زعماء مکة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زعماء مکة - نسخه متنی

قاسم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





الأهمية المعنوية



ولعلّها الأهم في
هذا الباب ; لأنّها الدافع الأول للتنافس على زعامتها ، ولأنّ
غالباً ما تمتد الزعامة المعنوية إلى أبعد من مكة والجزيرة ، لتشمل
العالم كلّه . ولأهمية زعامتها هذه نجد كثيراً من الأحيان أن يتقاسم هذه
الزعامة مجموعة من الوجوه أو القبائل ، كلّ له جانب من جوانب تلك
الزعامة ، وسميت بأسماء بقيت موضع فخر لمن حاز طرفاً من تلك
الزعامة ، وأحياناً يزداد عدد الزعماء والمهام ، فيتألف بذلك نظام
حكومي أشبه ما يكون بالجمهوريات المعاصرة .


وتعود أهمية مكة
المعنوية إلى كونها المنطلق الأول للبناء التكويني للحضارة الإنسانية ،
وكذلك البناء التشريعي حيث عرف الإنسان أول الشرائع على يد آدم(عليه السلام)
في مكة المكرمة . واُضيفت إليها تشريعات جديدة كلما تجددت الحياة .
وعندما تحرك الإنسان من هذه الأرض حمل معه ميراثه من هذه الشرائع . إلاّ
أنـّه للأسف الشديد عمد إلى تغييرها وتحريفها ، تدفعهُ إلى ذلك المصالح
الشخصية والأهواء النفسية . ومع ذلك بقيت مكة محط أنظار العالم تنطلق
منها بين الفينة والأخرى أنوار هدى يستضيء بها العالم .


وبقيت معظمةً من
قبل جميع الأديان والقوميات ، يقدمون لها الهدايا والقرابين والنذور
ويزورونها للدعاء حتى قبل بناء إبراهيم(عليه السلام) لها . فكان الهنود
يعظمونها ويقولون : إنّ روح «سينا» وهو الأقوم الثالث عندهم حلّت في
الحجر الأسود . حيث زار سينا مع زوجته بلاد الحجاز10.


وكانت الصابئة
من الفرس والكلدانيين يعدونها أحد البيوت السبعة المعظمة . وربما
قيل : إنـّه بيت زحل لقدم عهده وطول بقائه11، وكان الفرس يحترمون
الكعبة أيضاً زاعمين أنّ روح هرمز حلّت فيها12. وكان أسلافهم يقصدون البيت الحرام ويطوفون به
تعظيماً له ولجدهم إبراهيم . وكان آخر من حجّ منهم ساسان بن بابك .
وقد أهدى غزالين من ذهب وجواهر وسيوفاً وذهباً كثيراً ، فدفن في
زمزم . وقد افتخر بعض شعراء الفرس بعد ظهور الإسلام
وقال





  • وما زلنا نحجّ البيتَ جمعاً
    وساسان بن بابك سار حتى
    أتى البيت العتيق يطوف دينا 13



  • ونلقى بالأباطح آمنينا
    أتى البيت العتيق يطوف دينا 13
    أتى البيت العتيق يطوف دينا 13




وكان اليهود
يعظمونها ويعبدون الله فيها على دين ابراهيم(عليه السلام) وبها صور وتماثيل
منها تمثال إبراهيم(عليه السلام) وإسماعيل(عليه السلام) وصور العذراء
والمسيح(عليهما السلام)ويشهد ذلك على تعظيم النصارى لأمرها14. وموضع البيت الحرام
يأتيه المظلوم والمتعوذ من أقطار الأرض . ويدعو عنده المكروب ،
فكلّ من دعا هناك استجيب له . وكان الناس يحجّون إلى موضع البيت حتى
بوّأ الله مكانه لإبراهيم(عليه السلام)لما أراد عمارة بيته وإظهار دينه
وشريعته15.


ولم أهبط منذ
أنزل الله آدم(عليه السلام) إلى الأرض محرماً بيته تتناسخه الأمم والملل اُمة
بعد اُمة وملّة بعد ملّة16.


وكان النبيّ من
الأنبياء إذا هلكت اُمته لحق بمكة ، يتعبد فيها ذلك النبي ومن معه حتى
يموت فيها ، فمات فيها نوح وهود وصالح وشعيب ، وقبورهم بين زمزم
والحجر17. وبين
زمزم والركن قبور سبعين نبي18.


ومن هذا نعلم مدى
أهمية زعامة مكة عالمياً ، وليس فقط بالنسبة للجزيرة
والعرب .


/ 11