زعماء مکة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زعماء مکة - نسخه متنی

قاسم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





اسماعيل(عليه السلام)



الذبح : عندما تقترن الزعامة
بالنبوّة . تصبح لها نكهة خاصة ، تجذب إليها النفوس الكريمة ،
وتهوي إليها الافئدة الطاهرة ، ويقترب منها الصالحون . وعندما
يختار الله سبحانه وتعالى عبداً لحمل رسالته ، يدخله في دورة من
الابتلاءات والامتحانات حتى تكتمل شخصيته ، ويكون مؤهلا لحمل
الرسالة . وإسماعيل(عليه السلام)كان واحداً من أولئك العباد
الصالحين ، الذين اختارهم الله لرسالته ، وادخله دورة تأهيلية لحمل
النبوّة . ومن مفردات تلك الدورة قصة الذبح . حيث يرى إبراهيم(عليه
السلام)في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل {يا
بني إني أرى في المنام أني أذبحك}48 ورؤيا الأنبياء صادقة كاليقظة .
فيلبي إبراهيم أمر ربّه ، وفي رحلة الحج أو غيرها يقف ابراهيم على
إسماعيل وهو يصلح النبل للصيد ، ليبلغ إسماعيل(عليه السلام)بالأمر
الصعب . فهل يستجيب له كما استجاب في المرّات السابقة من الطلاق وبناء
البيت والحج وغيرها؟ {يا أبتِ افعل ما تؤمر
ستجدني إن شاء الله من الصابرين}49 ويحاول إبراهيم أن ينفذ الأمر في ابنه
{فلما أسلما وتلّه
للجبين}50 تنفيذاً لأمر الله وعندما وضع السكين على رقبته
أدركتهُ الرحمة الإلهية فجاءه النداء الإلهي
{ . . . أن يا ابراهيم * قد صدّقت الرؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين * وإنّ هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم}51.


وانطلق إسماعيل
يبدأ خطى الحياة من جديد . بعد أن أصبح مؤهلا للزعامة الدينية
والدنيوية . ويحسن إدارة مكة مستعيناً بأبنائه الاثني عشر وعلى رأسهم
نابت وقيدار ، الذين يرتبط نسب العرب المستعربة بهم ، والذين نزل
القرآن بلغتهم . ولذلك كان الرسول(صلى الله عليه وآله) يقول : أنا
ابن الذبيحين يعني إسماعيل وعبدالله . وورد عنه(صلى الله عليه وآله)
كذلك . «إذا افتتحتم مصر فاستوصوا
بأهلها خيراً فإنّ لهم ذمة ورحماً» وكان يقصد هاجر أمّ
إسماعيل المصرية ومارية أمّ ابراهيم زوجة النبي(صلى الله عليه وآله)القبطية
المصرية .


ولما حسنت إدارة
مكة على عهد إسماعيل وبنيه ، كثرت الهجرة إلى مكة وتمصرت ، خاصة
بعد خراب سد مأرب حيث انتشرت الأقوام المحيطة في السد ، وقسم منها هاجر
إلى مكة . ويُستدل من بعض الأخبار أنّ مكة قد عمرت بالسكان في عهد
إسماعيل حتى كان لها نظام حكم وسلطة وإدارة ، خصوصاً أن مكة كبرت واتسعت
وتشابكت مصالح سكانها ، وأصبحت لها مواسم تختلف مهماتها من طقوس دينية
وعروض تجارية وغير ذلك52. وبقيت هكذا تزدهر إلى أن توفي إسماعيل ،
وجاء من بعده ابنه نابت ، وكان الرئيس بعده والقائم بالأمور والحاكم
المطلق في مكة والناظر في أمر البيت وزمزم . ثم جاء بعد نابت قيدار بن
إسماعيل وسار بالطريقة التي سار بها أخوه نابت وأبوه إسماعيل(عليهما
السلام) .


زعامة جرهم


اختلف المؤرخون
في إدارة مكة بعد نابت وقيدار ، فمن قائل : إنّ إدارتها كانت لجرهم
بعدهما ، وآخر ينسب ذلك إلى العماليق ، وثالث يقول : إنّها
كانت مشتركة بين جرهم والعماليق ، ثم حدث صراع بينهم أدى إلى نفي
العماليق عن مكة ، والى سيطرة جرهم عليها . وآخر يعيد ذلك الحدث من
الصراع الى «طسم» أو أبناء قنطورا . إلاّ أن أشهر الأخبار تشير إلى أن
الذين تولوا إدارة مكة بعد أبناء إسماعيل هم جرهم ، وهم الذين تزوج
إسماعيل منهم زوجته ، إلاّ أنهُ كذلك اختلف في كيفية استيلائهم على
الادارة ، هل كانت بالحرب والقوة أم بالسلم؟ واختلف كذلك هل كانت جرهم
تسكن مكة أو قريباً منها قبل إبراهيم وزوجته هاجر وابنها ، أم أنّها
كانت غير مسكونة ، وإنما اتفق مجيء قافلة من جرهم ، وفي أثناء
مرورهم علموا من نزول الطير وجود ماء في وادي مكة ، وعثروا على هاجر
وابنها في تلك الحال53؟


ثم إنه هناك من
يقول : إنّ جرهم اثنان . الأولى ابيدوا على يد القحطانيين .
والثانية هي التي تولت إدارة مكة بعد أبناء إسماعيل54.


