلون أمراً له وجوه
وألوان ، لا تقوم له القلوب ، ولا تثبت عليه العقول ، وأنّ
الآفاق قد أنماحت والمحجة تنكّرت . .»75 . ولكن جماهير المدينة
المنورة ، وجماهير الثوّار من العراق ومصر أصرّوا على استخلافه
عليهم ، فنزل الإمام عند رغبتهم ، ولكن وفقاً لشروطه الخاصّة
هو : «واعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، ولم أُصغِ إلى
قول القائل وعبث العابث»76 .


حتى
إذا قام بالأمر وأراد إرجاع الحقّ إلى نصابه ، تألّب عليه الكثيرون من
الساعين وراء مصالحهم الشخصية ، ومنهم الزبير وطلحة ، مختلقين
الأعذار الواهية . فحارب الناكثين من أصحاب الجمل في البصرة ، ثمّ
حارب القاسطين من أصحاب معاوية في صفّين ، ثمّ حارب المارقين من الخوارج
في النهروان ، يبغي تطهير المجتمع الإسلامي من الفتن . .
والنفوس المريضة77 .


وفي
خطبته الشقشقية أشار إلى التحدّيات الكبرى التي واجهته ، وحدّد بدقّه
حقيقة منطلقاتها : «فلمّا نهضتُ بالأمر نكثت
طائفة ، ومرقت أُخرى ، وقسط آخرون [يشير بذلك(عليه السلام) إلى
أصحاب الجمل (وهم الناكثون) وإلى أصحاب النهروان الخوارج (وهم المارقون) وإلى
أصحاب صفّين (وهم القاسطون)] . كأنّهم لم يسمعوا كلام الله سبحانه
حيث يقول : { تِلْكَ الدَّارُ الاْخِرَةُ نَجْعَلُهَا
لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الاَْرْضِ وَلاَ فَسَاداً
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} . بلى والله لقد سمعوها ووعوها ،
ولكنّهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها (أي زينتها)»78 .


هنا
وقفة مقتضبة أمام ثلاث جبهات تباينت في شعاراتها ولكنّها اتّفقت على مناوأة
الإمام(عليه السلام) ، وفي كلّ مرّه ، كان الموقف من قبل
الإمام(عليه السلام)والتعاطي مع هؤلاء منسجماً واضحاً وصادراً من موقف شرعي
محدّد .


/ 13