زعماء مکة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زعماء مکة - نسخه متنی

قاسم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





زعامة عبد مناف



قام عبد مناف بن
قصي على أمر أبيه بعده ، وأمر قريش ، واحتفظ بمكة رباعاً بعد الذي
كان قصي قد قطعه لقومه .


ولماجلّ قدره
وعظم شأنه وشرفه وكبر أمره، جاءته خزاعة وبنو الحارث ابن مناة بن كنانة
يسألونه الحلف; ليعزوا به فعقد بينهم الحلف الذي يقال له حلف الأحابيش80.


زعامة هاشم


وهو أكبر أبناء
عبد مناف واسمه عمرو العلا . وإنما سمي هاشماً; لأنّه أول من هشم الثريد
لقومه وأطعمهم . ويمتاز بشخصية قوية ونفوذ واسع لما قدم من خدمات
لقومه ، وما ابتدع من مشاريع . وكان منها حفر الآبار . مثل
بئر (سجله) وبئر بدر .


وهاشم أول من سنّ
الرحلتين لقريش رحلة الشتاء للحبشة . ورحلة الصيف الى غزة وبلاد
الشام . . . ذكرها القرآن الكريم {لإيلاف قريش * إيلافهم
رحلة الشتاء والصيف} .


وهو الذي أخذ
الحلف من قيصر لقريش على أن تأتي قريش للشام وتعود آمنة81.


ومن أخلاقه وكرمه
أنـّه خرج بتجارة عظيمة يريد الشام ، فجعل يمرّ بأشراف العرب ،
فيحمل لهم التجارات مجاناً ، ولا يلزمهم مؤنة حتى صار إلى غزة فتوفي
فيها82.


كما كان هاشم
يخرج مالا كثيراً ، ويأمر بحياض من أدم فتُجعل في موضع زمزم ، ثم
يسقى فيها من الآبار التي بمكة ، فيشرب منها الحاج ، وكان يطعمهم
بمكة ومنى وعرفة وجُمح ، وكان يثرد لهم الخبز واللحم والسمن
والسويق ، ويحمل لهم المياه حتى يتفرق الناس إلى بلادهم فسمي
هاشماً83.


وكان يخطب الناس
ويحثهم على إكرام ضيوف الله فيقول : «يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل
بيته فهم أضياف الله ، وأحق الضيف بالكرامة ضيفه ، ثم حفظ منكم
أفضل ما حفظ جار من جاره . فأكرموا ضيفه وزواره فإنهم يأتون شعثاً غبراً
من كلّ بلد على ضوامر كالقداح وقد أعيوا ونفلوا وقملوا وارملوا فأقروهم
وأغنوهم» ، فكانت قريش ترافد على ذلك84.


صراع أمية وهاشم


ويبدو أنّ ما
أصاب هاشماً من علو المكانه وسمو المجد أثار حسد أمية بن عبد شمس بن عبد
مناف بن قصي ، وكان ذا مال فيتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز منه ،
فشمت به ناس من قريش فغضب ، ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة ،
فكره هاشم ذلك لسنه وقدره فلم ترعه قريش وأحفظوه ، قال هاشم : فإني
أنافرك على خمسين ناقة سود الحدق تنحرها ببطن مكة ، والجلاء عن مكة عشر
سنين ، فرضي أمية بن عبد شمس بذلك ، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي
وهو جدّ عمرو بن الحمق ومنزله بعسفان ، وقد قضى لهاشم بالغلبة ،
فأخذ هاشم الإبل ونحرها وأطعمها من حضره ، وخرج أمية إلى الشام عشر
سنين ، فكانت هذه أول عداوة بين هاشم وأمية85 .


وقد أجاد في شعره
مطرود بن كعب الخزاعي عندما مرَّ برحل مجاور في بني هاشم وفيه بنات له وله
امرأة في سنة شديدة





  • يا أيّها الرجل المحول رحله
    هبلتك أمّك لو حللت بدارهم
    عمرو العلى هشم الثريد لقومه
    نسبوا إليه الرحلتين كليهما
    الآخذون العهد في آفاقها
    والراحلون لرحلة الإيلاف86



  • هلا نزلت بآل عبد مناف
    ضمنوك من جوع ومن إقراف
    ورجال مكة مسنتون عجاف
    عند الشتاء ورحلة الاصياف
    والراحلون لرحلة الإيلاف86
    والراحلون لرحلة الإيلاف86




تولى الزعامة بعد
هاشم بن عبد مناف أخوه المطلب بن عبد مناف ، وكان أصغر من عبد شمس وهاشم
وذا شرف في قومه وفضل وكان سيداً مطاعاً في قومه ، وكانت قريش تسميه
الفيض لسماحته ، فولي بعد هاشم السقاية والرفادة ، وهو الذي عقد
الحلف لقريش مع النجاشي في متجرها ، وخرج مرّةً لتجارة إلى أرض
اليمن ، وتوفي بردمان من بلاد اليمن87.