وعلى كل حال أنّ
جرهم تصاهرت مع إسماعيل وكانوا يتكلمون العربية ، وأنّ إسماعيل أخذ منهم
اللغة العربية بعد أن عاش بين ظهرانيهم منذ نعومة أظفاره حتى
وفاته .


ثم إنّه في أيام
إدارة جرهم ، لم يكن أحد يقوم بأمر الكعبة غير ولد إسماعيل تعظيماً
لهم . فقام بأمر الكعبة بعد ثابت أمين ، ومن بعده يشجب بن
أمين ، ثم الهميع ، وبعده أدر الذي عظم شأنه في قومه وجلّ
قدره ، وأنكر على جرهم أفعالهم ، وهلكت جرهم في عصره55. على إحدى الروايات
وفي رواية المسعودي في المروج56 : أنّ أول ملوك جرهم بمكة مضاض بن عمرو بن
سعد بن الرقيب بن هيتي بن نبت بن جرهم بن قطحان ، ثم بعده عمرو بن
مضاض ، ثم الحارث بن عمر ، ثم عمر بن الحارث ، ثم مضاض بن عمر
الأصغر . وفي رواية أخرى لليعقوبي57 ; أنّ أول ملوك جرهم مضاض بن عمر ، ثم
الحارث بن مضاض ، ثم عمر بن الحارث ، ثم المفسم بن ظليم ، ثم
الحواس بن جحش بن مضاض ، ثم عداد بن ضداد بن جندل ، ثم محص بن
عداد ، ثم الحارث بن مضاض بن عمر ، وكان آخر من ملك من
جرهم .


دفاع جرهم عن مكة : وقد دخلت جرهم في
حروب متعددة دفاعاً عن موقعها ، فمن ذلك أنّ الحارث بن مضاض أول من ولي
البيت ، وكان كلّ من دخل مكة بتجارة عشرها عليه في أعلى مكة . وملك
العماليق السميدع بن هوبز بن لاوي بن قيطور بن كركر . وكان يعشر من دخل
مكة من ناحيته ، وكانت بينهما حروب فتارة تكون على الجرهمين وأخرى
لهم ، واستقام الأمر لجرهم آخر المطاف58وينقل حسين أمين في موسوعة العتبات المقدسة59: أنَّ في أيام الحارث
ابن مضاض الجرهمي نشطت حركة بني إسرائيل ، وزحفوا يريدون مكة من
الشمال ، فقاتلهم الحارث بن مضاض ، فهزمهم واستولى على تابوت من
الكتب يحملونه ، وفيه ما انتحلوه من الزبور .


سقوط جرهم


وردت أخبار
متباينة في كيفية سقوط جرهم . فمن ذلك ما ذكره ابن هشام60: أنّ جرهماً بغوا
بمكة واستحلوا حلالا من الحرمة ، فظلموا من دخلها من غير أهلها ،
وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها ، ففرق أمرهم ، فلما رأت بنو بكر
ابن عبد مناة من كنانة ، وغبشان من خزاعة ذلك أجمعوا لحربهم وإخراجهم من
مكة ، وكانت مكة في الجاهلية لا تقر فيها ظلماً ولا بغياً ، ولا
يبغي فيها أحد إلاّ أخرجته ، ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلاّ هلك
مكانه . فيقال : إنها ما سميت بكة إلاّ أنها كانت تبك أعناق
الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئاً . فلما أحسَّ عمرو بن الحارث الجرهمي
خرج بغزالي الكعبة وبحجر الركن فقذفها في زمزم ، وانطلق هو ومن معه إلى
اليمن ، فحزنوا على ما فارقوا عن أمر مكة وملكها حزناً شديداً ،
فقال عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض في ذلك شعراً





  • كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
    فقلت لها والقلب مني كأنما
    بلى نحن كنا أهلها فأزالنا
    وكنا ولاة البيت من بعد نابت
    نطوف بذاك البيت والخير ظاهر



  • أنيس ولم يسمر بمكة سامر
    يلجلجه بين الجناحين طائر
    صروف الليالي والجدود الغوائر
    نطوف بذاك البيت والخير ظاهر
    نطوف بذاك البيت والخير ظاهر




ولهذا الشعر قصة
لطيفة : إنّ عمرو بن الحارث كان قد نزل بقنونا من أرض الحجاز ،
فضلت له إبل فبغاها حتى أتى الحرم ، فأراد دخوله ليأخذ إبله ،
فنادى عمرو بن لحى : من وجد جرهمياً فلم يقتله قطعت يده . فسمع
بذلك عمرو بن الحارث ، وأشرف على جبل من جبال مكة ، فرأى إبله تنحر
ويتوزع لحمها ، فانصرف بائساً خائفاً ذليلا وأبعد في الأرض ،
وبغربته يضرب المثل ، ثم قال هذا الشعر .


وفي رواية
اليعقوبي61. أن
جرهم لما طغت وظلمت وفسقت في الحرم ، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى
إليها ، سلط عليهم الذر فاهلكوا عن آخرهم .


ورواية
المسعودي62
تقول : لما بغت جرهم في الحرم وطغت حتى فسق رجل منهم في الحرم
بامرأة ، بعث الله على جرهم الرعاف والنمل وغير ذلك من الآفات ،
فهلك كثير منهم . وكثر ولد إسماعيل وصارو ذوي قوة ومنعة ، فغلبوا
على أخوالهم جرهم ، وأخرجوهم من مكة فلحقوا بجهينة ، فأتاهم في بعض
الليالي السيل فذهب بهم .


/ 11