زعامة عبد المطلب


لما أراد هاشم
الخروج إلى الشام حمل امرأته سلمى بنت عمرو إلى المدينة; لتكون عند أبيها
وأهلها ، وكان معهُ ابنهُ (شيبة) . فلما توفي هاشم في سفره ،
أقامت بالمدينة مع ابنها . واتفق أن مرَّ رجل من تهامة بالمدينة فرأى
غلماناً يتناضلون فإذا غلام منهم إذا أصاب يقول : أنا ابن سيد
البطحاء ، فقال له الرجل : من أنت يا غلام؟ فقال : أنا شيبة
بن هاشم بن عبد مناف ، وانصرف الرجل حتى قدم مكة ، فوجد المطلب
جالساً في الحجر ، فقصّ الرجل على ما رأى من ابن أخيه ، فقال
المطلب : أغفلته أما والله لا أرجع إلى أهلي حتى آتيه .


ثم خرج على
راحلته حتى أتى بني عدي بن النجار ، فلما نظر إلى ابن أخيه قال :
هذا ابن هاشم فأردفه خلفه وعاد به إلى مكة ، وقال البعض من غير علم
أمه ، وزعم الآخرون كان بإجازة من أمّه .


فلما استقبل أهل
مكة المطلب وهم يرحبون به ويحيونه ويقولون : من هذا الذي معك؟ فيجيب هذا
عبدي ابتعته بيثرب . وبقيت قريش إذا رأته تقول : هذا
عبدالمطلب ، فلجّ اسمه عبدالمطلب وترك شيبة88. هذه هي قصة اليتيم الثاني بعد
قصي ، وكلٌ كانت لهُ زعامة استثنائية ، وننتظر اليتيم الثالث في
مكة ، الذي تزعَّم الإنسانية كلّها وإلى الأبد ، ذلك رسول الله
محمد(صلى الله عليه وآله) .


ولما حضر رحيل
المطلب إلى اليمن قال لعبدالمطلب : أنت يا بن أخي أولى بموضع أبيك فقم
بأمر مكة . فتوفي المطلب في سفره ، فقام عبدالمطلب بأمر
مكة .


إعادة حفر زمزم


لما تكامل
لعبدالمطلب مجدُهُ ، وأقرت لهُ قريش بالفضل ، رأى وهو نائم في
الحجر ، آتياً أتاهُ فقال له : قم يا أبا البطحاء واحفر
زمزم ، وتكررت الرؤيا وفيها علامات تدل على مكان زمزم ، فانطلق
فأتى بمعول وابنه الحارث وحيده ، فاجتمعت إليه قريش فقالوا : ماذا
تفعل؟ فقال : أمرني ربّي بما يروي الحجيج الأعظم ، فاعترضوا ولم
يكترث باعتراضهم . فلم يحفر إلاّ قليلا حتى بدا الطي فكبّر ،
واجتمعت قريش وعلمت لما رأت الطي أنـّه صادق . وحفر حتى وجد سيوفاً
وسلاحاً وغزالين من ذهب ، فضرب من الأسياف باباً للكعبة ، وجعل أحد
الغزالين صفائح ذهب في الباب ، وجعل الأخرى في الكعبة89.


يدعي الأخباريون
أنّ عبدالمطلب لم يكن لهُ من الولد أولا إلاّ الحارث ، فنذر لله إن رزقه
الله عشرة أولاد أن يذبح ولداً قرباناً لله ، ولما تكاملوا عشرة بولادة
عبدالله وهو أجملهم وأكثرهم خصالا كريمة ، جمعهم وأقرع بينهم فكانت
القرعة على عبدالله خصمهم على أن يفي بنذره ويضحي بولده المذكور ، ولما
عرفت قريش منه الجد في ذلك اجتمعت عليه; لتصرفه عن هذا الأمر ، لئلا
يصبح سنة بين العرب ، واقترحوا عليه أن يأخذ مائة من الإبل ويقرع بينها
وبين عبدالله ، ففعل ذلك ثلاث مرات فجاءت القرعة في كلّ مرّة على الإبل
فنحرها وتركها للناس ، فتواثبوا عليها من كلّ جانب . ويذكر أن دية
القتل لهذا أصبحت مئة من الإبل90.


/ 11